دعت نقابة الأئمة، وزارة الشؤون الدينية إلى إصدار تعليمة واضحة تقنن عملية جمع زكاة الفطر على مستوى المساجد، وكذا الحملة التضامنية خلال رمضان لحماية الإمام، لأن القانون الحالي يمنع جمع التبرعات، إذ اكتفى الوزير بتوجيه ترخيص شفهي فقط، في حين تصب يوميا الملايين في صناديق الزكاة. واقترح منسق المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية جمال غول تزامنا مع انطلاق جمع زكاة عيد الفطر عبر المساجد، أن يتولى وزير الشؤون الدينية بوعبد الله غلام الله إصدار تعليمة مكتوبة ترخص للمساجد مهمة جمع زكاة الفطر وتوزيعها على فقراء الحي، وكذا توزيع قفة رمضان التي يتم تشجيعها من قبل الهيئة الوصية، لأن القانون منع جمع التبرعات منذ سنوات، وهو يرى في هذا الإجراء، حماية أكثر للإمام الذي قد يتعرض إلى إشكالات مستقبلا، موضحا في اتصال ب "الشروق"، بأن صناديق الزكاة تستقبل أموالا معتبرة في هذه الأيام التي تسبق عيد الفطر، إلى درجة تضطر العديد من المساجد إلى إفراغها من محتواها كل يومين أو ثلاثة أيام، تفاديا لحدوث سرقات، وفق ما أكده ممثل النقابة الذي عبر عن خشيته من أن تطال أيادي السوء تلك الصناديق خارج أوقات الصلاة التي يقل فيها التردد على المساجد، وهي تمتد عادة ما بين صلاة الظهر والعصر، لهذا اضطرت مجمل المساجد إلى تشديد الحراسة على صناديق الزكاة، قصد إيصال تلك الأموال إلى مستحقيها من أبناء الحي. كما شرعت المساجد في إحياء العشر الأواخر التي لها فضلا كبيرا في الإسلام، ومع ذلك فقد تراجع بشكل ملحوظ إقبال المصلين على أداء التراويح، مقارنة بالأيام السابقة، وهو ما أثار استغراب واستياء الأئمة، الذين كثفوا من الحديث عن فضل هذه الأيام التي تنزلت خلالها ليلة القدر، لجعل المصلين ينصرفون عن الأمور الدنياوية ويقبلون أكثر على الجوانب الروحية لشهر رمضان، وقد أوعز جمال غول قلة الإقبال على المساجد بانشغال الناس باقتناء لوازم العيد خلال فترة السهرة بسبب حرارة الجو، التي فرضت على الصائمين شبه حضر تجوال في النهار، قائلا بأن الأئمة اجتهدوا في إقناع الناس بضرورة اقتناء كل ما يحتاجونه قبل بداية العشر الأواخر، غير أن تلك الحملة لم تحقق النتائج المرجوة، معتقدا بأن تغيير العقليات يحتاج إلى عمل شاق، وكذا خروج الإمام إلى الشارع والنوادي والمقاهي لتوعية الأفراد، وهذا لن يتحقق في تقديره دون تمكينه من إطار قانوني يمنح له صلاحية الناشط خارج أسوار المسجد. وفيما يتعلق بانزعاج بعض المصلين من الإطالة في صلاة التراويح، أفاد نفس المصدر بأن الكثير من المصلين ينزعجون من امتدادها بخمس دقائق إضافية، لكنهم فور خروجهم من المساجد يتجهون صوب المقاهي أو يتجمعون لتبادل أطراف الحديث، موضحا بأن الإقبال على صلاة التهجد التي تمتد ما بين الساعة الثانية صباحا والفجر يختلف من مسجد إلى أخر، وهي تتم تحت إشراف الإمام أو معلم القرآن أو مسؤول آخر في المسجد.