أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، مساء أمس، حكما بالإعدام في حق المتهمين "حمزة.أ"، 21 سنة، و«ك.أمين"، 38 سنة، المتورطين في قضية اختطاف وقتل الطفلين هارون وإبراهيم، شهر مارس الفارط، بالمدينةالجديدة علي منجلي، كما أدانت هيئة المحكمة الشريك الثالث "ز.بلال"، 27 سنة، بعقوبة 10 سنوات نافذة بتهمة التستر. وكان وكيل الجمهورية لدى مجلس قضاء قسنطينة التمس، أمس، تطبيق عقوبة الإعدام في حق المتهمين "أ.حمزة"، 21 سنة، و«ك. أمين"، 38 سنة، المتابعين في قضية اختطاف وقتل الطفلين هارون وإبراهيم بتاريخ 12 مارس الفارط وهي القضية التي أثارت الرأي العالم القسنطيني والوطني، كما التمس ممثل النيابة حكم السجن المؤبد في حق الشريك الثالث "ز.بلال" 27 سنة، بتهمة المشاركة. وشهد محيط مجلس قضاء قسنطينة، منذ صباح أمس، حشدا كبيرا من المواطنين جاؤوا لمتابعة أطوار محاكمة المتهمين في قضية قتل الطفلين حشيش هارون (10 سنوات) وبودايرة وإبراهيم (9 سنوات) والتي تعود وقائعها إلى شهر مارس الفارط، حيث بدأت الجموع في التوافد على مكان المحاكمة في حدود الساعة الثامنة صباحا إلى أن غصت ساحة المجلس بالمواطنين الفضوليين الذين وصل عددهم إلى المئات والذين كانوا يرغبون في رؤية وجهي المتهمين الرئيسيين كما كانوا يترقبون قرار قاضي الجلسة، من جهتهم أمّن عناصر الشرطة محيط المجلس تحسبا لأي انزلاقات خاصة من طرف شبان المدينةالجديدة علي منجلي وجيران الضحيتين، الذين كانوا يطالبون بالقصاص، حيث تم وضع حواجز حديدية حول باب المجلس تحسبا لاندفاع جموع الحشود الذين تم منعهم من دخول قاعة الجلسات لإجراءات تنظيمية حفاظا على السير الحسن للجلسة. وبدأت الجلسة في حدود الساعة العاشرة صباحا، حيث كانت القاعة ممتلئة عن آخرها من طرف عائلات وأقارب الضحيتين في أجواء جد حزينة خيم عليها بعض الصراخ ودموع النساء اللائي كن يرددن اسمي إبراهيم وهارون، وبدأ رئيس الجلسة في الاستماع إلى المتهم الأول حمزة المدعو "كتاستروف"، الذي نفى جملة وتفصيلا الاتهامات التي وجهت إليه بشأن خطف وقتل الطفلين ورمي الجثتين بالوحدة الجوارية 17، وبذلك نفى المتهم كل التصريحات التي قدمها أثناء التحقيقات الأمنية، وهو نفس الشيء الذي ذهب إليه المتهم الثاني أمين المدعو "مامين" والذي نفى العلاقة الوطيدة بينه وبين المتهم الرئيسي، معتبرا أن معرفتهما سطحية تمتد إلى أربع سنوات خلت عندما التقيا داخل مؤسسة عقابية لقضاء عقوبة عن قضيتين مختلفتين. من جهتهم، الشهود الذين تم الاستماع إليهم من طرف رئيس الجلسة والمقدر عددهم ب13 شاهدا من بين ال30 شاهدا الذين شملهم التحقيق في غياب الرعية الصينية الذي كان من بين أهم الشهود، فقد أكدوا العلاقة التي كانت تربط بين المتهمين الرئيسيين واللذين كانا يقيمان بشقة بالوحدة الجوارية رقم 17 استأجرها منذ أربعة أشهر قبل الجريمة المدعو "كتاستروف"، وقال الطفل عبد الرحمان (10 سنوات)، أنه كان يلعب رفقة الضحيتين إبراهيم وهارون عندما اقترب منهم شخص مجهول، وقدم وصفا عن ملابسه، مؤكدا أنه كان يضع قبعة سترته على رأسه الشيء الذي منعه من التعرف عليه، وحسم أحد الشهود الأمر عندما أكد أنه رأى "كتاستروف" بعد صراخ إحدى النساء يضع الحقيبة التي كانت بها جثة أحد الضحيتين ولاحقه وأمسكه رفقة شابين آخرين. من جهته، نفى المتهم الثالث "ز.بلال" صاحب سيارة فرود (كلونديستان) كل التهم المنسوبة إليه، مؤكدا أنه لا علاقة له بالمتهمين لا من قريب ولا من بعيد، في حين أظهرت التحقيقات أن المتهم الثالث تلقى 22 اتصالا هاتفيا من المتهم الرئيسي خلال الأيام الأولى من شهر مارس.