سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الملتقى الإعلامي في الكويت يبحث قضايا الاعلام وحوار الحضارات واتجاهات التغطية الإعلامية للثورات العربية بن عيسى: تعامل الدول العربية مع ورش إصلاح الإعلام يختلف من بلد لآخر
الكويت "مغارب كم": رشيد التازي يبحث ملتقى الاعلام العربي في الكويت، الذي انطلقت فعالياته امس، وذلك على مدى ثلاثة أيام،عدة قضايا تتعلق بالإعلام وحوار الحضارات والتنمية والاستثمار في الإعلام والثقافة المعلوماتية، واتجاهات التغطية الإعلامية للثورات العربية، والإعلام والمتغيرات العربية. كما يناقش مواضيع أخرى تتعلق ب`"الإعلام الرياضي .. الواقع والطموح"، و"الإعلام الغربي وتغطية الأحداث العربية"، و"ثورة الإعلام وإعلام الثورات"، بالإضافة إلى موضوعي "تحديات صناعة البرامج التلفزيونية" و"الإعلام الإلكتروني .. قوة التأثير والتغيير". وحسب الهيئة المنظمة للملتقى، يحضر دورة هذه السنة أزيد من 500 شخصية إعلامية عربية،ضمنهم وزراء اعلام المغرب والسعودية ولبنان ،ورؤساء تحرير صحف ومجلات ومسؤولو محطات فضائية،وإعلاميون وكتاب صحفيون ومفكرون وأكاديميون، إضافة إلى عدد من طلبة كليات الإعلام في الجامعات العربية. وقال ماضي عبد الله الخميس، أمين عام الملتقى، إن ملتقى الإعلام العربي، الذي تأسس سنة 2003، يروم "تطوير الخطاب الإعلامي العربي، وفتح باب الحوار أمام جميع التيارات بلغة حوار راقية وبأدوات تكنولوجية حديثة ترسم رؤية متطورة للإعلام في الوطن العربي". وأشار الخميس إلى أن هذا المنتدى يسعى،ضمن أهدافه،إلى "تعزيز التقارب بين مهنيي الإعلام العرب وتبادل خبراتهم، والوقوف على أبرز العوائق التي تواجه تطوير المنتوج الإعلامي العربي،والبحث عن السبل الكفيلة بتحسين أدائه وأدواته، بما في ذلك تأهيل الإعلاميين والارتقاء بجودة عطاءاتهم" إلى جانب "توطيد العلاقات بين مؤسسات الإعلام العربية بمختلف أصنافها،ومد جسور التعاون بينها". وقال الخميس: "نجتمع اليوم في افتتاح الملتقى الاعلامي العربي الثامن وسط عالم عربي تعصف به المتغيرات من كل صوب وحدب وتعتريه التحديات الكثيرة والكبيرة، وصار محط انظار العالم بما قام به من تغيرات . وكان الاعلام صانعا لتلك الاحداث، ومساهما فيها، وفاعلا لها، منذ انطلاقتها الاولى". واضاف الخميس ان الملتقى رسالة اعلامية قائمة على المعايير المهنية الثابثة والقناعات الراسخة بان للاعلام قيما ومبادئ واخلاقا لا بد ان نعززها وننميها ونحافظ عليها . ومن جهته، ألقى ممثل راعي الحفل، وزير النفط وزير الاعلام الشيخ احمد العبدالله الاحمد الصباح كلمة اكد فيها ان "عالمنا العربي يمر بمرحلة دقيقة جدا تتصاعد فيها الأحداث وتتواتر بصورة متسارعة وغير مسبوقة"، مؤكدا اهمية وخطورة الدور الذي تقوم به وسائل الاعلام. وقال الشيخ احمد العبد الله ان الاعلام وما يتمتع به من ادوات ووسائل، أصبح تأثيره على المتلقى كبيرا جدا، ولا يقارن بأي تأثير آخر،خصوصا مع التطور التكنولوجي الذي جعل مسألة الوصول الى المعلومة مسألة سهلة. وأضاف العبد الله إن ذلك يفرض على المؤسسة الإعلامية العربية والعاملين فيها، أهمية التعاطي مع الأحداث والمتغيرات وفق معايير إعلامية محددة تتفق في مجملها مع الشفافية والموضوعية، في إطار من العمل المهني الذي يضع مصالح الشعوب والأمم على رأس أولوياته، مشيرا الى ان تاريخ الشعوب اثبت لنا أثبت لنا أن الإعلام عندما يخرج عن مسار المصلحة العامة يكون تأثيره مدمرا على الجميع". وقال إن الملتقى الإعلامي العربي يكتسب أهمية كبرى، خصوصاً وسط هذه الأحداث المتزاحمة في المنطقة التي تحتاج إلى تضافر الجهود والعمل بروح الفريق لدرء أي سوء يحيق بعالمنا العربي من الداخل أو من الخارج. وزاد قائلا: "لعل من أهم المؤشرات على ذلك ما يحمله الملتقى هذا العام من شعار يربط الإعلام بقضايا المجتمع، فالإعلام لاينفك أبداً عن قضاياه الذي يمارس فيه بأي حال من الأحوال، فدائما ما ترتبط الممارسة الإعلامية بوعي المجتمع، فإذا كان على درجة عالية من الوعي فسيمارس الإعلام باحترافية وفعالية،وإذا كان مستوى الوعي العام أقل من المطلوب كانت الممارسة الإعلامية لا ترقى للمستوى المطلوب". وأوضح قائلا:" اننا كشعوب عربية ننحدر من حضارة عربية شهد لها العالم واستفاد منها كثيرا، ولكن دورنا يجب أن يتغير الآن،و نخرج من تحت عباءة الحديث عن أمجاد الماضي كي نبني المستقبل ولنؤسس إعلاما عربيا لا ينفصل أبدا عن قضايا العالم العربي، كبيرة كانت أو صغيرة، داخلية أو خارجية، تلك هي فلسفة يجب أن نعمل وفقها كإعلاميين يريدون مستقبلاً أفضل لعالم يسكنونه ويسكنهم". ورحب العبد الله باختيار المملكة العربية السعودية كضيف شرف للدورة الثامنة من أعمال الملتقى الإعلامي العربي، لافتا الى ان الإعلام السعودي استطاع أن يضع قدمه على خارطة الإعلام العربي، وبخطى مدروسة ودقيقة في حساباتها، الأمر الذي مكن المؤسسة الإعلامية السعودية من الوجود وسط هذا الزخم الإعلامي الذي يشهده العالم. وبدوره ،قال عبد العزيز بن محي الدين خوجة، وزير الاعلام السعودي انه يرجو من الملتقى ان يستشعر التجدد الحاصل في صناعة الاعلام، والالتفات الى حركة المجتمع، مشيرا الى ان هناك اعلام نابض، وثمة اصوات الناس الذين تقدموا، من حيث يدرون او لا يدرون ، في جعل الاعلام والاتصال جزءا من المشهد اليومي . وتحدث خوجة عن التكريم الخاص للامير سلمان بن عبد العزيزمن قبل الملتقى، مشيدا بسجاياه العربية الاصيلة، وحكمته وبعد نظره، ورعايته للاعلام والاعلاميين، حتى انه ليطيب للاعلاميين ان يطلقوا عليه لقب " صديق الاعلاميين ". وقال خوجة ان الاعلام اليوم اصبح رديفا للانسان العادي، الذي بات مشاركا اساسيا في صناعة معالم الاعلام والاتصال،مشيرا الى ان صناعة الاعلام لم تعد حكرا على الرسميين والنخبة، ولكنها اصبحت مشغلة الناس كل الناس، "وليتخيل كل واحد منا حاله ،واحوال المحيطين به من اسرة واصدقاء، قبل سنوات يسيرة ،وليقارنها بأحوال اليوم ". وزاد قائلا :"في الماضي القريب لم يكن من وسيلة لتلقي الخبر الا عن طريق الاعلام الرسمي واعلام النخبة، سواء كانت هذه النخبة محطة فضائية خاصة او صحيفة تقليدية، اما اليوم فواقع الاتصال والاعلام مختلف جدا". واوضح خوجة ان مفهوم الاعلام النخبوي والرسمي تقوض ،مشيرا الى ان الصحف الالكترونية، اليوم لم تعد حكرا على المؤسسات الصحفية العتيدة، ولا المستقلين عنها من صحفيين وصحافيات من ذوي التاريخ الصحفي الطويل، ولكن اصبح عدد كبير من الصحف الالكترونية ميدانا للشباب والشابات الذين اثبتوا مقدرة فذة في صناعة الصحافة الحديثة، بل ان شبكات التواصل الاجتماعي "الفيس بوك "و"التويتر" احدثت نقلة تاريخية جذرية في مفهوم الاتصال والاعلام، اما الاجيال الاحدث من الهواتف الجوالة الذكية فانها جعلت العالم كله محمولا في اكف الفتيان والفتيات، يستخلصون منها الجديدمن اخبار العالم كله ،قبل ان يصلح الصحفي التقليدي من هيئته". ومن جهته، أكد محمد بن عيسى، أمين عام منتدى أصيلة الثقافي، أن الإعلام الإلكتروني كجنس جديد "أصبح يحاصر المستهلك حيثما يوجد، ويقتحم عليه خلوته، لأنه إعلام يستمد مبرر اكتساحه من أسس تقنيات التواصل الحديثة". وأضاف بن عيسى، في مداخلة له ضمن الجسلة الأولى للملتقى الإعلامي العربي، أن المستهلك، أمام ثورة الإعلام الإلكتروني الحالية"لم يعد مجرد متلق للرسالة الإعلامية بل كائنا متفاعلا منجذبا إليها عبر المستندات التي يتيحها لمتصفحيه". وأبرز أن منتديات (الدردشة) والمدونات الاجتماعية لا تشبه في شيء ما كان يجري على صفحات الجرائد واستوديوهات الإذاعة والتلفزيون التي يتم خلالها طبخ الوجبات الإعلامية على نار هادئة يضفي عليها المحررون والتقنيون المذاق الذي يروق للمتلقي. وسجل بن عيسى أن الإعلام العربي "لم يبذل في أغلبيته جهودا كافية لمد جسور التواصل مع هذه الظاهرة الإعلامية الجديدة،حيث حدث تباعد بين الطرفين،و انزوى الشباب في وطنهم الافتراضي يمارسون فيه حريتهم يستقونها من مدونة سلوكهم ومنظومة قيمهم، ويعتمدون فيها لغة تخاطب مختلفة هي الأقرب إلى انشغالاتهم". وعلى نحو متصل، أكد بن عيسى أن سؤال "هل للإعلام دور في معالجة قضايانا الراهنة؟"، مركب ويحتمل إجابات متعددة، لأن "حراك الشارع العربي، بإيقاعه غير المسبوق، وضع الإعلام والنخب عموما أمام تحديات وإشكالات كبيرة لم يسبق أن واجهوا مثلها من قبل في مداها وطبيعتها وبالتالي فرضت مواكبته لها أسلوبا مغايرا في التناول خشية أن ينصرف المستهلكون عنه نحو مصادر أجنبية". من جهة أخرى، رأى أمين عام منتدى أصيلة الثقافي أن تعامل الدول العربية مع ورش إصلاح الإعلام يختلف من بلد لآخر، لأن "المجتمعات التي قطعت شوطا في البناء الديمقراطي تجد مهمة الإصلاح أسهل مما تلاقيه بلدان لم ترسخ أقدامها بعد في تربة الديمقراطية". وأشار إلى أن النهوض بالإعلام في دول مثل الكويت والمغرب ولبنان ومصر،"يبدو أمرا يسيرا بالنظر إلى البيئة الفكرية التي ترسخت في هذه الدول منذ عقود، حيث تلازمت التعددية والممارسات الديمقراطية مع تطور بنيات المجتمع الذهنية وانتشار المعرفة والوعي بالواقع". وتميز الملتقى الإعلامي العربي بتكريمه امس من الشخصيات العربية لإسهاماتها الإعلامية المتميزة وإنجازاتها المبدعة طيلة مسيرتها الصحافية ضمنهم الامير سلمان بن عبد العزيز، امير منطقة الرياض ،الحائز على جائزة الإبداع العربي الإعلامي للعام 2011، والذي تسلم الجائزة نيابة عنه عبد الله الفايز، سفير السعودية في الكويت، والأمير الوليد بن طلال كشخصية العام، والشيخة مي محمد الخليفة، وزيرة الثقافة في البحرين، واحمد الجار الله الكاتب الصحافي الكويتي، وإذاعة ال "بي بي سي" البريطانية.