أكد أمين عام منتدى أصيلة الثقافي، محمد بنعيسى، أن الإعلام الإلكتروني كجنس جديد "أصبح يحاصر المستهلك حيثما يوجد، ويقتحم عليه خلوته، لأنه إعلام يستمد مبرر اكتساحه من أسس تقنيات التواصل الحديثة". وأضاف بنعيسى، في مداخلة له ضمن الجسلة الأولى للملتقى الإعلامي العربي الذي انطلقت أشغاله الأحد 24 أبريل بالكويت العاصمة، أن المستهلك، أمام ثورة الإعلام الإلكتروني الحالية، "لم يعد مجرد متلق للرسالة الإعلامية بل كائنا متفاعلا معها، منجذبا إليها عبر المستندات التي يتيحها لمتصفحيه". وأبرز أن منتديات (الدردشة) والمدونات الاجتماعية "لا تشبه في شيء ما كان يجري على صفحات الجرائد واستوديوهات الإذاعة والتلفزيون التي يتم خلالها طبخ الوجبات الإعلامية على نار هادئة يضفي عليها المحررون والتقنيون المذاق الذي يروق للمتلقى". وفي هذا السياق، سجل بنعيسى أن الإعلام العربي "لم يبذل في أغلبيته جهودا كافية لمد جسور التواصل مع هذه الظاهرة الإعلامية الجديدة، حيث حدث تباعد بين الطرفين، انزوى الشباب في وطنهم الافتراضي يمارسون فيه حريتهم يستقونها من مدونة سلوكهم ومنظومة قيمهم ويعتمدون فيها لغة تخاطب مختلفة هي الأقرب إلى انشغالاتهم". وعلى نحو متصل، أكد المتحدث أن سؤال "هل للإعلام دور في معالجة قضايانا الراهنة?" مركب ويحتمل إجابات متعددة، لأن "حراك الشارع العربي، بإيقاعه غير المسبوق، وضع الإعلام والنخب عموما أمام تحديات وإشكالات كبيرة لم يسبق أن واجهوا مثلها من قبل في مداها وطبيعتها وبالتالي فرضت مواكبته لها أسلوبا مغايرا في التناول خشية أن ينصرف المستهلكون عنه نحو مصادر أجنبية". من جهة أخرى، رأى أمين عام منتدى أصيلة الثقافي أن تعامل الدول العربية مع ورش إصلاح الإعلام يختلف من بلد لآخر، لأن "المجتمعات التي قطعت شوطا في البناء الديمقراطي تجد مهمة الإصلاح أسهل مما تلاقيه بلدان لم ترسخ أقدامها بعد في تربة الديمقراطية". وأشار إلى أن النهوض بالإعلام في دول مثل الكويت والمغرب ولبنان ومصر، "يبدو أمرا يسيرا بالنظر إلى البيئة الفكرية التي ترسخت في هذه الدول منذ عقود، حيث تلازمت التعددية والممارسات الديمقراطية مع تطور بنيات المجتمع الذهنية وانتشار المعرفة والوعي بالواقع". ويبحث هذا اللقاء، على مدى ثلاثة أيام، عدة قضايا تتعلق بالإعلام وحوار الحضارات، والتنمية والاستثمار في الإعلام والثقافة المعلوماتية، واتجاهات التغطية الإعلامية للثورات العربية، والإعلام والمتغيرات العربية. كما يناقش مواضيع أخرى تتعلق ب`"الإعلام الرياضي .. الواقع والطموح"، و"الإعلام الغربي وتغطية الأحداث العربية"، و"ثورة الإعلام وإعلام الثورات"، بالإضافة إلى موضوعي "تحديات صناعة البرامج التلفزيونية" و"الإعلام الإلكتروني .. قوة التأثير والتغيير". ويشارك في هذا المنتدى العربي، الذي يعقد تحت شعار "الإعلام وقضايا المجتمع"، أزيد 500 شخصية إعلامية عربية، من بينها وزراء إعلام، ورؤساء تحرير صحف ومجلات ومسؤولو محطات فضائية، وإعلاميون وكتاب صحفيون ومفكرون وأكاديميون، إضافة إلى عدد من طلبة كليات الإعلام في الجامعات العربية. ويمثل المغرب في هذا الحدث، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري، الذي سيشارك كمتحدث رئيسي في الجلسة الثامنة، التي تبحث موضوع "ماذا قدم الإعلام العربي ؟".