استحوذ كل من المغرب والجزائر لوحدهما على حوالي ثلث النفقات المخصصة للتسلح في القارة الإفريقية خلال 2010 فقط، حسب التقرير السنوي لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام الذي صدر أمس. وكشف التقرير ان مخصصات القطاع العسكري في شمال إفريقيا (من دون مصر التي يضعها المعهد في بلدان الشرق الأوسط) بلغت 10.6 ملايير دولار، منها 8.8 ملايير (أكثر من 8 ألاف مليار سنتيم !!) لكل من المغرب والجزائر لوحدهما، أما باقي بلدان القارة السمراء، ويفوق عددها ال 40 بلدا، فخصصت للأسلحة 19.5 مليار دولار. ومازال البلدان متمسكين بمقعديهما ضمن خانة ال "توب 5" بإفريقيا للبلدان الأكثر إنفاقا على الأسلحة، الى جانب كل من انغولا ونيجيريا وجنوب إفريقيا. وتبقى الجزائر أول مهتم باقتناء السلاح في القارة السمراء، حسب الإحصاءات التي أوردها معهد ستوكهولم لأبحاث السلام على موقعه الالكتروني. إذ خصصت الحكومة الجزائرية 5.5 ملايير دولار للنفقات العسكرية، أي حوالي 2 في المائة من نفقات إفريقيا، متقدمة على انغولا (3.7 ملايير) وجنوب إفريقيا (3.7 ملايير دولار). أما المغرب فحل رابعا ب 3.2 ملايير دولار (حوالي 3 ألاف مليار سنتيم)، وهو ما يشكل 10 في المائة من مخصصات هذه القارة للجانب العسكري في السنة الماضية. وحسب المعهد السويدي، فإن نفقات شمال افريقيا، وبالخصوص المغرب والجزائر، على السلاح ارتفعت منذ 2001 بنسبة 69 في المائة، ويرجح ذلك الى تركيز البلدين في السنوات الأربع او الخمس الماضية على اقتناء الأسلحة الجوية والبحرية حسب محمد الغوماري، الأستاذ بجامعة الحسن الثاني والمتخصص في الشؤون العسكرية. ويوضح الباحث المغربي، في اتصال مع "اخبار اليوم"، ان "البلدين كانا يركزان لسنين طويلة على الأسلحة الكلاسيكية ذات الطبيعة الدفاعية بالأساس، مثل الدبابات وقطع المدفعية وغيرها، ولكن قبل بضع سنوات تحول البلدان، في نفس الفترة تقريبا، الى العمل على تحديث وتعزيز سلاحيهما الجوي والبحري، وهذان المجالان يتطلبان مصاريف ونفقات كبيرة جدا"، حسب الغوماري. وقام البلدان فعلا بعقد صفقات ضخمة لتعزيز سلاحهما الجوي في السنين الأخيرة، حيث أبرم المغرب مع الولاياتالمتحدة صفقة لشراء 24 طائرة متطورة من طراز "إف 16" بلغت قيمتها 2.4 مليار دولار (اكثر من الفي مليار سنتيم)، وسيشرع في تسلم الدفعة الأولى في غشت 2013 فرقاطة من طراز "فريم" المتطورة، التي تشتهر بقدرتها الفائقة على حمل صواريخ ذات فعالية عالية جدا مثل "إيكزوسيت" الفرنسية المعروفة. أما الجزائر فقد وقعت مع روسيا عقدا لشراء 28 طائرة من طراز "سوخوي 30" المتطورة، بقيمة بلغت 3.6 ملايير دولار. وستتسلم من موسكو في غضون الشهور القادمة 38 وحدة من "منظومة بانتسير" الصاروخية المتطورة المضادة للطائرات تبلغ قيمتها 500 مليون دولار. وتتسم هذه الأنظمة بقدرتها على إصابة الأهداف الجوية بدقة عالية على بعد 20 كلم وارتفاع 15 كلم، وتستطيع هذه المنظومة المضادة للطائرات إطلاق الصواريخ على أربعة أهداف دفعة واحدة، وتبلغ سرعة الصاروخ 1300 متر في الثانية. ورغم أن السوق الروسية مازالت المزود الرئيسي للجزائر بالأسلحة، فإنها تحاول تنويع مصادرها في السنين الأخيرة ودق باب الأسواق الأمريكية والأوروبية، إذ وقعت مثلا صفقة بقيمة 5 ملايير دولار في اكتوبر 2010 مع الشركة الانجلو ايطالية « Agusta Westland » لتحديث وشراء 150 مروحية. أما المغرب فلم يعد يقتصر على السوق الأمريكية والفرنسية، إذ أخذ يحصل على أسلحة روسية وخاصة دبابات "تي 90"، كما شرع في مفاوضات مع موسكو للتزود بعدد من مروحيات « mil mi 35m » وهي تستعمل في القتال ونقل الجنود. وبفضل نفقات المغرب والجزائر، وكذلك انغولا، حققت إفريقيا ثاني أكبر معدل إقليمي من حيث زيادة النفقات العسكرية في 2010 بنسبة 5.2 في المائة خلف أمريكا الجنوبية (5.8 في المائة).