هيمن الحدث السياسي، المتمثل في قرار المجلس الوطني لحزب الاستقلال، الانسحاب من الحكومة، على أعمدة الصفحات الأولى للجرائد المغربية الصادرة غدا الاثنين. وقد خصصت الصحف حيزا كبيرا لتفاعل الشارع السياسي، والرأي العام المغربي عموما، مع هذا المستجد الطارئ، الذي خلط الأوراق،ووضع البلد على مشارف أزمة سياسية، لاأحد يعرف كيف الخروج منها إذا لم يتم تداركها ومعالجة الموقف في أقرب وقت ممكن، بكثير من التعقل والتبصر. يومية " المساء"، عنونت موضوعها الرئيسي، على الشكل التالي:" شباط يقلب الطاولة على بنكيران والملك يدخل على الخط.. لضمان استمرار وزرائه إلى حين عودته من الخارج". وسجلت نفس اليومية تصريحات لعدد من السياسيين،للتعليق على الموضوع، وهكذا اعتبر محمد اليازغي، القيادي الاتحادي، أن "عبد الإله بنكيران، لم يتصرف كرئيس للأغلبية واتضح أنه لاوجود لأي تحالف"، فيما طلب حكيم بنشماس، عضو حزب الأصالة والمعاصرة من بنكيران "ان يوضح ما يفكر فيه بعد انسحاب الاستقلال"،واستبعد العلوي المحمدي، من حزب الاتحاد الدستوري،امكانية مناقشة دخول هذا التنظيم السياسي إلى الحكومة،وقال لحسن الحداد من حزب الحركة الشعبية،إنه "إذا أعيدت المفاوضات،فليس لدينا موقف من أي حزب"،وأبدى اسماعيل العلوي، القيادي من حزب التقدم والاشتراكية،أنه يتضرع إلى الله أن يحفظ هذا البلد، في تلميح إلى المخاطر التي تتهدده بفعل تطورات انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة. وبدورها،اختارت يومية " أخبار اليوم" هذا العنوان لمقالها الرئيسي:" شباط يقلب الطاولة على بنكيران ويختبيء وراء الملك"،في إشارة إلى المكالمة الهاتفية، التي طلبت منه إبقاء وزراء الحزب في الحكومة، وعدم الحسم في الموضوع، إلى حين عودة العاهل المغربي من الخارج. وأضافت الجريدة، انه لم تكد تمر سوى بضع ساعات، على قرار المجلس الوطني لحزب الاستقلال، مساء أمس،الانسحاب من حكومة بنكيران، حتى تراجع الحزب عن قراره، إثر اتصال أجراه الملك محمد السادس، بحميد شباط، الأمين العام للحزب،حيث دعاه إلى الإبقاء على وزراء الحزب داخل الحكومة. وفي خضم تغطيتها للحدث، أعلنت الجريدة أن تيار عبد الواحد الفاسي،المعروف بإسم " بلا هوادة"، دعا مجلس رئاسة حزب الاستقلال إلى التدخل لوقف ماأسماه" الإجهاز على مصداقية الحزب". واعتبر بيان التيار " أن الأمر يتعلق بسيناريو مكشوف يجعل من المجلس الوطني مؤسسة صورية للمصادقة على قرارات معدة سلفا في الدهاليز"، على حد تعبير لغة البيان. وركزت يومية " الخبر" على كلمة " الأزمة" كعنوان رئيسي لما بعد انسحاب وزراء " حزب الميزان" من حكومة بنكيران، مشيرة إلى أن هناك 5 سيناريوهات محتملة، وهي: اللجوء إلى التحكيم الملكي، أو إجراء انتخابات سابقة لأوانها، أو تشكيل حكومة جديدة، أو استمرار الحكومة كحكومة أقلية، أو تقديم ملتمس رقابة بعد انسحاب حزب الاستقلال. وتحت عنوان :" شباط يزلزل حكومة بنكيران" تناولت يومية " الأخبار" الموضوع بشكل مفصل، محاولة قراءته من جميع زواياه، إلا أن الخبر الأكثر إثارة هو اتهام عبد العزيز أفتاتي ، القيادي بحزب العدالة والتنمية، لحميد شباط بأنه كذب على الملك وقام بتدليس قرار الانسحاب من الحكومة. وقال أفتاتي : ليس هناك أي بلاغ رسمي من الديوان الملكي يؤكد صحة ماادعاه شباط، وتساءل في الوقت نفسه عن الجهة التي خولت له صلاحيات الحديث باسم الملك، او التبليغ عما دار بينهما أثناء المكالمة الهاتفية" عن كانت هناك فعلا مكالمة"، على حد قوله.