استطاع حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال،أن يشغل الصحافة المغربية بتهديده بالانسحاب من الحكومة، فخصصت له في الأعداد الصادرة غدا، حيزا كبيرا لتصريحاته، وكذا لردود الأفعال لدى بعض حلفائه السياسيين. فقد واصل إطلاق تعليقاته بنبرة تصعيدية حادة تجاه الحكومة التي يشارك فيها حزبه. وهكذا وصفها، حسب يومية " الأخبار"، بأنها " غارقة في الفساد الأخلاقي الموثق عبر الصوت والصورة"،وأبدى مساندته للمطالبين بالخروج منها،مؤكدا أنها "فقدت شرعيتها لأنها أصبحت ضد الشعب وتمارس سياسة العقاب في حقه"، حسب تعبيره. فيما قال نبيل بنعبد الله،أمين عام حزب التقدم والاشتراكية،إنه " لافائدة اليوم من الاستمرار في هذا الجدل العقيم"، وذلك في تلميح منه إلى تصريحات زعيم الاستقلال. واعتبر بنعبد الله أن شباط لن ينسحب من الحكومة وتهديداته "مجرد سينما،وتسخين للطبول"، مشيرا إلى أن الحكومة " لن تنجر وراء محاولة شباط جرنا إلى المستنقع". وفي تصريح له ليومية "أخبار اليوم"،أوضح أن الحكومة في نظره،" أصبحت حكومة تأزيم وليست حكومة إصلاح"، ملمحا إلى أنه سوف ينحاز لأي قرار يتخذه المجلس الوطني لحزبه بعد غد السبت. وأضاف شباط "أتمنى أن يتحلى رئيس الحكومة بالشجاعة،وأن يكشف هوية الجهات التي تحركنا، ويسمي الأشياء بمسمياتها، وإلا فما عليه سوى أن يقدم استقالته". متتبعون لايستبعدون أن يكون "تجييش" المجلس الوطني للحزب يتم بهدف " الحصول على تفويض للجنة التنفيذية وللأمين العام لاتخاذ مايراه مناسبا من قرارات بشأن الانسحاب من الحكومة من عدمه".