احتفت مدينة فجيج المغربية بالمسار الفني أحمد الطيب العلج، وذلك من خلال ندوة،نظمت٬ أمس السبت بدار الثقافة ،وذلك في إطار الدورة الأولى للمهرجان الدولي للمسرح بفجيج٬ المنظم بمبادرة من منظمة السنابل الوطنية (فرع فجيج). وخلال هذه الندوة،ذكر المتدخلون بأن الراحل الطيب لعلج بدأ عمله المسرحي مقتبسا ٬ حيث نهل من المدرسة المولييرية التي مثلت مرجعيته الأساسية٬ وبرزت من خلال أعماله "مريض خاطرو" و "عمايل جحا" و "الفضوليات" و"الحاج العظمة" و"ولي الله"، حسب وكالة الأنباء الرسمية المغربية. وبعد أن أشاروا إلى أن الأعمال المسرحية للراحل اتسمت بنزوعها نحو السخرية و"الكوميديا السوداء" ٬أبرزوا أن لعلج كان يختزل المسرح في عنصرين أساسيين٬ هما اللغة الكلامية "المنمقة" والمضامين التي تعالج عددا من المشاكل الاجتماعية. وأكدوا على أنه فضلا عن كونه فنانا مبدعا ومخرجا مسرحيا٬ فقد كان الطيب لعلج ممثلا بارعا٬ من خلال اعتماده على أسلوب بسيط وعميق في الوقت نفسه. وأبرزوا أن الطيب لعلج استطاع من خلال تعدد تجاربه الإبداعية التي شملت الكتابة الإبداعية وطريقة الإخراج المسرحي والأداء المتميز في مجال التمثيل٬ أن يرسخ تجربة رائدة في مجال العمل المسرحي برمته "فكانت هذه التجارب بمثابة الشعلة التي أضاءت للباحثين سبل البحث في مجالات المسرح و تشعباته والنبش في الموروث الشعبي وتوظيفه مسرحيا". وأوضحوا أن الراحل آمن منذ بداية مسيرته الفنية بفرقة المعمورة بأهمية التراث٬ خاصة الحلقة والحكايات الشعبية ومسرحتهما٬ من أجل ربط جسر التواصل مع الجمهور " فكان له النجاح تلو الآخر٬ إذ جذبت أعماله المسرحية جمهورا واسعا من مختلف الفئات الاجتماعية٬ كما لقيت إبداعاته اهتماما واسعا من لدن المخرجين والممثلين المسرحيين". وخلص المتدخلون إلى أن سيرة هذا الفنان لا تشمل تجربته الفنية في مجال المسرح فحسب٬ بل وكذا في مجالي الأغنية والزجل٬ مذكرين بروائعه الخالدة في مجال الأغنية "ما أنا إلا بشر" و "جاري يا جاري" و "يا محمد يا صاحب الشفاعة" وغيرها من الأغاني التي ترسخت في ذاكرة المغاربة. يذكر أن الدورة الأولى للمهرجان الدولي للمسرح بفجيج (دورة المرحوم أحمد الطيب لعلج)٬ المنظمة إلى غاية السادس عشر من الشهر الجاري٬ تحت شعار" المسرح والفن رافعة للتنمية المستدامة"٬ انطلقت أول أمس الجمعة بمشاركة عدد من الفرق المسرحية الوطنية والأجنبية.