توقيع:عبد القادر العفسي لقد اتضح للجميع أن الثورات العربية أعد لها مسبقا في مختبرات الغرب طبقا لما كشفه الواقع ، و هذه المخططات لم تقف عند هذا الحد بل أعد الأمر تحت يافطة "المطالب العادلة للشعوب" بالعالم ، ففي الظاهر أي شكلا ..! الأمر براق و مشجع لكنه دهاء دون عناء تخريب العلاقات في حالة فشلها ، وهو أمر يحرك حمية الوطنين بخدمة هذه الأجندات التفكيكية التقسمية بسذاجة فطرية ، ومن هنا يجب استلهام الدروس الحقيقة من الجيران العرب و الأشقاء شمالا بأوربا ، بنسف الوحدة و تخريب الانضباط و الضبط التي تعد من المستلزمات الأساسية للتماسك في أي أمة. فقد علمتنا التجارب خلال العقدين الأخيرين ، أن المشاكل التي تعاني منها أية دولة من الدول التي تسعى إلى التحرر من التبعية ، أن تقبض على الجمر و بكل إمكانياتها المتاحة على الشرعية ، و بغض النظر عن صوابية هذا الطرح ، فإن الشك و لو بدرجات مختلفة حول بعض الاستراتجيات التي ننهجها بالبلد قد تكون معادية ومتآمرة في إطار التخندق بمخططات الأعداء و لو كانوا من بين أكنافنا . ففي أعتى الديمقراطيات بالعالم التي تُصدر لنا لا تواجد للحكم الذاتي أو الجهوي ، في أعتى هذه الديمقراطيات هنالك حقوق و واجبات .. ومفهوم المواطنة هو الذي يسوس الناس .. الجميع يحس بأن الدولة دولته و الجميع يحس بأنه معني بحماية الميثاق الاجتماعي المتوافق علية . إنّ الثغرة التي يسيل منها القليل لا يمكن أن تضمن الثبات بل تكبر و تصبح ثقبا كبيرا و تتسبب بانهيار السد .. "كتالونيا" التي ابتدأت بالحكم الذاتي و طالبت بتعريفها كأمة متميزة ، انتهت إلى إعلان حكومتها الذاتية بمنحى "الاستقلال"الذي كان مؤجلا فقط . إنه نموذج يدفعنا نحن بالمغرب إلى أخد الدرس ومعالجة أمورنا بتروي هادئ حكيم و ضبط قانوني لا يسمح بأي انزلاقات إلى المجهول ، هنالك (نخب) في عدة مناطق بالمملكة المغربية رجلها هنا ورجلها الآخر هناك ، تستفيد من الريع و لا تساهم في تنمية مناطقها ، حتى تبقى تلك المناطق في يدها و صالحة للتعبئة و الشحن خدمة لأهدافها التي لم تعد خفية . المغرب أمة تتنوع روافدها قوة ممتدة عبر العصور رهانها التاريخي النخوة و الشجاعة و توقها الشديد إلى التقدم لا يخطئ و لا ينحرف ، هذه الأمة سائرة متطلعة إلى النضج و حبها للوضوح و للصدق تنفر من الغوغائية ، فلا يمكن تحت أي تأثير كان أن تسمح لتلاميذة "برنارد لويس" أو غيره ، أن يضعوا خططهم موضع التنفيذ ، فالصحراء في المغرب ، و الريف في المغرب ، و بني يزناسن في المغرب ، و دكالةوالشاوية في المغرب... و كل هذا يتحقق عبر "الإرادة القوية الصلبة " و الإعداد لمشروع وطني إنساني كما تسعى إليه الجهات العليا بالدولة جاهدة كما يؤكده الواقع ، و يجب في نفس اللحظة من القوى السياسية المتخاذلة إلى توحيد الموقف والتفاعل الايجابي و تجديدها للنخب ، وكذلك موظفي الدولة مطالبون العمل بحزم و تطبيق القانون مهما علا شأن "الخارج عن القانون" وليس التجني على البسطاء فقط ... و يجب الاستثمار الأمثل للإنسان المغربي وطاقاته الخلاقة .. للوصول حقا بدولة واحدة بحقوقها و واجباتها ، دولة للمواطنين .. نعم لنا متطلبات عدّة و علينا حقوق و واجبات عدّة ، فلا داعي أن ندخل إلى مختبر التجارب بأيدينا .