توقيع :عبدالقادر العفسي إن المغرب في حالة الدفاع عن النفس ، هذه هي الحقيقة الفاقعة بمنطلقات حضارية وثورية ومرجعيات إنسانية للمرحلة التاريخية ، فالقوى المتحالفة سواء في الخارج الطامحة في ثروة المغرب... جعلت من أهم وسائلها لتحقيق أغراضها خلق الانقسام بكل الأشكال الممكنة و المتاحة ، و ايقاض الانعزالية و الاثنية العنصرية في الداخل ، عبر أدواتها المثمتلة في "حزب التحكم " و توابعهم بالمنطقة الذي فشل فشلا دريعا في تنميتها بقدر ما انتفخت أوداج أصحابه ... و باعتبار أن المغرب في حالة الدفاع عن النفس فهو منسجم مع قيمه و يرسم خطاه بتأني ، سواء بالإجرءات الداخلية التي تتماهى مع مقتضياته و عقده الاجتماعي أو العلاقة مع دول العالم ، و على هذا الأساس فالمغرب لا يعتدي على أحد وليس طامح في مقدرات الشعوب بل هو في تعاون لمصالحها و منفتح على كل القوى الطيبة و الخييرة ، يسعى إلى تطوير الدولة والمجتمع و تحرير مناطقه المحتلة و توحيدها بالطرق القانونية في احترام تام للتعاقدات الدولية عبر مؤسسات الأممالمتحدة و الحلفاء الذين يشاركون المملكة و يتقاسمون معها المعاناة ، و القضايا لتطوير و الرقي بالمجتمعات و تحرير الاقتصاديات و القطع مع التبعية.
إن الحالة الدفاعية للمملكة كذالك في هذه المرحلة الدقيقة التي لها ماض مجيد وحوافز حضارية ، ترتكز على القيم الإنسانية و تستلهم القيم و المبادئ من الحرية والتحرر و تصوغ حياتها بمعزل عن القوى الاستعمارية ، تستوعب محيطها الإقليمي و الدولي المستندة إلى مشاعر الشعب الخلاقة المتسامحة الناضجة المتضامنة المقتنعة... في أن كيان المغرب غائر في العقل والضمير ، و قيادته ملهمة من حيث الرسالة الإنسانية الإيمانية الراغبة في البناء و القيم المتمثلة في تقريب كل الأجيال ل "صناعة الوطن". ولأن القيادة السياسية في المغرب كشفت للجميع أننا بحاجة إلى روح جديدة تعيد الثقة للمواطن و الانسان و تسبر في أغوار الراهن ، تُعرف الضعف ، تُشخص الداء ، تُخاطب الأعماق ، تُمزق الزائف ، تُحلل بمنهج علمي ، تَضع الحلول ، تُوجه المشاريع الإنسانية بإتباع آليات واضحة ، الداعية لقيام دولة متكاملة الأركان قادرة على نقل المغرب من وضع الاستقبال إلى وضع الإرسال ، فمن هنا يتضح للمتأمرون خاصة في الداخل و أدواتهم ، محاولة إخضاع الدولة ومكوناتها إلى الرقابة و الابتزاز بعقليتهم التآمرية. ولكن السؤال الذي يطرح ذاته : إذا كان الأمر على هذا النحو ، ما هي الإجراءات الوقائية التي يجب أن تتخدها الدولة و المواطن لدرء خطر مؤامرات الداخل خاصة المتواجدون داخل مفاصل الدولة ؟ و نحن في مستنقع آسن عفن يخنقنا برائحته ، الذي يشدنا إلى الأسفل ، فلا بد من حل ، ولكن ما هو ؟ فكل مطالب الحراك الاقتصادية والاجتماعية و السلمية التي طُرحت بها ، و من خارج المسالك الحزبية المؤطرة للمجتمع ، يؤكد بالملموس على فشل "حزب التحكم" للأغلبية بالمنطقة في استجابة لحاجيات الساكنة ، و هو شعور ترسخ لدى الساكنة بعدما عاينت تبدل أحوال مسئولي "حزب التحكم" بالمنطقة و انتفاخ أرصدتهم و تحولهم إلى سماسرة في كل شيء، حتى أضحوا مصابين بحالة الترهل والاستكانة وعدم الجدية. الحراك إذن ربما تماشى مع وجود رغبة في إنهاء السيطرة الاخطوبوطية ل"حزب التحكم" و الدفع بأحزاب أخرى و شخصيات أخرى للتواجد على المسرح السياسي ، وهو ما جعل قيادات في "حزب التحكم" تخرج عن بوصلتها لتحاول الاحتماء في الحراك و دعمه في محاولة لتأجيل قرار "قص الريش" ، فكما هنالك حراك في المستويات الدنيا هنالك حراك على المستويات العليا ، فمنطق الدولة لا تستقيم فيه الصدقات دائما. و عليه فإن إدراكنا لصوابية مطالب الحراك ليس فقط في منطقة الريف بل في كل ربوع الوطن ، يستوجب منا ضرورة استحضار صوابية حقوق الوطن علينا بدون شفونية و بدون عقلية تكفيرية ، فالمنطق الخاطئ هو الذي يدفع إلى تقسيم الوطن إلى فرقتين ، وهذا هو قمة الغباء ، يتقاذفان السباب والشتائم و يجيشان المنابر ، لأن حقيقة الأمر هو أن هناك صراع بين إرادة الإصلاح و المحافظة على الوطن واستقراره و سلميته ، و بين إرادة استمرار في حلب هذا الوطن و لايهم الموقع أو إيديولوجية.