بيان النهج الديمقراطي يندد بالمسار نحو تثبيت أسس الدولة البوليسيةوينادي إلى جبهة ميدانية واسعة للتصدي لتغول المخزن والرأسمالية المتوحشة
اجتمعت الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي في دورتها العادية يوم الأحد 27 غشت 2017 بالرباط. وبعد استنفادها لكافة النقط المطروحة في جدول أعمالها، قررت إبلاغ الرأي العام بالمواقف التالية: 1- إن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية تعرف أزمة خطيرة لا يزيدها الزمن إلا تفاقما، خاصة مع لجوء السلطات المخزنية للحلول الترقيعية وللهروب من الواقع وللمقاربة الأمنية والقمعية لمواجهة الاحتجاجات الجماهيرية والحراكات الشعبية المشتعلة في العديد من المناطق وفي مقدمتها منطقة الريف. وإننا إذ نندد بالتوجه العام للمخزن نحو تثبيت أسس الدولة البوليسية، نحيي صمود ومقاومة شعبنا بمختلف المناطق ونؤكد من جديد أن الوحدة النضالية لسائر القوى الديمقراطية والحية بالبلاد هو السبيل لصد الهجوم على الحريات والحقوق وتخليص بلادنا من الاستبداد والقهر والظلم والفساد. 2- لازال حراك الريف مستمرا منذ 10 أشهر رغم القمع والمتابعات والاعتقالات والمحاكمات الجائرة والتعتيم الإعلامي الرسمي والموالي له وتشويه طبيعة الحراك وأهدافه النبيلة ورغم المحاولات البئيسة المتتالية لسماسرة الوساطات لإخماد جدوة الحراك عبر نشر الأوهام والأضاليل. وإننا في النهج الديمقراطي إذ نذكر بالموقف المبدئي الذي اتخذه النهج الديمقراطي قيادة وقواعدا، منذ اللحظة الأولى وإلى الآن لدعم الحراك الشعبي بالريف، نؤكد من جديد أننا سنظل إلى جانب أهلنا بالريف مهما كلفنا ذلك من تضحيات ونطالب من جديد بالإفراج الفوري عن كافة معتقلي الحراك دون استثناء ودون شروط وبرفع القمع والعسكرة عن إقليمالحسيمة ومنطقة الريف وبفتح حوار مباشر مع قادة الحراك حول ملفهم المطلبي العادل والمشروع وبكشف الحقيقة عن شهداء المنطقة ومتابعة المسؤولين عن مقتلهم. 3- إن اشتعال الحراكات الشعبية بالعديد من المناطق يؤكد لوحده عمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها بلادنا. وإننا كنهج ديمقراطي انسجاما مع شعار “الحراك في كل مكان”، ننادي مجددا إلى توسيع الحراكات الشعبية المحلية وتشييدها على أسس مطلبية ونضالية صلبة، كما ننادي إلى المبادرة ولاتخاد خطوات عملية نابعة من إرادة الحراكات نفسها للتنسيق فيما بينها على المستوى الوطني من أجل فعالية أكبر. 4- إن الكتابة الوطنية بعد وقوفها على الممارسات الطائشة والمشينة لبعض الشبان المغاربة الذين أقدموا داخل حافلة نقل عمومي بعمالة البرنوصي على اغتصاب شابة معاقة، تندد بقوة بهذه التصرفات اللاإنسانية ويعبر عن تضامنه المطلق مع الضحية آملة أن يقول القضاء كلمته الحقة في هذه النازلة لإنصاف الفتاة المعنفة ومعاقبة الجناة. لكن التعمق في النازلة يدفع الجميع إلى الإقرار بأن الحدث يعكس أزمة قيم وترديها في بلادنا، بالإضافة الى سياسة التهميش والتفقير والطرد من المدارس المتبعة التي تلقي بأجزاء واسعة من الاطفال والشباب إلى الشوارع وما يترتب عن دلك من انتشار مظاهر العنف والتسول والتعاطي للمخدرات. ونحن نعتبر أن المسؤولية الأساسية في ذلك تعود إلى الدولة بمختلف أجهزتها التعليمية والتربوية والدينية والإعلامية التي لم تكتف بعرقلة نشر ثقافة حقوق الإنسان وإشاعة قيم الكرامة والمساواة والحرية والتضامن والإخاء والمودة بل شجعت على تفشي قيم إهدار الكرامة والفساد. 5- إن الكتابة الوطنية انطلاقا من الموقف الثابت للنهج الديمقراطي الرافض العمليات الإرهابية الموجهة ضد المواطنين/ات العزل، يدين بقوة العملية الإرهابية الهمجية التي عرفتها مدينة برشلونة وضاحيتها بإسبانيا يوم 17 غشت 2017، والتي أسفرت عن مقتل 17 مواطنا/ة من جنسيات عدة وجرح أكثر من 100 آخرين. وإننا نتأسف مرة أخرى لكون مجمل الفاعلين ينحدرون من أصل مغربي مما يؤكد أزمة القيم التي يعيشها جزء من الشباب المغربي. 6- بعد انتهاء العطلة الصيفية وعطلة العيد، سنقبل على الدخول في موسم دراسي واجتماعي صعب سيتميز باستفحال الأزمة الاقتصادية وأزمة التعليم والأزمة الاجتماعية المترتبة عن غلاء المعيشة وجمود الأجور والمداخيل واستفحال العطالة وانهيار الخدمات العمومية في مجال الصحة وغيرها. إن السلطات المخزنية ومن ورائها المؤسسات المالية الإمبريالية وكذا الرأسمالية المتوحشة ستعمل ما في وسعها لتحميل أعباء الأزمة الاقتصادية للشغيلة وعموم الجماهير الشعبية. لذا فإن الكتابة الوطنية انطلاقا من المواقف الوحدوية الثابتة للنهج الديمقراطي تدعو كافة القوى الحية بالبلاد إلى تشكيل جبهة ميدانية متراصة للتصدي للتغول المخزني والرأسمالية المتوحشة وللهجوم على الحريات وحقوق ومكاسب الشغيلة وعلى حق الشباب في الشغل وعلى القوت اليومي للجماهير الشعبية. الكتابة الوطنية، الرباط في : 27/08/2017