العرائش من خلال النصوص، رحلة عبر الأدب والتاريخ Larache a través de los textos. Un viaje por la literatura y la historia.
محمد عزلي هذا إصدار من 149 صفحة باللغة الإسبانية و 36 صفحة باللغة العربية لما مجموعه 185 صفحة، إنه هدية متميزة للعرائش من مؤلفة الكتاب، الدكتورة (ماريا دولوريس لوبيز إينامورادو Mª Dolores López Enamorado) أستاذة اللغة العربية والأدب في جامعة إشبيلية، نائبة رئيس جامعة الأندلس و مديرة معهد سرفانتيس بالدار البيضاء. تم تحرير هذا الكتاب الرائع من قبل وزارة الأشغال العمومية والنقل للحكومة الإقليمية في الأندلس، في إطار المشروع الذي يموله الاتحاد الأوروبي، و هو استمرارية للمجموعة الرائعة التي شملت أعمالا أخرى مثل "العمارة والتمدن الإسباني في شمال المغرب، أنطونيو برافو نييتو 2000 والعرائش"... من الأشياء الجميلة في هذا الكتاب هو ذاك الانطباع العاطفي القوي الذي يصلنا من المؤلفة عن مدينة العرائش "المتواضعة في مظهرها و الكبيرة في تاريخها والمؤلفين الذين عاشوا فيها و اختاروها كموضوع للإلهام الحيوي أو الأدبي". نسجل أيضا في هذا العمل التوثيقي الجميل حضور المصور العرائشي المحبوب، المرحوم " ادريس الصبايحي " في صور أرشيفية مميزة، كما استعانت الدكتورة برسوم توضيحية اختارتها بعناية و تركيز شديدين. قسم الكتاب إلى أربع مراحل : 1- العرائش ومنطقتها منذ فجر التاريخ حتى العصور الوسطى. 2- السيطرة البرتغالية والاسبانية على العرائش من القرن 15 إلى 17. 3- العرائش تحت السيادة المغربية، بعض قصص المسافرين في القرن الثامن عشر والتاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ثم 4 – العرائش في القرن العشرين : من المحمية الإسبانية (1912-1956) إلى المغرب المستقل. انبرت الكاتبة إلى تقديم نصوص و مواضيع مختلفة في الشكل و المضمون متنوعة من حيث المؤلفين و أزمنتهم و ثقافتهم، " ابن أبي زرع، الشاعر محمد الخمار الكنوني، توماس غارسيا فيغيراس (ليون الأفريقي)، لويس دي غونغورا، جان بوتوكي، إلى العميل الشهير علي باي "، مع شهادات متنوعة من الكثير من المسافرين.. سيصبح التنوع أكبر و أغزر مع حلول الفصل الأقرب إلى عصرنا : العرائش من القرن الماضي، مع مؤلفين إسبان و مغاربة و آخرون من جنسيات ثالثة كتبوا عن العرائش التي طالما كانت مسرحا مفتوحا للتعايش و التلاقح بين الديانات و الثقافات، لذلك سنجد أسماء مثل " ماكسيميليانو ألاركون وسانتون (العربي العظيم)، والمفكر اللبناني البارز أمين الريحاني، والأرجنتيني روبرتو أرلت، والمغاربة محمد شكري، ومهدي أخريف، و العرائشي محمد الصيباري". وتلخص صاحبة الكتاب السمات الرئيسية لكل مؤلف وتشرح أسباب اختيارها، بإيجاز لكن ببلاغة، وكأنها تريد أن توجهنا و أن تكون معلمتنا في موضوع آمنت به تحت عنوان : "العرائش في الأدب وفي التاريخ ". وهو الشيء الذي يفسر مفاتيح الكتاب وكيفية فهمه، والأهم من ذلك كله، ما قالته المؤلفة نفسها : "في بحثي عن نصوص على العرائش وجدت وقرأت العديد من الكتب أكثر مما تظهر هنا، ولم يتم استبعادها ولكن أريد أن أصر على أن هناك العديد منها و أكثر، و هو تشجيع مني للقارئ على البحث عنها ... " أخيرا يمكن القول أن الكتاب رائع و مشروع الدكتورة ماريا أروع، يؤكد أحلامها التي قالت أنها مؤمنة بها، و لن أجد ما أختم به أجمل من عباراتها التالية : " إن بين إسبانيا والمغرب، يجب أن يكون هناك - كما كان على الدوام - تعاون قوي جدا ومثمر جدا في جميع المجالات، وفي مجال الطباعة، ولذلك، فإنني مستعدة لأن أقدم، من موقعي المتواضع، التعاون اللازم لكل من يسأله خصوصا إذا تعلق الأمر ب (انطولوجيا الأدب المغربي).