كانت ساحة التحرير سوقا يحج إليه البدو من منطقة العرائش و ضواحيها كل يوم خميس. أقيم هذا السوق بهذا المكان تحديدا, بأمر ملكي مباشر من مدريد أصدره عاهل إسبانيا "فليبي الثالث". عند احتلال العرائش خلال القرن 17, كان ملك إسبانيا يدير أمر العرائش من دون وسطاء نظرا لأهميتها البالغة لديه, و عين عليها حاكما إسبانيا لينفد أوامره الحرفية, فألزمه بعدم السماح للمغاربة بالدخول إلى المدينة للتسوق, خوفا من كل ما من شأنه تهديد التواجد الاسباني بالمدينة. دفع ملك إسبانيا من أجل العرائش مقابلا ماديا ضخما للسلطان المامون يقدر ب200 الف دو كادوس, ووثق في عقد مكتوب.. لطالما حاجج به الإسبان السلطان مولاي اسماعيل عندما طردهم منها, بدعوى شرعية وجودهم بها و حكمهم لها. إن تسمية "باب المدينة" هو إسم حديث, أما إسمها الأول فهو "باب الخميس", نسبة الى سوق الخميس الذي كان يقام بساحتها. عادت إسبانيا للعرائش مجددا في عهد الحماية في القرن 20, فبنت سوقا مركزيا بمواصفات عصرية و هندسة معمارية متميزة " البلاصا", لتتفرغ بعد ذلك لإنشاء و تشييد الساحة ثم التفنن في تجميلها, و كذا تهييء المدينة الحديثة من حولها, و بالتالي إنهاء حقبة سوق الخميس. كانت هذه الساحة شاهدا على معارك تحرير العرائش, من طرف المجاهدين الأبطال على مر العصور مثلا لا حصرا, "العياشي" و"الخضر غيلان" و القائد العسكري للمولى اسماعيل "احمد بن عبد الله الروسي".. إنها مسقية بدم شهداء الوطن و الدين, ليعيش أهلها أحرارا, مرفوعي الرأس, مسلمين موحدين بالله.. رحمهم الله جميعا وجزاهم عنا خير الجزاء في جنات الفردوس خالدين فيها, و هو الفوز العظيم.