كما هو الحال بمدينة طنجة, هناك "سوق الداخل" داخل أسوار المدينة العتيقة, و "السوق د بارا" خارجها, كذلك كان الأمر بالنسبة للعرائش .. "السوق الصغير" أو "السوق الداخل" بالمدينة العتيقة داخل أسوار المدينة, أما خارجها حيث توجد الآن ساحة التحرير كان هنالك سوق كبير عرفه سكان المدينة بأسماء مختلفة و هي: "السوق د بارا" , " الرحبة " , " سوق الخميس" , "السوق الكبير". يعتبر هذا السوق الداخلي العتيق من أقدم الأماكن المعروفة بالمدينة نظرا لأهميته ولمكانه المتميز وسط المدينة, في المجال الممتد بين باب القصبة و باب المدينة, هو عبارة عن ساحة عامة مستطيلة الشكل, مساحتها المبنية 1039 متر مربع و مساحتها الفارغة 2021 متر مربع, أنجزه مهندس فرنسي مجهول, يرجع تاريخ إنشائه إلى السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله في القرن 18م و تحديدا سنة 1765م, الذي أمر ببنائه ووقفه على المسجد الأعظم " الجامع الكبير " الموجود به أيضا, و قد اهتم ببنائه خلال توسعة المدينة من خلال إضافة معالم كثيرة لازالت شاهدة على تلك الحقبة، ويشتمل هذا السوق على عدة أبواب تؤدي الى أحياء قديمة نذكر منها :باب المدينة, باب القصبة, باب القبيبات, وكان محاطا بأسوار تم إزالة معظمها قصد بناء المدينةالجديدة من جهة باب الغريسة ثم باب المدينة في مرحلة متأخرة " عهد الحماية. يتوفر السوق على محلات تجارية من طابق واحد سفلي خلف أروقة مسقفة بعقود يعلوها 80 عمودا, منفتحا على باحة السوق, فكان أسلوب بناءه المعماري على الطراز الكلاسيكي الحديث " Néoclassique ", و الجدير بالذكر أن السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله أمر في نفس السنة ببناء مدينة الصويرة التي شيدت على النمط الأوربي و حصنت تبعا لقواعد المارشال فوبان " vauban ", من قبل المهندس الفرنسي بيير كورنو " Pierre cornut " الذي أصبح وزيرا للسلطان, هذا ما يفسر التشابه الكبير بين السوق الصغير بالعرائش و سوق الصويرة. مصادر : *العرائش في تاريخ المغرب قبل عهد الحماية " د إدريس شهبون " ص 292/293/294