إلى كل الجهات المسؤولة في هذا الوطن، إلى كل الصديقات والأصدقاء، أتوجه بنداء إنساني عاجل من أجل إيلاء الإعلامي والمبدع " زهير التيجاني " ما يستحقه من عناية ورعاية واهتمام، وهو - طريح الفراش في وضعية صحية حرجة تستوجب تدخل كل الجهات المعنية في هذا الوطن، يجتاز - بصبر وتحمل أسطوري - محنة المرض الغادر.. أتوجه بهذا النداء وأنا أعرف تضحيات هذا المواطن / المناضل طوال عقود من الزمن، من أجل أن تعم قيم الحرية والعدل بلادنا، هي تضحيات لا تقدر بثمن.. أتوجه بهذا النداء وأنا أعرف أن الرفيق زهير نفسه سيعاتبني كثيرا على إطلاقه، فأنا أعرف كبرياءه وأنفته، حتى في لحظات الضعف.... الرفيق زهير التجاني: رفيق من أزمنة الحلم البعيدة... أعتز بصداقته الضاربة جذورها في أعماق تربة نداها محبة ولونها أحلام مشتركة...منذ حوالي 26 سنة من الزمن جمعتنا سنوات ما تزال موشومة بروائح الجمر والرصاص.. بدايات التسعينيات حينما كنا في " هيئة " تحرير جريدة ( الطريق ) تحت إدارة الفقيد الرفيق احمد بنجلون، وبمعية كل من الرفاق: اليزيد البركة، محمد بوشطو، سعيد محتاج.... تشاء عواصف الزمن ورياح الحياة أن يرحل زهير إلى روسيا في تجربة إنسانية وإعلامية متميزة ، حيث أصبح هناك مراسلا لمجموعة من القنوات الفضائية، يعود إلى الوطن بأفراح وآمال عريضة تسكن الفؤاد وتوجه العقل.. غير أن سهام الداء الغادر تصيب منه الجسد دون العزيمة والإصرار على العطاء .. ( عبد الغني عارف ) ورغم كل شيء - ومن غرفة الاستشفاء يرسل لنا الرفيق زهير رسالة التحدي والأمل هذه: " لم ولن أسمح للمرض أن يقوضني أو يفرض عليّ طقوسه، طقوس الاكتئاب والتذمر، بل أنا من يفرض عليه تقاليد حياتي المعتادة..بل وضدا في المرض أو تطهرّا منه أسمو عنه فتتفتق روحي عنيّ إنسانا معافى تماما...ومادامت روحي سالمة فأنا بخير... أكتب وأقرأ وأستمع للموسيقى وأستقبل أهلي....الحياة جميلة يا صاحبي (ناظم حكمت) سلامي لكم صديقاتي أصدقائي من غرفتي بالمستشفى، من جبهة التصدي والمقاومة، لكل محاولات خدش أرواحنا... " ========= تحية له وهو في محنته... أتقاسم معكم هذا النص الذي يتحدث فيه عن الكتابة: " قذفتني بسؤال متحدّ عن الكتابة، قلت وانا احاول كظم صرير التصدّعات في داخلي : ان تشق قلبك وترش الجرح الغائر بالملح ثم تكويه بالنار حتى يلتئم لتعيد الكرة وانت تصرخ بأقوى من صوت الرعود والبروق ... يظل أهون من الكتابة .. كتابة العري والحرائق والأشلاء والمقابر والهزائم والانكسارات والخطايا والتيه .. كتابة الأمل المستعصي والنبض الخافت والوميض الخابي وقطرة الندى المرتعشة المتأرجحة المتعلقة بطرف زهرة حزينة... كتابة رحلة البحث تحت الأنقاض وبين شظايا الأحلام وبقايا الذكريات عن بشارات ممعنة في التمنّع..عن حبر مضيء وشفاف كالمطر ..وقلم كمعول فلّاح لا يرفّ له جفن ولا يتراجع أمام الوحل.. " زهير التجاني ...