وادي لوكوس أو ( سفدد ) كما يسميه أبو القاسم محمد بن حوقل أو محمد بن علي النصيبي أو النصيبيني التاجر الرحالة و الجغرافي المعروف في القرن الرابع الهجري حيث يقول في كتابه صورة الأرض أو المسالك والممالك " وإذا أخذ منها الآخذ يريد الجنوب على سيف البحر المحيط لقيه وادى سفدد وهو واد كبير عظيم غزير الماء يحمل المراكب عذب ومنه شرب أهل تشمّس وهى مدينة لطيفة قديمة أزليّة أوّليّة جاهليّة وعليها سور من البناء الأوّل تركب وادى تشمّس هذا المعروف بسفدد وبينها وبين البحر نحو ميل ويمدّ سفدد شعبتان تقع فيه إحداهما من بلد دنهاجه من جبلى البصرة والثانية من بلد كتامة وكلتاهما ماء كثير وفيه يحمل أهل البصرة تجاراتهم فى المراكب ثمّ يخرجون الى البحر المحيط ويعودون الى البحر الغربىّ فيسيرون منه حيث شاؤوا وبين مدينة تشمّس هذه وبين مدينة البصرة دون المرحلة على الظهر ". وادي لوكوس سبب الحياة و عصب الرخاء الذي عرفه حوض اللوكوس الغني عبر التاريخ، لقد شكل الجدار الواقي و السد الطبيعي المنيع الذي حصن جنوب حاضرة ليكسوس في التاريخ القديم و شمال ثغر العرائش في التاريخ الحديث، و ذلك لعمقه و عرضه و غزارة صبيبه الذي يتجاوز 50 متر مكعب في الثانية و مساره الملتوي على شكل ثعبان عظيم، الشيء الذي جعل اختراق المدينة برا من جهة الشمال مستحيلا حتى على الإمبراطوريات الإيبيرية المتعاقبة و خصوصا تلك المحاولات البرتغالية المتكررة و التي انتهت بفشل أول عند جزيرة المليحة و نكبتهم الكبرى التي قسمت ظهر الإمبراطورية و مسحت بكرامتها و وجودها في معركة وادي المخازن الكبرى، لكن و بالمقابل فرض النهر العظيم عزلة نوعية أو على الأقل صعوبة بالغة في الرواج الاقتصادي مع الجيران في منطقة الشمال الغربي للمملكة. لقد شكل عبور النهر إلى حدود القرن 19 عملية بالغة التعقيد ترتبط أساسا بصبيب المياه و حركات المد و الجزر و تتغير مناطق العبور حسب الفصول و الأحوال المناخية و الأمنية، و قد عرفت تطورات مرحلية ببناء جسور خشبية أو حجرية لم يكتب لها الاستمرار نظرا لطبيعة تاريخ منطقة العرائش التي لم تعرف أبدا طعم الاستقرار، حيث ظلت حبيسة بواديها تحرسها مدينة مخزنية متأهبة على مر الزمان لصد كل عدوان من الأوربيين عموما و الإيبيريين تحديدا. ابتكر البدو في القرن 19 جسورا متحركة تمد على البراميل الخشبية و الحبال، شكلت ثورة في أساليب التنقل و إن كانت بدائية و غير متينة و لا يمكن الاعتماد عليها في حركة سير المركبات ذات العجلات لكنها سهلت التنقل بشكل دائم بالنسبة للأشخاص و البهائم، كانت تمد في فترات السلم و تسحب فور ظهور أخطار محدقة، إلى أن جاء الخطر من المحيط على يد قوات الاحتلال الإسباني سنة 1911، فعمل المستعمر على تطوير القنطرة العائمة و ذلك باستخدام القوارب بدل البراميل لتكتسب أفضلية عن سابقاتها من حيث المتانة و المرونة و الحمولة، في انتظار بناء قنطرة إسمنتية قوية و حديثة. و بالفعل تكلفت المؤسسة العسكرية الإسبانية ببناء قنطرة ألفوسو الثالث عشر " ALFONSO XIII " على نهر اللوكوس بالمدخل الشمالي لمدينة العرائش، و بدأت العمل رسميا كوسيلة ربط لطريق طنجة/الرباط ابتداء من تاريخ 23/01/1929، نفد المشروع الخرساني على يد المهندس باسكوال أراكونيس " PASCUAL ARAGONES "..الذي تفنن في إبداع نمط معماري حديث بلمسات موريسكية جميلة تجدر الإشارة أن اسم القنطرة سيتغير في مرحلة لاحقة لتحمل اسم " مولاي الحسن "