مؤسسة " الكروبو " بالعرائش.. تاريخ حافل و حلم إسباني لم يكتمل !! الباحث محمد عزلي
إنها " Grupo Escolar España " أي " المجموعة المدرسية الإسبانية ", المؤسسة التعليمية التي تعرف حاليا باسم " ثانوية الإمام مالك الإعدادية " شيدها المستعمر الإسباني سنة 1918, على يد المهندس المتميز José Monasterio خوسي موناستيريو, كواحدة من أوائل البنايات التي سارعت إسبانيا في بنائها بالعرائش, على ناصية المحيط الأطلسي بجوار السوق المركزي الذي سيبنى بعد 10 سنوات أي في 1928, في المنطقة التي كانت تعرف آن ذاك ب " الحي الإسباني ", و هو الشيء الذي يفسر الإيديولوجية الذكية للمستعمر, فقد أسسوا نظاما تعليميا إسبانيا بسرعة البرق, لتنشئة جيل جديد متشبع بالقيم الغربية و الانتماء إلى الوطن المحتل.. كل هذا بقناعة المسيطر الذي لا نية له أبدا في ترك المستعمرة, بقناعة من سيدخل دون رجعة كما فعلوا بسبتة و مليلية و باقي الثغور المحتلة.. فأخذوا على عاتقهم إرساء دعائم الاقتصاد " صناعة, فلاحة, صيد بحري, مبادلات" و تهيئ بنيتها التحتية " مطار, سكة حديدية, قناطر و طرق, ميناء كبير".., ثم استقدموا أعظم مهندسيهم و أكبر مقاولات البناء لتأسيس مجال حضري على أعلى مستوى " سوق نموذجي, مسرح, قاعات سينمائية, ملاعب للكبار و الصغار, نوادي ترفيهية, كازينوهات, كنائس..." ثم أسست بمنهجية عالية كل ركائز الحياة المدنية و العسكرية " ثكنات, مستشفيات, مدارس, ثانويات, و معاهد, ومجمعات سكنية حسب الأعراق و الإمكانيات و الرتب الاجتماعية.." لتتكون لدينا في النصف الأول من القرن 20 شرائح اجتماعية جديدة و نمط عيش مجنون بالاختلاف و الغنى و التمازج العجيب بين ما هو محلي أصيل و ما هو عصري دخيل.. و بالعودة إلى هذه المدرسة العريقة, تجدر الإشارة أن تأسيسها أول مرة كان سنة 1909 أمام " الكوماندانسيا " تحت إدارة " Juan Nieto Rosado خوان نييتو روسادو ", قبل أن تتحول إلى مكانها الحالي بعد استكمال عملية البناء كما سبق و أشرنا سنة 1918. أصبحت المؤسسة عند استقلال المغرب ملحقة بثانوية سيدي محمد بن عبد الله, و في سنوات السبعينيات أصبح تعرف بالإعدادية الجديدة, إلى أن أصبحت تعرف باسمها الحالي " إعدادية الإمام مالك " و ذلك سنة 1984.