يقع البرج داخل حدود القصبة وبالضبط بساحة دار المخزن حيث يشكل مع الكومونداسيا (قصر مولاي إسماعيل) وحصن النصر (برج اللقلاق) مركبا ثقافيا ومعماريا هاما, يطل على المرسى ونهر اللوكوس و الأراضي المجاورة للمدينة, تبلغ مساحته 130 م2 يتكون من طابق تحت أرضي وطابق أرضي وسطح يحيط به سور تتخلله فتحات كانت توضع فيه فوهات مدافع صغيرة وبنادق, إضافة إلى أربعة أبراج صغيرة عند زواياه.
تحكي الروايات التاريخية أن السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي نزل بمدينة العرائش مرفوقا بطبيبه الخاص اليهودي, فاتخذ الأخير من البرج مقرا له ليصبح معروفا منذ حينها ببرج اليهودي. تختلف الروايات عن زمن بناءه, فهناك من يذهب إلى أن من شيده هو السلطان عبد الحق المر يني (1195–1217م) و هناك من يربطه بالنهضة السعدية في القرن 16, غير أن الراجح أن البرج بني مع القصبة بغرض المراقبة, و الثابت أن القصبة بنيت في عهد الدولة المرينية على يد السلطان يعقوب بن عبد الحق (1258/1286م) ثم أضيف لبنيته الإنشائية تعديلات في القرن 16 على يد السعديين ثم القرن 17 على يد الاحتلال الإسباني.
استعمل كبرج للمراقبة, ثم تحول في عهد السعديين إلى دار للاستقبال, ثم إلى دار للعدالة مرفقة بسجن تحت أرضي, أما في عهد الاحتلال الإسباني الثاني في القرن 20م فقد تحول المبنى إلى مخزن عسكري لإدارة الجيش الإسباني العليا.
أصبح برج اليهودي أو " الطوري " ( كلمة إسبانية تعني : البرج ), بعد الاستقلال متحفا أثريا, افتتح بمناسبة أسبوع العرائش سنة 1978, تجلت أهميته في التعريف بتاريخ وتراث موقع ليكسوس وما يزخر به من كنوز موزعة في الوقت الراهن على متاحف تطوان, طنجة, و الرباط, ليصبح اليوم رواقا للعرض.
مصادر :
* · العرائش في تاريخ المغرب قبل عهد الحماية " د إدريس شهبون " * · المغرب عبر التاريخ " إبراهيم حركات " * · مظاهر الثقافة و الفكر لبني مرين " عبد الكريم التواتي "