حز في نفسي وانا احتسي كاس شاي في مقهى الحافة ( مدرسة اليهود سابقا) ما رايت امامي ، اقسمت نقل ومناقشة الصورة معكم، هناك ترون أشجار نخل تعانقت بحب وادب ، يجمعها شان واحد، وموضوع واحد ،هي تفكر في هؤلاء الخونة الذين عاهدوا المستعمر الاسباني على الاهتمام بها ، بل بكل شبر من جغرافية المنطقة ، لكنهم نقضوا كل العهود المبرمة وتتساءل أشجار الواحة عن الجريمة التي اقترفت حتى أصبحت منسية ، فمنذ ما يقرب من 50سنة وهي تعقداجنماع تلو الاخر وكل اجتماع الا وينتهي بالتاجيل، ورغم ان السنوات تمر وتتغير فان موضوع جدول الاجتماعات واحدا وهو:( لماذا اصبحنا في خبر كان ولماذا لم يعد أي اهتمام بنا ؟ وانا اجلس في الشرفة حمل هوى البحر الى هذه المناجات ،ميزت صوت نخلة شابة ، ورغم رقة صوتها الناعم المليئ بالامل الموصول فقد كان مشحونا بالغضب ، بعدها اخدت النخلة العجوز الكلمة: استسمح واخد الكلمة سيد تي الرئيسة وأقول كما يعرف الجميع اننا نجتمع منذ الاستقلال ،عرفنا في عهد المستعمر الاسباني رفاهية ومنذ تولية فئة المسلمين شؤوننا اصبح حالنا لا نحسد عليه ، من هنا اصرح ان ارواحنا أصبحت في كف شيطان ، بيننا وبين الانتحار مسافة عشرين دقيقة ، نعم افكر في دخول بطن شاحنة او سيارة وانام على مياه البحر المتوسط ، اعرف ان جدي الذي غرسني يوجد هناك وراء البحر، وما يحيل بيني وبين رؤيته سوى عشرون دقيقة من الاحلام . النخلة الرئيسة تقاطع النخلة الشابة المتدخلة قائلة( نرجوكم قليلا من التروية مع الاستئناس بمنطق ارسطو وأكرر أيتها الشابة انك مكرهة على ما عبرت عنه، زقزقة شبيهة بفحيح ثعبان مصدرها أصابع من يرغب في تنوير عناصر موضوع الاجتماع،وهاهي النخلة العالمة التي تحمل شهادة الدكتوراه تصف موقف النخل بالشيء السهل الممتنع وتشبه كل مجهودات عملهم بعمل فلاح يحرث في بحر عميق ، استسمحكم يا سادة الحضور ويا اخوان الخلقة بتوضيح ما سبق ذكره،ان المهم حاضر في موضوع اجتماعاتنا لكن اتاسف اننا لا نستحضر الأهم ، ولعل التراث المتوارث لدى ساكنة المدينة يقربنا الى الأهم المشار اليه في سياق تدخلي هذا ، نعم ايها الحضور الكريم هل يمكن الحديث عن الفن المعماري والتذوق الفني لدى أعضاء المجالس البلدية المتعاقبة على تحمل امانة التراث منذ ولايات ثلاثة ...وحتى نقف على نقط حروف الكلمات هاهو التراث الموريكسي الذي كنا نفتخر به ،هاهو يندثر وينكسر ويتهدم والاهتمام بترميمه محتشم وتقييمه ضعيف . تقاطع النخلة الرئيسة النخلة الدكتورة العالمة وتشكر الأعضاء على منح سعة صدورهم وإعطاء كل قدرة استماعهم للوارد في هذا الاجتماع وتشير الى أهمية ضرورة صياغة توصيات لرفعها الى المجلس البلدي الحالي الذي لا نسمع عليه الا ما يجعلنا ننتظر .، تشير الرئيسة على الكاتب بكتابة المنتظر اقتراحه كتوصيات مرفوعة الى رئيس المجلس البلدي . تتدخل النخلة المكلفة بالتواصل في مكتب مجموعة واحة النخل البحرية وتقرا ما ورد من اراء اخوانها واخواتها : نحن 21نخلة وسنصبح 23في الشهر القادم مجتمعين في بقعة أرضية ، بعدما نوم دام 50سنة استيقظنا على صداع فادركنا انه اصلاح باركناه ودعونا مع من كان السبب ، لكن سيدي ان حضور الذوق الفني ضرورة حتمية في هذا المكان والذي يعد تاج الأماكن ،وفي هذا السياق تم اعداد من قبلنا بتشارك مع المجتمع المدني مشروع تحت عنوان( الواحة البحرية) ، اننا في هذا المشروع اقترحنا انفسنا نحن مجموعة النخل اننا سنكون مظلة لزبناء المقهى والمطعم المقترح اقامته في المشروع وتفويت امتلاكه ربحا للمجلس باي وجه من الوجوه . ولن نتحدث سيدي عن الإضافة النوعية للمدينة بصفة عامة ولسكان المدينة القديمة بصفة خاصة فاغلب منازلها تطل على الواحة ، نرجو تفهم الموضوع وقبل مناقشة مشروعنا هذا ندعو سيادتكم الى الاطالة على الواحة من مقهى الحافة(مدرسة اليهود سابقا).