احتضن بهو المعهد الموسيقي التابع للملحقة الاقليمية للثقافة بالعرائش يوم السبت 26 دجنبر 2015، ابتداء الساعة الخامسة حفل توقيع رواية عبسليمو النصراني حكاية المنفى للروائي عبد الحميد البجوقي. شارك في هذا اللقاء كل من محمد الوردي بقراءة في خصائص أدب المنفى في تجربة عبد الحميد البجوقي الروائية قراءة في رواية حكايات المنفى عبسليمو النصراني و تناول احمد الخشين في موضوغ الانا والغير في رواية البجوقي ،و أدار أشغال الحفل ذ/عزيز أزوكار. واستحضر محمد الوردي في مداخلته تجربة الكاتب عبد الحميد البجوقي بما تتضمنه من ومضات لتقديم صورة فنية لعوالم الإنسان المنفى وتجاربه الوجدانية. لذلك لا تسلم الرواية من خطاب عاطفي يحرك فيه الروائي عواطفنا نحو ما يريدنا أن نفهمه ونحسه ونعتقده تجاه تجربة المنفى وتختلف تجربة النفي في هذه الرواية، لأنها تحضر سرديا باعتبارها مادة روائية حيت يدلي السارد بتصور خاص عن تجربة في ص 9 : "سبق أن نشرت روايتي الأولى .. وأشارك في ملتقى تارودانت كمحاضر في موضوع روايتي كنموذج لكتابة المهجر، ولو أنني لا أتفق مع التعريف ولا أعتبر نفسي مهاجرا، مهما كان أبي من أصل مغربي، وفي أقصى الحالات قد تكون كتاباتي نوعا من أدب المنفى، وأعني المنفى الثقافي والعرقي وليس المنفى الجسدي"وفي حكاية عبد السلام في المنفى المشتركة مع حياة الغجر.
تم تحدث عن النسق السردي في الرواية وتداخل انماط السرد والحكي ، من خلال وصف السارد للمحفل الثقافي الذي عقد بتارودات في موضوع أدب المهجر، والذي حضره خوصي/يوسف، وتعرف خوصي/يوسف على فتاة مغربية "خديجة/ أريناس" و حكاية عبد السلام ونانونكا. وحكاية الغجر حيث التقى عبد السلام بنانوكا الغجرية. كما تحدث عن ازدواجية الأسماء في الرواية بداية من العنوان . وعن تعدد الخطابات في حكايات المنفى بين الوظيفة الأدبية والوظائف التواصلية. وخلص الى أن رواية "حكايات المنفى" هي تجربة انسان افتقر إلى الأمان وتحمّل أعباء اختلافه الديني و تحدث عن مواقف متعددة في محيط الغجر أفرزت خطابات متنوعة تدعو إلى القيم الانسانية وتناقش قضايا تاريخية وثقافية وسياسية تجعل منها نصا متعدد الوظائف والمقاصد والايقاعات والانماط السردية والحكائية .. واتاراحمد الخشين موضوع ادب المنفى وأسئلته الفلسفية الوجودية وأبعاده الفكرية والنفسية في الآدب ورؤية الكاتب للذات والآخر في مواقفه وتمثلاته وعلاقة أدب المنفى برؤية الكاتب للعالم كعوالم متعددة متخيلة ومبتكرة تتجاوز حدود الوطنية الشوفينية كإقصاء ونبذ ونفي إلى الإنسانية الكونية كثثاقف وغنى لذات جمعية تنشد السعادة. واشار في البداية الى أن الإبداع يسمح بإعادة معرفة الواقعي،على لسان يوسف ابن عبسليمو النصراني في ص133 "الخيال حبيبتي لا يصنع الروايات، خيال الكاتب يمتح من الواقع، وغالبا ما يمتح من حياته".. ويكشف الحقيقة التاريخية في الأسباب التي أدت إلى ظهور الكراهية كشكل من أشكال الوعي في إسبانيا. (ص 78 من الرواية، وقد وردت على لسان المحامي لوكاس، وهذا المنظور يساعد على استجلاء دوافع الكراهية بين البايوس والخايطانوس ، وبين البايوس والمورو. وتحدت عن الشخوص حيت نجد في الرواية كل واحد يسعى الى سعادته الخاصة عبسليمو بحث عن السعادة في اسبانيا واعتقد انه باعتناقه المسيحية سيستجيب له الاسبان الاانه كان مخطئا ونونكا ايضا تسعى من خلال حبها واستمتاعها بالحياة الغجرية المليئة بالفرح واحزانهم يعيشونها بالغناءواريناس تبحث عن سعادتعا مع يونس لقد اعتبر هيدلر ان غاية الانسان هي السعادة وهي هدف وجودنا لايمكن تحقيقها فالسعادة هي تحقيق الرغبات فمعنى الانسان لايمكن في امكانية النوع وانما ان كل انسان يطمح الى تحقيق رغباته الانسانية ووجود النزعة الانسانية . ان الفلسفة ادا ارادت ان ترفع الانسان عليها حسب هيدلر ليس المهم ان تكون مسلما او ملحدا بل هو ان تكون انسانا . وفي سبر الأغوار النفسية لشخوصه (يوسف، أريناس، نانوكا، رومانو، عبسليمو...) ركز عبد الحميد البجوقي على المقاربة التحليل نفسية : (حوار نانوكا مع ريموندو ابن خالتها المغرم بدوري ووجود مقاطع ذات بعد ايروتيكي المنبعث منه، بلطافة متناهية نزعت عنه ملابسه، وتخلصت من قميص حريري أحمر، واختلطا في نزوة من المتعة لا يسمع منها إلا الأنين والتأوهات. وتحدت عن تجربة المنفى كمصدر للإلهام يمكن أن تؤدي إلى ظهور إنتاج فني وتمثل التجربة الجمعية للمنفى، والغرابة المعاشة. وعن المنفي الذي يجد مأواه في الكتابة حول ذاته ومن أين أتى، وماذا يكتب؟ ولمن هذه الكتابة. كما تناول اللغة والعلامات والرموز اللسانية في "حكايات المنفى" وخلص الى انه يمكن اعتباره درسا في مفهوم الهوية الواسعة ، وقد ورد على لسان أريناس "...الأصل في الهوية هو الإنسان ... الانتماء لا يرتبط بالأرض.. الوطن لا تسيجه الحدود ولا اللغات ولا الديانات ". ثم أعطيت الكلمة للروائي عبد الحميد البجوقي الدي استعرض فيها الحديت عن ادب المنفى . بعد ذلك فتح باب التدخلات أمام الحاضرين الذين أغنوا النقاش بمداخلاتهم حول كتابة المنفى وخصائصها. وحفل توقيع الرواية بالاضافة الى تقديم هدية عبارة عن لوحة تشكيليلة صغيرة الى الروائي اهداها له التشكيلي عبد الحميد الزبير.