كانت تغني وكم كانت تنطق حزنا أقرأ الحزن في عينيها يراقص الجسد المنتشي بماء قصيدة مدح الرسول . تراه رسول الوحي تطلب شفاعته بإيقاع تفنى فيه ذواتنا الجمعية في حضرة الذكرى أم هو رسول الشوق لروح في قبة اللاتناهي، الراقد في القلب؟ ما دمعت العين وشدى ابتهالها شلال شجن يتدفق على أرواحنا يحيى فينا برزخا رقيقا، يخيط موتنا الجماعي بحيواتنا في عالم التيه الأبدي. كان الغناء الكورالي صمتا في دواخلي ووحده الفناء في صوتها الحزين واهتزاز الجسد من جذبة القعود كانت ترتقي بي في مقامات ألوان معاني تلتقطها أحوال الأنفاس وتمنحها دلالات روحانية، والجمع في انتشائه الراقص الاحتفالي مشدود للركح والتواءات الجسد ... في شذو صوتها ينبض فؤاد يهزه الشوق لمهجته، يمزق حجاب صمتها الطويل في خضم يم شهريار المتوثر ، مده كجزره ملح متدفق على جرح ذات الكون الأنثوي وقبل الليلة الأخيرة اختارت ان تغني أنينا. لعل شهرزاد زمانها كانت تؤرخ لماض يتجدد على عتبات الروح المنفلت بشذى مدح الرسول بحنجرة العطش ويبوسة تربة الجسد ليستريح الحبيب في أنشودة الذكرى ما أقساه الشجن حين يوحد الكينونة و الأنشودة في مدح الحبيب وإن كان لكل منا في الحضرة حبيبه .