في كل فصل دراسي، تتجلى الاختلافات الكبيرة بين أساليب التدريس، بين معلم يُلهم طلابه ويدفعهم نحو النجاح، وآخر يُثير الضحك والخوف في آنٍ واحد. هذه الاختلافات ليست فقط في طريقة إيصال المعلومات، بل تمتد إلى كيفية التعامل مع الأخطاء، وهي لحظات حساسة يمكن أن تكون نقطة تحول في حياة الطالب. المعلمة الملهمة: زراعة الأمل في عقول الطلاب تحدث أحدهم عن معلمة كانت مثالاً للإيجابية والتشجيع. لم تكن تقول: "إجابتك خاطئة"، بل كانت تستبدل ذلك بعبارة أكثر دفئاً: "اقتربت من الإجابة الصحيحة، من يستطيع إعطاء إجابة أخرى؟". هذه الكلمات البسيطة كانت كفيلة بجعل الطالب يشعر بالأمل ويواصل المحاولة دون خوف من الخطأ. أما الجملة الأروع فكانت حين أجابت طالبة إجابة بعيدة عن المطلوب، فردت المعلمة: "هذه إجابة صحيحة لغير هذا السؤال". هنا، يتحول الخطأ إلى فرصة لإبراز جوانب إيجابية، ويُغرس في ذهن الطالب أن فكره ليس عبثياً أو خاطئاً تماماً، بل يحتاج فقط إلى توجيه أفضل. المعلم "المستعجل": حيث الخطأ يقود إلى التهديد الكوميدي وعلى النقيض تماماً، نجد معلمًا آخر استخدم أسلوبًا "إبداعيًا" من نوع آخر. كان يمتلك غلافًا أسود مهيبًا في القسم، يُشبه تجميع الكابلات الكهربائية، ويمتلك حساً فكاهياً لاذعاً. إذا أجاب طالب إجابة خاطئة، يعلق قائلاً: "اقتربت من قسم المستعجلات". هذه العبارة، التي قد تُثير الضحك لدى البعض، كانت تحمل في طياتها تحذيراً كوميدياً لاذعاً، لكنها بالتأكيد لم تكن تُحفز على الإبداع أو المحاولة مجدداً. بين الهدم والبناء: ماذا يحتاج الطلاب؟ إن التربية الناجحة لا تقتصر فقط على نقل المعرفة، بل تشمل أيضاً مهارات التعامل مع النفوس الصغيرة، خاصة عند الخطأ. بينما قد تُحفز العبارات الإيجابية الطلاب على المحاولة، فإن العبارات السلبية، ولو كانت مغلفة بالفكاهة، قد تُشعرهم بالإحباط والخوف من التعبير عن أفكارهم. الطلاب يحتاجون إلى أجواء آمنة تشجعهم على التفكير بحرية وتجربة الإجابة دون خشية السخرية أو الإهانة. فالكلمات لها وزن وتأثير قد يرافق الطالب طيلة حياته. الخلاصة: إن أساليب المعلمين تعكس فلسفاتهم في الحياة والتعليم. بين المعلمة التي تقول "اقتربت من الإجابة الصحيحة"، والمعلم الذي يحذر من "قسم المستعجلات"، هناك دروس كبيرة حول دور الكلمات في بناء أو هدم الثقة بالنفس. فلنتذكر جميعاً، كمعلمين أو آباء أو أي شخص له تأثير على الآخرين، أن الكلمة الطيبة قد تفتح أبواباً للإبداع، بينما الكلمة القاسية قد تُغلقها إلى الأبد.