في شوارع مدينة العرائش، يقود سائقو سيارات الأجرة يومهم بشق الأنفس، محاولين تأمين لقمة العيش في ظروف تزداد صعوبة يومًا بعد يوم. خلف تلك الوجوه المتعبة توجد قصص إنسانية مليئة بالكفاح والصبر. يعمل هؤلاء السائقون في بيئة قاسية تفتقر إلى العدالة والإنصاف، حيث تُثقل كاهلهم الرسوم اليومية المرتفعة، وغياب الحماية الاجتماعية، وانعدام الدعم الحقيقي من النقابات التي يفترض أن تدافع عن حقوقهم. حياة على الهامش بالنسبة لمعظم السائقين، تبدأ أيامهم قبل شروق الشمس ولا تنتهي إلا بعد ساعات طويلة من العمل الشاق. ورغم كل ذلك، فإن ما يتبقى لهم بعد دفع الرسوم وأقساط السيارات غالبًا لا يكفي لتلبية احتياجات أسرهم. يتعاملون مع زبائن متنوعين وظروف طقس متقلبة، لكنهم نادرًا ما يحصلون على الشكر أو التقدير. الألم خلف الابتسامة تظهر بعض الابتسامات هنا وهناك، لكنها في كثير من الأحيان تخفي مشاعر الإحباط والخوف من المستقبل. فالحديث عن النقابات يُثير لدى السائقين مشاعر مختلطة، بين أمل ضائع في تحسين أوضاعهم وخيبة أمل من قيادات تُقدِّم مصالحها الخاصة على احتياجاتهم. أمل في التغيير رغم كل التحديات، لا يزال هناك أمل في أن يتحسن الحال. يحلم السائقون بقطاع منظم يحترم إنسانيتهم، يضمن لهم حقوقهم، ويوفر لهم ظروف عمل كريمة. ولتحقيق ذلك، يحتاجون إلى صوت قوي وموحد، يدافع عنهم بإخلاص بعيدًا عن المصالح الشخصية. نداء للتضامن إن معاناة سائق سيارات الأجرة في العرائش ليست قصة فردية، بل هي مرآة تعكس واقعًا يعيشه العديد من العاملين في المهن الحرة. يحتاج هؤلاء السائقون إلى دعم من المجتمع والسلطات على حد سواء، لتوفير بيئة عمل تحفظ كرامتهم وتعطيهم فرصة لبناء حياة أفضل لهم ولأسرهم. ورغم كل شيء، يبقى هؤلاء السائقون أبطالًا في صمت، يحافظون على عجلة الحياة اليومية في مدينتهم، آملين في غدٍ أفضل.4