المغرب وبلجيكا يؤكدان على تقوية الحوار السياسي وتعزيز الشراكة الاقتصادية (بلاغ مشترك)    تعزيز التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا وألمانيا تحضيرا لكأس العالم 2030    رئيس الحكومة يترأس الاجتماع الأول لمجلس إدارة الوكالة المغربية للدم ومشتقاته    حموشي في "نقاش ثلاثي" بمدريد    قيادة حزب الاستقلال تدعم سعي نزار بركة إلى رئاسة الحكومة المقبلة    جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تستفيد من استثمارات استراتيجية ضمن 17,3 مليار درهم صادقت عليها اللجنة الوطنية للاستثمارات    الشبكة الكهربائية.. استثمار يفوق 27 مليار درهم خلال السنوات الخمس المقبلة    تساقطات ثلجية وزخات رعدية وهبات رياح بعدد من أقاليم المملكة    معهد التاريخ يبرز عالمية المغرب    رسميا.. الوداد يعزز صفوفه بضم مالسا    حصيلة أداء اليوم ببورصة البيضاء    مكتب السلامة الصحية يؤكد إخضاع المشروبات لمراقبة صارمة بالمغرب    جائزة عبد الله كنون تكرّم الإبداع الفكري في دورتها الثانية عشرة حول "اللغة العربية وتحديات العولمة"    مركز الإصلاح يواجه الحصبة بالتلقيح    انهيار الطريق بين الحسيمة والجبهة..اتخاذ عدة إجراءات لضمان استمرار حركة السير    6 أفلام مغربية ضمن 47 مشروعا فازت بمنح مؤسسة الدوحة للأفلام    حزب "النهج" يستنكر التعسف في هدم المنازل بالأحياء المهمشة    طقس المغرب: رياح قوية وأمطار رعدية وتساقطات ثلجية بهذه المناطق    الحكومة تقر 20 مشروعا استثماريا ب 17.3مليار درهم بهدف خلق 27 ألف فرصة عمل    إفران تطمح إلى الحصول على العلامة الدولية لمدينة نظيفة 100 في المائة    مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة يطلق منصة رقمية لتعزيز الشفافية في دعم الجمعيات والتعاونيات    الفنان المغربي علي أبو علي في ذمة الله    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    تقرير: 66% من أسئلة النواب دون جواب حكومي والبرلمانيات أكثر نشاطا من زملائهن    الريان يعلن إنهاء التعاقد مع المغربي أشرف بن شرقي    ترامب يأمر بتقييد إجراءات عمليات التحول الجنسي للقاصرين    ساعة نهاية العالم تقترب أكثر من منتصف الليل.. 89 ثانية تفصلنا عن الكارثة    الطيب حمضي ل"رسالة 24″: تفشي الحصبة لن يؤدي إلى حجر صحي أو إغلاق المدارس    أمراض معدية تستنفر التعليم والصحة    ليفاندوفسكي:" أرغب في إثبات أن العمر مجرد رقم"    إدارة ترامب تسمح للمؤثرين وأصحاب "البوز" بالتغطية الإعلامية في البيت الأبيض    المؤسسة الوطنية للمتاحف وصندوق الإيداع والتدبير يوقعان اتفاقيتين استراتيجيتين لتعزيز المشهد الثقافي بالدار البيضاء    توقيف مروج للبوفا مبحوث عنه بموجب مذكرات بحث وطنية    دلالات ‬الموقف ‬المغربي ‬المتزن ‬و ‬المتفرد ‬من ‬رؤية ‬الرئيس ‬ترامب    رويترز: أحمد الشرع طلب من روسيا تسليم الأسد    توقيف شخص بتهمة التخطيط لقتل وزير في الولايات المتحدة    بعد 5 أشهر من الانفصال المفاجئ.. موراتا يعود لزوجته    المحمدية: البحرية الملكية تتدخل لتقديم الإخلاء الصحي لسفينتين أجنبيتين    المحكمة تدين شقيق بودريقة بالسجن النافذ في قضية تزوير عقاري بالدار البيضاء    المَطْرْقة.. وباء بوحمرون / الحوز / المراحيض العمومية (فيديو)    نجم كرة القدم الإسباني المعجزة لامين يامال إشترى لجدته وأمه وأبيه ثلاثة منازل في عمره 16 سنة    التعاونيات كقوة دافعة للتنمية: نحو نظم زراعية وغذائية أكثر استدامة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا    إجلاء 176 شخصًا بعد اندلاع النيران في طائرة بكوريا الجنوبية    "كاف" يقرر رفع عدد المنتخبات المشاركة في "كان" تحت 17 سنة المقرر في المغرب إلى 16 منتخبا    حكيم زياش يقترب من التعاقد مع الدحيل القطري خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية    الرجاء الرياضي يفك ارتباطه رسميا بالمدافع ياسر بالدي خلال فترة الإنتقالات الشتوية الحالية.    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون متعلق بنظام الضمان الاجتماعي    الذهب يصل إلى هذا المستوى    المغرب يتصدر قائمة الوجهات السياحية الموصى بها لعام 2025 من قبل كبار منظمي الرحلات البرازيليين    علاج غريب وغير متوقع لمرض "ألزهايمر"    في الرياض.. الكشف عن الفائزين بجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام لعام 2025    عائلة الشاب حسني والشاب عقيل تمنع حفلهما بالمغرب    "الأطفال".. فيلم قصير لفوزي بنسعيد يفتح النقاش حول حقوق الطفل وإصلاح القانون الجنائي    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد "أسدرم " تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    غياب لقاح المينانجيت في الصيدليات يعرقل سفرالمغاربة لأداء العمرة    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بين نهضة المسرح العربي ومسؤولية المؤرخ !
نشر في العرائش أنفو يوم 19 - 02 - 2024


نجيب طلال
خارج التقرير:
لا يمكن لي ولغيري بأن يبخص مجهودات وتضحيات الأخ والإعلامي النشط" أحمد طنيش" في مجال فن الآداء أو الفن الرابع. ولا يمكن إلغاء العديد من التصورات والمقترحات التي كان ولازال يدلي بها ، بعْد كل نشاط مسرحي أو تظاهرة جامعة ، بحيث دائما في تقاريره وتحليلاته يمارس التشخيص ، كإجرائية لتوسيع الفهم لمجريات الأحداث، التي تخدم التوكيد وتحقيق تفاعلية الاستنتاجات كمحصلة للتظاهرة لمتابعتها والتفكير فيها، وكالعادة مظاهر اللامبالاة أمام ما يهم المسرح رؤية واشتغالا، هي السائدة: لأسباب متعددة، إما حضور النرجسية المريضة، والنرجسية الجوفاء ! أو ممارسة أسلوب الاقصاء غير المباشر ! أوعدم الإهتمام والمتابعة والمطالعة !أو خوفا من ضياع فرص الاستفادة من الهمزات الملغومة وفتات العطايا والأسفار ! أم اللامبالاة نتيجة انهيار القيم الأخلاقية والفنية وفساد السلوك والمبادئ ؟
ولكن أستخلص الأسباب في هاته الآية الكريمة: لقد ذرأنا لجهنم كثيرًا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام . بل هم أضل أولئك هم الغافلون (1) ولماذا طرحت هاته الآية ، استنادا بأن كلامنا عن المسرح العَربي، والذي وضع له الأخ طنيش العنوان " نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي" إذ أشرنا(2) بأن هاته الورقة سنخصص لها وقتا خاصا.
فقبل الولوج لتفكيك ما في حمولة العنوان ذاك: نتساءل ، ألم تضع الجهة المنظمة والمنسقة لمهرجان المسرح العربي عن دورته 14 ببغداد 2024 لجنة مقررة لأطوار الأنشطة؟ بالتأكيد قدتم وضعها، وبالتالي فالذي أمامنا تقرير خارجي. وبالتالي منشور للعموم كطرح أو إعداد كما تفضل بطرحه ، يحتاج لنقاش أعمق ولتصحيح المفاهيم والرؤية ، لآنه ضمنيا فيه رؤيته وذاتيته ! وإن تم طرح محوره في بوثقة [الهيئة العربية للمسرح] ذاك حقه وشأنه، ومن حقنا مناقشة محوربوثقته ، وهي الدافع الأساس ، لهاته الورقة . أليس المؤتمر الفكري في[الدورة-11 الحادية عشرة] حمل شعار" المسرح مشغل الأسئلة ومعمل التجديد" ؟.
المَدح المفرط :
بخلاف تقريره السابق عن الهيئة والمهرجان العربي في دورته (13) فالذي بين أيدينا (3)مفرط في المدح والثناء للهيئة العربية للمسرح ، فلا خلاف بأن الإطراء مقبول لكن الإفراط والإطناب فيه، يوحي ما يوحي(!) والملاحظ عبر خريطة المسرح العربي، فالمسرحييون المغاربة الوحيدين الذين يفرطون في مَدح " الهيئة العربية" ولا صوتا واحدا يعارض تصورات وطروحاتها، كأن أنشطتها منزهة عن النقد والمساءلة عندنا نحن "المسرحيين المغاربة " وهذا إشكال يفرض تساؤلات استفزازية : هل أغلبية المسرحيين عندنا لم يعودوا مؤدلجين / مسيسين؟ ألا يؤمنون بأن المسرح فعل مقاوماتي ضد أي انحرافات ؟ هل هنالك فشل في التعقل والبصيرة والشعور والانفعال ؟هل يطبقون الآية الكريمة" قالوا يا موسى إنّا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون (4) ربما سينبهني أحدهم بأن هناك صوت واجه اختلالات الهيئة (5) فطبيعة الرد، تكمن في وضعيته قبل [مدير إدارة الاعلام والتواصل] وبعد خروجه من الهيئة ؟ بخلاف العديد من الأصوات العربية، وخاصة مسرحيو الإخوة التونسيين(6) علما أن هنالك أصوات متفرقة في الأقطار العربية ، آخرها المسرحي اليمني" حميد عقبي" والمخرج العراقي منير راضي العبودي الذي يشير:" المسرح العراقي الأصيل ليس للبيع او استعباده من بعض مرتزقة الفن ,,,,إكراما وحياءاً من الأصدقاء الفنانين العراقيين والعَرب سيتم تأجيل الخوض في الشبهات التي كنت عازما على نشرها(7) ولقد نشرها أحدهم في جداريته واعتبره "بموقف نبيل من المخرج "منير راضي العبودي" رافضا دعوة الهيئة اللاعربية للمسرح "بعدما نشره لكن حينما نبحث عن رسالته التي كانت (فعلا منشورة)، أنها غير موجودة هل تم قرصنتها؟ وهذا مستبعد لأنها لازالت منشورة عند( المخرج المغربي بوسرحان الزيتوني في جداريته)هل جمد حسابه ؟ هل وقعت عليه ضغوط من الهيئة العربية للمسرح أومن لدن نقابة المسرحيين العراقيين؟ ممكن لأن الحدس (هنا) يكمن بأن المخرجة العراقية "عواطف نعيم"(8) ولقد شاركت في الدورة الحالية (14) التي اقيمت في وطنها الشقيق. وهنالك العديد من التعارضات تجاه " الهيئة العربية للمسرح" مقابل هذا كما أشرت هنالك مدح وامتداح مفرط، وإثارة لهذا الجانب، ليفسح لنا مجال النهضة و ومسؤولية المؤرخ !
بين النهضة والتأريخ:
"النهضة "أو كما يسميها البعض "اليقظة "هي التجديد أساسا حركة ثقافية أو حركة بشرية ، تأتي على أنقاض ما يتنافى حالة الجمود والتخلف أ والانحطاط الثقافي والقيم الانسانية . وهي بالأساس " الطاقة والقوة أو الوثبة في سبيل التقدم الاجتماعي أوغيره. كثير النهضات كثير الحركة (9) وبالتالي فالتقرير المطول يقارن مهرجان الهيئة بأنه: "مرحلة مسرحية متميزة على مستوى الوطن العربي يمكن أن ننعتها بالنهضة المسرحية، مع جل مبادرات الهيئة العربية للمسرح(التقرير) فالذي غاب عن باله وبال من يحلم بأن المهرجان بمثابة "نهضة" فنية/ إبداعية/ فكرية ! فسؤال النهضة؟ ما يزال مطروحا بحدة على العقل العربي، نتيجة اللاعقلانية والتخلف الذي لازال جاثما علي الأمة العربية جمعاء ، والصراعات عربية عربية والتي تفاقمت بعد ["الربيع العربي"] ولاسيما أن واقع حال المهرجان فيه المجاملات والمحاباة والشللية، بمعنى هل:" أن الهيئة العربية للمسرح بيت لكل المسرحيين عبر الجغرافية العربية من الماء إلى الماء، وقد لامسنا ذلك في المغرب من خلال دورتين لمهرجان المسرح العربي، الأولى كانت سنة 2015، تركت أثرها ومنجزها وأسئلتها كما تركت باقي الدورات رهاناتها في العواصم العربية( 10)أي آثار تركت، ولا وجود ولو لقراءة مقارابتية لعرض مسرحي مشارك في صحيفة مغربية، باستثناء بعض الأعمال ( التي) تم تهريب قراءتها نحو بياض مجلات إمارتية، لأسباب معلومة ( !) فمثل هذا الصنيع وهذا السلوك:" بحكم مشاركتنا في عدد من المهرجانات العربية، نشير إلى بعض السلوكيات التي تسبب حرجًا كبيرًا لإدارة المهرجانات، فالكثير من الضيوف العرب الأعزاء ومن الأسماء الثقيلة يأتي للمشاركة فيقدم ورقته أو مداخلته ثم يختفي تمامًا. لا يحضر فعاليات الندوات الفكرية ولا الندوات التطبيقية، بل أحيانًا لا يشاهد حتى العروض المسرحية ويكتفي بالجلوس في المقاهي الملحقة بالفندق، يدخن ويثرثر ويعيد حكايا أمجاده ويكرس وقته للسياحة والتجوال باسم المهرجان. هذه الأسماء تجدها بعد المهرجان تتبجح وتشرح وتنظر.. (11) " طبعا :"هي مرحلة مسرحنا وبكل هذا الإسهام ( هل) تراها تمثل نهضة جديدة ومتجددة ومجددة للمسرح العربي من خلال نوعية الإشكاليات والأسئلة والفرضيات والخلافات والتوافقات التي تطرحها (التقرير) وبالتالي كيف سنبني نهضة مسرحية بهاته السلوكات والمسلكيات ؟ مقابل هذا هل الهيئة حقيقة تسعى لقيادة مشروع نهضوي مسرحي/ فكري يمكن لمختلف الاقطار الانخراط فيه ؟ واقع الحال يوشي بأن هنالك شيء ما، ويفرض سؤال الهوية على المهرجان: هل فعلا للمهرجان هوية مسرحية عربية تحتفي بالمنجز الإبداعي المتواصل في حفرياته ؟ هذا إذا ما أخذنا رأي من كان في مطبخ الهيئة:" أين هو أثر الورشات التي تنظمها الهيئة في السودان وموريتانيا وجزر القمر على سبيل المثال، على المنتوج المسرحي العربي، أو حتى الوطني؟ وأين عروض السودان وموريتانيا وجزر القمر (التي تأسست فيها الهيئة القمرية العربية للمسرح في شهر أغسطس 2009!)) وأين اليمن والسعودية وقطر وليبيا وعُمان والصومال وجيبوتي؟! عروضاً أو تنظيراً أو حتى ضيوفاً!؟ (12) ربما وقع استدراك أو مفاوضات لضيافة دولة الصومال وجيبوتي في (د/14- العِراق) لكن إن كان هذا المهرجان الذي لا ينفصل عن الهيئة، تخدم المسرح العربي الذي اساسه العنصر البشري، ففي إحدى" الفيديوهات" نسمع ما قوله:" عليك أن تستقبل رسائلنا، فحميد عقبي أرسل لك 17 فيديو، ولم ترد، أرسلت لك عشرين ايميل قبل أن أرسل عشرين مشروعا غليكم، فلم ترد، من أنت؟ ومن تكون؟(13) ممكن أن نضع علامة استفهام على ما يهدف إليه المسرحي المبدع اليمني المقيم بفرنسا الآن؟ ونشير بأنني شخصيا طلبت من الأمين العام للهيئة مسرحيته ( رحل النهار) في الدورة السابقة( 13 بالدارالبيضاء) ببلادنا. أمام باب قاعة " زفزاف" فأخذ مني: كاتبه أو مساعده أو سائقه ، لا أدري؟ [(شاب في أواسط العقد الثاني بدين ، أشعت شعر أسود ، أبيض البشرة، ، لباسه رياضي عادي جدا)] بريدي الإلكتروني ( الإيميل) ولحد كتابة هاته الورقة ما توصلت ب"النص"، بحيث طلبته لأسباب معينة، وليس للتزلف إليهم أو التقرب منهم (كما) سيتوهم بعْض الأزلام أو السماسرة أو «شناقة المسرح » هذه الإشارة؛ فرضها علينا سؤال التقرير: ألسنا نحن مؤرخين من نوع آخر؟ بلى ! ولكن هذا المسرح الذي يعيش نهضته الجديدة مع الهيئة العربية للمسرح ويحتاج لمقاربة المؤرخ المدون للقبض على فحواه وفلسفته ( التقرير) هل حقيقة يحتاج لمؤرخين من نوع آخر؟ أم مؤرخين التابعين باعتبارأن:" التاريخ لا يُكتب بالتحكُّم، وإنما يُكتب بالرواية، ثم الاستدلال ثم يُبذل الجهد في سد الفجوات، وسبيل ذلك أن نأخذ من الماضي أسباباً وعللاً وحوادثَ ذاتَ خطر، فإن استقامت أن تمتد معك إلى الحاضر الذي تؤرخه، فهي حقيقةٌ بأن تكون شيئاً من التاريخ (14) ولهذا فقبل أن نؤرخ لهذا المهرجان على الأقل أن نؤرخ لما قبله، إذ المؤسف أن تقرير الأخ" أحمد طنيش" بكثرة المدح، تم تغييب أو مسح مهرجانات عربية عمرت طويلا، وبالتالي:" يعتبر ميلاد هذا المهرجان إعلان عن مولود جد شرعي، يصل الآن إلى عمر اليفاعة 16 سنة وهو مستمر في مراحل النمو والنضج، أولا؛ لأنه جاء بعد تاريخانية، ثانيا؛ أتى بعد تجارب ومحاولات عديدة … وقد سبقته إرهاصات هنا وهناك،… مثل تجربة ربيع المسرح العربي، وتجربة فرقة المسرح العربي،،، هذه المبادرات التي راكمت عدة معطيات ؟….منذ سنة 1985 بقينا ننتظر، ولمدة 24 سنة إلى سنة 2009، لتأتي اليقظة والنهضة الجديدتين للمسرح العربي مع الهيئة العربية للمسرح التي يشهد لها بديناميتها وروحها وتدعيمها للشباب المجتهد الذين أصبح مكرسا الآن( التقرير) فهاته الفقرة لوحدها تحتاج لصفحات، لما فيها من المغالطات والتضخيم، فهل ياترى المهرجانات السابقة تعتبر إرهاصات أم مبادرات أم تجارب أو محاولات؟ هل تلك المهرجانات ، في سياق مفهوم " التاريخانية" التي كانت من أهم الحركات الفكرية في (ق 19) والتي طرحها بدون مدلول سياقي، هي لقيطة ومهرجان الهيئة العربية للمسرح شرعي؟ عجبا !
فمبدئيا:" يمكن تعريف التاريخانية في المعنى الضيق بصفتها نظرية أو رؤية التي تعتبر أن التغيير الاجتماعي أو التطور التاريخي يخضع لقوانين التعاقب غير المشروطة التي تعطي للتاريخ وجهة أو اتجاها (15) فصاحب التقرير أعجبته مفردة "التاريخانية" لعظمتها ! فتم القذف بها، فحتى إن فكر بأنها" التاريخانية" كبرنامج او منهج ، فالتاريخيون أرادوا للتاريخ أن يحظى بنفس المكانة العالية التي تحظى بها العلوم الطبيعية ، وبالعودة للتعريف فتطور المهرجانات تخضع عمليا لقوانين التعاقب غير المشروطة، و لتراكم الخبرات والتجارب، ولهذا ومن باب:" . الحقيقة أنه لا يوجد هناك إحصاء دقيق ولا جرد تفصيلي لعدد المهرجانات المسرحية التي تأسست وتوزعت على خارطة الوطن العربي منذ ستينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا، وهذا لغياب قاعدة بيانات محكمة، يمكنها إرشادنا في رسم صورة دقيقة عن واقع هذه «المؤسسات الثقافية»(16)إذن كيف يمكن أن نؤرخ؟ من خلال " التاريخانية" فالمؤرخ يحتاج لنظرية ورؤية ومنهج عملي، باعتبارأن:"هذا المسرح الذي يعيش نهضته الجديدة مع الهيئة العربية للمسرح ويحتاج لمقاربة المؤرخ المدون للقبض على فحواه وفلسفته (التقرير) وبما أن التعاقب التاريخي للمهرجانات غامض ومبثور، في ضمنية التقرير ! فلامناص أن تكون الانطلاقة من مهرجان الهيئة ؟ وهذا يشير إليه التقرير بكل جرأة (منذ سنة 1985 بقينا ننتظر، ولمدة 24 سنة إلى سنة 2009، لتأتي اليقظة والنهضة الجديدتين للمسرح العربي مع الهيئة العربية للمسرح)؟؟ أليس هذا إشعار لعملية التزوير والتشويه لتاريخ المسرحي العربي؟ وعن هذا كتب ابن خلدون في "العبر" مُفرِّقاً بين المؤرخين وغيرهم، ومتألماً من المتطفلين على التاريخ حسب تعبيره، للعلم والذي لا يعلمه صاحبنا وأعضاء الهيئة، بأن المغرب نظم في 1974المهرجان العربي المتنقل، وفي 1985 انطلق ربيع المسرح العربي، دونما ننسى مهرجان الشباب العربي( سوريا) المسرح التجريبي (القاهرة )المهرجان الوطني للمسرح المحترف (الجزائر) أيام قرطاج المسرحية (تونس) مهرجان دمشق المسرحي (سوريا) مهرجان بغداد المسرحي (العراق) مهرجان المسرح الأردني، أيام الشارقة المسرحية (الإمارات) مهرجان المسرح العماني (سلطنة عمان) مهرجان البقعة (السودان) المهرجان العربي( الكويت)…. ففي هذاالتراكم المهرجاني، ومظاهر اللاتأريخ ؟ ألا يفرض علينا أن ندرج هاهنا الآية الكريمة ليس إقحاما بل للمطابقة بين الدنيوي والديني":أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور (17) وبناء على هذافكيف يمكن للمؤرخ أن يؤرخ للمسرح العربي؟ وهل لدينا مؤرخين مسرحيين؟ هذا السؤال: إن كانوا لدينا وصنعتهم الهيئة ! لتحقيق الحلم الأكبر، المتمثل في إنشاء" [مركز توثيق المسرح العربي]" لتوثيق/ تدوين تأريخ/ الحالة المسرحية وصولاً إلى تقديم جواب شاف ،لتعمق الفهم لآليات عمل وبرامج الهيئة ، لكي تتضح معالم أكثر وأكثر حول: "شبكة المسرحيين العَرب في المهجر" التي أطلقتها الهيئة، والتي ذهبت أدراج الرياح، شأنها شأن العديد من الفعاليات، التي لم تحمها الهيئة من الزوال، ولم ترعَ وجودها حتى اختفت وتلاشت، كتعاونية الإعلام الإلكتروني المسرحي العربي، وشبكة السينوغرافيين العرب وتجمعات المنظرين المسرحيين والنقاد؟(18) فمن خلال هذا الاختفاء أو المحو، فالتقرير يتساءل" لماذا كان هذا التأخير أو التأخر على مستوى الحضور الوازن وعلى مستويات أخرى، وما هي مرجعيته وأسبابه، ولماذا تقدم وتطور الآخر وبقينا في مكاننا رغم تراثنا وإرثنا البشري؟ ! ( التقرير) الجواب بكل بساطة:" والأممُ التي لا تُدوِّن تاريخها بصورة صحيحة وتعتز به وتستفيد من خطئه وصوابه لا يمكنها منافسة الأمم الأخرى، بل لا يمكن لأمة أن تصنعَ لنفسها حضارة وثقافة وموقعاً بين حضارات الأمم والدول والمجتمعات وثقافاتها دون أن تقرأ الماضي وتصنع الحاضر وتستشرف المستقبل(19)
الإستئناس:
1) سورة الأعراف.الآية الكريمة – (179 )
2)انظر موضوع لسفراء المسرح المغربي: لنجيب طلال- صحيفة: مجلة الفنون المسرحية بتاريخ
08/فبراير/2024
3) نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي
إعداد: أحمد طنيش. مجلة الهيئة العربية للمسرح في 01/02/ 2024-
4) سورة المائدة الآية الكريمة – ( 24)
5) هل مهرجان الهيئة العربية للمسرح أكبر من مجرد مهرجان: ما الرؤية الجديدة في تصورات
الهيئة ؟ لعبد عبد الجبار خمران في مجلة نقدx نقد بتاريخ / 2 فبراير/ 2023
6) انظر لموضوعنا المسرح العربي شبه تائه ؟ لنجيب طلال- في الحوار المتمدن- عدد: 7499
بتاريخ- 22/01/ 2023 /
7) مدونة في جدارية المخرج"منير راضي العبودي" بتاريخ / 10/ 01/2024-
8) الهيئة العربية للمسرح وحلم الإبداع العربي...حقيقة مخفية وتداع متسلط...!! لعواطف نعيم – في
مجلة الفرجة: بتاريخ الجمعة- 14/ أكتوبر / 2022
9) المعجم العربي الجامع الوسيط- باب النون – ص31
10) باقون على صهوات خيلنا مادام المسرح فينا: تقرير صحفي عن فعاليات (د/ 13) لمهرجان
المسرح العربي إعداد: أحمد طنيش في مجلة طنجة الأدبية بتاريخ- 24/ يناير/ 2023
11) واقع المهرجانات المسرحية العربية.. غياب الدعم المادي وتكرار المشاركين وطغيان النمطية
لخلاف عبدالناصر- مجلة الفيصل عدد – 519/520 في – يناير 2020
12) هل مهرجان الهيئة العربية للمسرح أكبر من مجرد مهرجان: لعبد عبد الجبار خمران- في الإستئناس/4
13) فيديو15 لحميد عقبي تحليل بنية الهيئة العربية للمسرح بتاريخ البث في 15/فبراير/2024
14) منهجية التدوين التاريخي عند المسلمين: لمحمد بن عبدالله السلومي ص87 مجلة البيان -عدد
412 / يوليو 2021
15) المعجم النقدي لعلم الاجتماع لبودون، ر / بوريكو ، ف ترجمة سليم حداد ص131- ط2/
2007 المؤسسة الجامعية بيروت
16) واقع المهرجانات المسرحية العربية- الإستئناس – 10 –
17) سورة الحج : الآية الكريمة – 46
18) هل مهرجان الهيئة العربية للمسرح أكبر- في: الإستئناس/4
19) منهجية التدوين التاريخي عند المسلمين – في : الإستئناس- 13 –


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.