تطرق المشاركون في ندوة نظمها المرصد الجهوي الاستشاري لاستعمالات القنب الهندي في المجال الطبي والصناعي، يوم أمس السبت بمدينة طنجة إلى السياقات التاريخية لزراعة واستعمال القنب الهندي بالمغرب منذ القرن السادس عشر، والسجال الفقهي الذي واكب ذلك. واعتبر الدكتور مصطفى الغاشي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان،أن المغرب كانت توجه له أصابع الاتهام في موضوع المخدرات، خاصة في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، عبر العديد من المقالات، المتطرقة لتورط المغرب ودول أمريكا اللاتينية و أسيا في قضية المخدرات، عبر نشر معلومات بوسائل الإعلام مفادها بكون المادة تخبئ الكثير منها ما هو سياسي وإرهابي. وتطرق الدكتور مصطفى الغاشي، خلال مداخلته المعنونة بزراعة القنب الهندي ببعض أقاليم الشمال وتأثيراته الاجتماعية والثقافية في الساكنة في هده الندوة التي نظمت حول موضوع: (الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي الواقع والأفاق)، لحالة المغرب الخاصة، بحكم الكثير من القضايا كانت تصنف في القرن التاسع عشر قضايا المحرمات، متسائلا عن تاريخ بداية العشبة، هل مع القرن السادس عشر، مما يؤكد بأنها دخيلة، ولم لم تكن موجودة من قبل، بل الواقع اثبت وجودها من قبل، في مناطق محددة من المغرب، كالريف الغربي، وغمارة، لتصل فيما بعد إلى مناطق قريبة من مدينتي تطوان والعرائش. فيما سلط رئيس الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة ياسين العرود الضوء، على الاستعمال الصناعي للقنب الهندي في مجال الأثواب، مؤكدا على ضرورة دخول المغرب للأسواق العالمية عبر زراعة القنب الهندي، بحكم شجرته المكونة من الألياف تستعمل في صناعة أحسن وأجود الأثواب. مدللا على ذلك بالفرق الحاصل بين المنتوج الصيني والهندي في الأثواب، إذ يعد المنتوج الهندي من أحسن وأجود أنواع الأثواب والحرير، المستعملة فيه ألياف القنب الهندي. وفي نفس السياق، شدد رئيس المرصد المنظم للقاء، محمد حسون، على ضرورة قيام المجتمع المدني وباقي الفاعلين بمواكبة الاستراتيجية الحكومية لتقنين الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، لاسيما ما يتعلق بإحداث وكالة خاصة لهذا الغرض. واعتبر حسون، أن الموسم الأول شكل "بداية واعدة" لهذا النشاط الزراعي، الذي فتح الباب أمام فرص استثمارية جديدة للصناعة التحويلية من أجل إنتاج مواد تجميلية وتكميلية وغيرها. فيما تطرق الباحث في شعبة المقاصد الشرعية بجامعة مينيسوتا بالولايات المتحدةالأمريكية، جعفر الوهابي، إلى التأصيل الشرعي، على ضوء آراء الفقهاء المرتكزة على القرآن والسنة، لتقنين زراعة القنب الهندي لأغراض مشروعة، والجوانب المرتبطة بذلك من الناحية الطبية والاقتصادية وغيرها، داعيا إلى "مراجعة النصوص الشرعية والتعامل مع فقه الواقع". باقي المداخلات، اكدت على الأهمية الاقتصادية المرتبطة بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، بما تتيحه المستخلصات المتعددة من النبتة من توفير مواد أولية في قطاعات الصيدلة والبناء الإيكولوجي والنسيج على سبيل المثال، مشيدين بقرار المغرب تقنين زراعة القنب الهندي للاستعمالات المشروعة. كما عرفت الندوة، التي ساهم في إنجاحها عدد من الأساتدة أبرزهم الدكتور عبد الرحمان المرزوقي والدكتور محمد حسون رئيس المرصد الجهوي الاستشاري لاستعمالات القنب الهندي في المجال الطبي والصناعي.والأستاذ عبد الله البقالي الطاهري، الاستشاري في مجال المال والإعمال، والخبير القضائي في مجال المحاسبة، و الأستاذ عبد الله البقالي الطاهري، المتخصص في خلق المقاولات في مجال الزراعة والتصنيع لنبتة القنب الهندي، والدكتور محمد مجب رئيس محطة التأيين بوخالف، والدكتورة فاتحة الطالبي، رئيسة المعهد المغربي للسياسة التنموية، والدكتور جلول عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للأمن الصحي والصيدلاني، والأستاذ عبد اللطيف أظبيب، رئيس تعاونية أظبيب الفلاحية، والمهندس سعيد العزوزي، المسؤول عن المختبر الجهوي لمراقبة الصادرات الفلاحية والدكتور جعفر الوهابي، باحث في شعبة المقاصد الشرعية بجامعة مينيسوتا الأمريكية…..