بمشاعر يعتصرها الحزن و الألم، غادرنا إلى دار البقاء في هدا الصباح الباكر المرحوم سي محمد الأزرق ابن مدينة الشاون الدي عشق الاستقرار بدات البحرينطنجة ، رحل عنا الأستاد والمبدع والإعلامي الدي أرخ ووثق وصنف لكل تعابيره وتجاربه الابداعية والفكرية، واتجاهاته في المشهد الاعلامي و الثقافي بشمال المملكة . المرحوم عرفته صديقا وفيا لأكثر من 20 سنة ، اشتغل الى جانبنا في جريدة مرايا التي أسسها الدكتور عبد العزيز الزروالي سنة 2003 ، كان يحضر دائما اجتماعات هيئة التحرير ، كما يحضر جميع اللقاءات الفكرية والعلمية والأدبية التي تحتضنها المدينة ، ويرتاد يوميا للقراءة والكتابة…. هنا أصادف المرحوم كل يوم بمقهى كلاريدج أو لا كولومب أو ميتروبول ببوليفار طنجة .. يتصفح الجرائد والمجلات… وأحيانا يتأمل العالم من حوله.. ربما مشروع كتاب جديد..أو مقالة بجريدة القدس العريقة ، أتردد للسلام عليه…… يجيب "با كادم الإعلامي الرائع توحشناك "حتى لا أعكر خلوته الصباحية. أقول له سي محمد نلتقي في المساء رفقة باكريم أو فرج الروماني …. لا يبقى لنا سوى حزن في القلب ودمع في العين.. واسترجاع لكل الذكريات لشباب كانوا معنا بالأمس.. فغابوا عنا اليوم... وغاب معهم لحن الحياة.. هنا فقط... تنتهي الكلمات.. تفسح المجال لتعبر مكانها الدموع والآهات .هي وحدها تبقى بعد الفراق ومعها بعض الذكريات... ذكريات سنوات قضيناها مع المرحوم، نسترجعها في دقائق عندما يخطف الموت من كانوا أصدقاء أوفياء يبادلوننا الاحترام والمحبة من دون نفاق. وداعا سي محمد …الاعلامي وأستاد التعليم والكاتب والمبدع والإنسان المفكر الرصين، يستحق الاعتراف والتقدير والرثاء ، مع فتح تحقيق في الإهمال الدي تعرض له بأشهر المصحات الدولية بطنجة…. فهل من مجيب.....!؟ كل كلمات الرثاء صعبة، وكل كلمات النعي متحجرة.. لا أملك إلا أن أقول في هذه اللحظة، إلا رحم الله سي محمد الأزرق … وأسكنه فسيح جناته، وألهم الله أسرته وذويه ومحبيه كل الصبر والسلوان.. فوداعاً أيها الأخ والصديق.. وداعاً أيها الشاب الطيب (إنا لله وإنا إليه راجعون).