بمناسبة الشهر الوردي وتحت شعار "الكشف المبكر وقاية ولصحتك حماية"، عرفت دار الصانعة بمقريصات (عمالة وزان) يوم الجمعة 28 أكتوبر 2022 تنظيم لقاء تحسيسي حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي. النشاط أقيم بمبادرة من جمعية أجيال للتنمية بمقريصات وبتنسيق مع المركز الصحي بمقريصات، حضرته أكثر من خمسين امرأة، وذلك بهدف التعريف بشكل أفضل بهذا المرض، الذي يعتبر السبب الرئيسي لوفيات السرطان في صفوف النساء. خلال هذا اللقاء التوعوي، الذي عرف تقديم ثلاث عروض، استهل البروفسيور مصطفى السويح الأخصائي في جراحة السرطان اللقاء بالتذكير ببعض الأرقام والإحصائيات الخاصة بالمرض في المغرب والعالم، ليركز بعد ذلك في عرضه على أهمية اهتمام المرأة بصحتها عن طريق العناية بنظامها الغذائي، وأهمية استشارة الطبيب المختص حال ملاحظة أي عرض من الأعراض التي يمكن أن تكون مؤشرا للإصابة بالسرطان، معززا ذلك برسومات وصور توضيحية في الموضوع قربت الموضوع بشكل جلي للحاضرين والحاضرات. كما شدد على أهمية الكشف المبكر عن هذا المرض لأن من شأن ذلك أن يجعل العلاج ممكنا ويسيرا. وفي معرض تفاعله مع أسئلة القاعة، قدم البروفيسور مصطفى السويح مجموعة من النصائح الثمينة لنساء مقريصات في كيفية الوقاية من هذا المرض وكيفية التعامل معه في حالة الإصابة به لا قدر الله. ونبه إلى أن الرجال هم أيضا معنيون بهذا المرض وإن كانوا بشكل أقل حسب الإحصائيات المتوفرة. أما الدكتورة ضياء محسن المتخصصة في الأشعة، فقد تحدثت في عرضها عن مختلف عمليات الكشف بالأشعة اللازمة للحكم على الإصابة بالسرطان، على اعتبار أن ليس كل ورم سرطان، بل هناك أورام حميدة. وأضافت على أن هذه الفحوصات تمكن من الكشف المبكر عن سرطان الثدي وبالتالي يمكن علاجه، مؤكدة على أهمية اتباع أسلوب حياة صحي وممارسة الأنشطة الرياضية. الأستاذة فردوس محسن رئيسة مركز التكوينات بالمديرية الجهوية للضرائب بمراكش، قدمت عرضا وافيا عن معاناتها مع مرض سرطان الثدي، كان ذلك عبارة عن شهادة مؤثرة من امرأة خرجت منتصرة من تجربتها معه. الشهادة عرفت سردا مفصلا لمختلف اللحظات الصعبة التي واجهتها وكذا مختلف الحلول والتدابير التي سلكتها من أجل تجاوزها. وقد حثت من خلالها النساء على أهمية التحلي بالتفكير الإيجابي والرقي بنظرتهن الإيجابية لأنفسهن لما للجانب النفسي من تأثير كبير في العلاج والخروج من المأزق. الشهادة سلطت الضوء على عدد من التمثلات المتعلقة بالمرض وطرق مواجهتها وتجاوزها، بحيث تحولت الشهادة إلى حصة كوتشينغ حقيقية. اللقاء عرف أيضا تقديم شهادة سيدة من السيدات الحاضرات بالقاعة عن تجربتها مع المرض، خاصة وأن مختلف المستشفيات والمختبرات التي تستقبل مرضى السرطان متواجدة إما بالرابط أو طنجة، حيث حكت عن معاناتها مع السفر والبحث عن المبيت بالرباط من أجل تلقي ححص العلاج الكيميائي وكيف استطاعت تجاوز كل ذلم بقوة وعزيمة لتقدم بذلك مثالا يحتذي به في المقاومة والصمود. من جهته أعرب نائب رئيس جمعية أجيال السيد محمد ازوتني عن أمله في أن تساهم مثل هذه الأنشطة التحسيسية التوعوية في رفع الوعي بخطورة هذا المرض وكذا بالأهمية القصوى التي يكتسيها الكشف المبكر عنه. وأعتبر أن النشاط ليس إلا مقدمة لسلسلة من الأنشطة التوعوية والتحسيسية في هذا المجال، وستعمل الجمعية على تنظيم حملة للكشف عن المرض بتعاون مع الجهات المختصة في المستقبل.