برشلونة : مصطفى منيغ عندما يتعذَّر عن طريق الحرب الانتصار ، الطرف العاقل يطرح العديد من الحلول ليختار ، وكما عند البعض السياسة لا دين لها كذا الهدف منها عند البعض دَوَّار، أينما عهد بأقل خسارة ممكنه دعا أصحابه بدل الاستقرار بالفرار ، لأسباب فيها المُبعَد عن الحقائق يحتار ، ما وقع في أفغانستان مؤخراً لم يكن ليفاجئ إلا من يجعل بينه والتخطيط الأمريكي انحيازا لأفكار ، راسخة تكون اتجاه تحالف تجاوزه المنطق بما للعصر الحديث من ابتكار، جاعل للتحوّل سرعة الأسماع والأبصار ، في أي منطقة ألفت رتابة الانتظار ، لمَّا رخَّصت الولاياتالمتحدةالأمريكية لدولة "قطر" ، جرّ "طالبان" للمفاوضات (تلك المعلومة) أظهرت لمتتبّعي هذا الملف ورقة تلو ورقة وعن كثب مستعملين للتدقيق في صغار حروفها أحدث مِنظار ، أنها على وشك تنفيذ المرحلة الموالية من خطة تغيير الخريطة السياسية للشرق الأوسط عامة بغير تفريق بين الأشرار فيها كما صنفتهم أو الأخيار ، لتتحمَّل إسرائيل نفوذها دون منازع رغم تضايق مَن حسبوا أنفسهم في ذات المنطقة أنهم من الكبار ، حتى إيران في مواجهات جديدة ستكون مع "السنَّة" الموحدين بأموال قطر ، المدبرين شؤونهم التنظيمية بتوافق باكستاني اندونيسي ، المعززين بتواجد تركيا لجانبهم ، المميزين بالحلَّة الجديدة التي ستظهر بها أفغانستان تحت حكم طالبان ، بتواصل مستمرّ مع الإدارة الأمريكية صاحبة المحرّك القوي بجناحي الشرق أوسطي والمغاربي ، ما سيجعل لبنان ينفض عليه غبار السيطرة الشيعية ، والعراق يتخلص من هيمنة الميلشيات الإيرانية ، واليمن لتتخطَّى مِن تلقاء نفسها ، التدخُّّل الأجنبي برمته وتختار مصيرها بنفسها . السعودية قد تخسر الكثير بابتعاد الإمارات العربية المتحدة عنها وكذا قطر والأردن ولحد ما مصر، بالضغط من نفس الإدارة الأمريكية، ليبقى لتلك المملكة منفذ التطبيع العلني مع إسرائيل ، أو السباحة في فلك ما يُطلق عليهم "مثلث الإلحاد"، ومهما حاولت لن تستردَّ مكانتها السالفة إذ الإخوان المسلمين الذين حاربتهم بأموالها الطائلة في كل مكان من العالم ، حاربوها بدورهم ليجعلوا منها فاقدة دورها الريادي حتى في مجال الدين.(يتبع)