عبدالنبي التليدي كثر اللغط حول صيام شهر رمضان في ظل كورونا باعتباره عذراً لعدم الصيام مُطلقاً بشبهة تأثير الصيام في المناعة المكتسبة . وفي نظري الشخصي والمتواضع وعن تجربة صادقة من خلال سنوات الصيام المسترسلة سبقت ، ومن خلال صيامي اثناء فترة علاجي من السرطان المتقدم للبروستات التي تجاوزت مدته ثلاث سنوات دامت من مارس 2016 الى مارس 2019 كنت اداوم فيها العلاج على يد البروفيسور ذي الباع الطويل والخبرة العالية العزيز ابراهيم الخليل الكداري في مستشفى الشيخ زايد بالرباط حيث كنت أخضع لتقنية العلاج بالأشعة الموجهة بدقة إلى موطن الداء Radioterapie رغم مضاعفاتها القوية على الجسم والروح بالإضافة إلى أدوية درجت على تناولها وعلى حقنة خاصة في البطن طيلة تلك السنوات الثلاث . كما كنت في نفس السنوات ولنفس السبب أقوم بزيارة ، رغم ما كانت تكلفتي هي بدورها من متاعب صحية ومعاناة معنوية ولكن المتاعب و المعاناة في سبيل الصحة تهون ، البروفيسور المقتدر والمختص في السرطان و الجراحة Abdelilah Souadka من وقت الى اخر من أجل الاستشارة و الاطمئنان على سير العلاج ، من دون أن يؤثر ذلك على صيامي مع العلم انني كنت ملتزما بنظام خاص للاكل وبنوع معين من التغذية ، بل بالعكس تماما فقد كنت اشعر اثناءه بسعادة داخلية خاصة لا توصف وباطمئنان للقب كبير وتام لا ريب انهما ساعداني في التغلب على المرض الخبيث والشفاء منه بفضل الله . ومن خلال تجربتي الخاصة ايضا بالصيام ايام معدودات ، ايمانا واحتسابا لله ، اثناء شهر شعبان هذا الذي صادف تفشي وباء كورونا في المغرب اذهبه الله عنا . لهذا وذاك وغيرهما اؤكد بإن الصيام لا ضرر منه لمن لا عذرا شرعيا له بل نافع للبدن والنفس كثيرا . وعليه فان كل من يدعو جهرا او سرا إلى عدم صيام الشهر الكريم جاهل باهمية الصيام في حياة ودنيا الناس وباهميته باعتباره جنة والله يجزي به الصائم لأنه عمل لله بخلاف باقي اعمال بني ادم فهي لصاحبها فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه) رواه البخاري ومسلم ، كما ان من يدعو الى الامتناع عن الصيام هذا الشهر الابرك لا ايمان له ولا علاقة له من قريب او من بعيد بدين الاسلام الذي بني على أركان خمسة ومن بينها ركن الصيام . وجملة القول أشهد ان صيام شهر رمضان من أعظم أركان الإسلام، وأنه فريضة فردية بالنصوص القاطعة وإجماع الأمة إلا من كان معذوراً من مرض، أو سفر، أو كبر سن، أو حمل أو نحو ذلك . وباء كورونا ليس عذراً مشروعاً للإفطار إلا لمن أصيب به.