نمر بمرحلة تاريخية يواكبها نقاش حول اهمية قطاعي التعليم والصحة ومع المرور الاجباري الى طرق التعليم عن بعد وهو ماسيفرض نفسه بقوة حتى بعد الازمة اي اننا سندخل مباشرة الى مجتمع الخدمات الرقمية وستصبح اكثر من نصف معاملاتنا الاعتيادية تتم عن طريق التواصل الرقمي اي عن بعد اي اننا سنصبح امام تعليم تقليدي وهو التعليم في المدرسة والجامعة اي المكان والتعليم العصري وهو التعلم في المدرسة والجامعة الافتراضية ولكن بشروط وبمقابل اظن ان الحلول التقنية موجودة لتنظيم هذه العملية وسنكون مثلا امام ساعات اضافية فردية وجماعية بالمقابل عن طريق الانترنيت . وكذالك ديبلومات وشهدات جامعية عن طريق الدراسة عن بعد وهو الموجود حاليا لكن الامر سيتطور بطريفة غير منتظرة وقد يصبح هو العادي والمطلوب وتهوى مكانة التعليم التقليدي في الجامعة والمدرسة الحية . وبالتالي سيتجاوز التعليم حدود المجال الترابي للدولة وسنصبح امام واقع عولمة المعرفة وهو امر مطلوب وايجابي ، فلن يعود من الضروري ان تهاجر للتعلم في اوربا او اسيا اوي مكان في العالم ، فقد تكمل تعليمك الجامعي وتنال شهادة دكتوراة معترف بها في المغرب من روسيا وانت وراء جهاز حاسبوك لكن هذا الامر يبقى نظريا ممكن في كافة المجالات لكن تطبيقيا غير ممكن الا في مجالات العلوم الانسانية ، أما كافة المجالات التي تحتاج للدروس التطبيقية فنظريا وتطبيقا يبقى الامر صعب . كما اننا قد نشهد ان بعض الدول قد تلزم التعليم عن بعد فيما يخص العلوم الانسانية الاجتماعية او تتيح امكانية كبيرة لذلك لتخفيف النفقات . في نظري ان تعميم العلوم الانسانية سيتيح امكانية تمرير مجموعة من القيم وسينهي بشكل اسرع عالم التفاهة وسيحصن الاجبال القادمة من عصر التفاهة الذي عاشه الجيل الاول للعالم الرقمي وسيعطي فرصة اكبر للعلوم وسيضمن كذالك تألق وبروز مفكرين امثال فلاسة اليونان والنهضة العربية والنهضة الاوربية نظرا للعودة التدريجية لسلطة المققف التي سنشهدها في عالم بعد كورونا . الا انه علينا جميعا الدفاع عن الزامية التعليم الاولي وارى انه يجب تخفيض سن التمدرس الى خمس سنوات بدل ستة او سبع ، وضمان جودة التعليم الاولي والابتدائي . انه عالم جديد بنمط حياة جديد ينتظر الانسانية .