التجربة السينمائية لمحمد الشريف تتسم بخاصية موحدة هي الانطلاق من المكان العرائش ،تطوان ، مرتيل …. نحو النبش في التاريخ وتحديد المشكلة الانسانية المعاشة في الزمن المعاصر وغالبا ماتكون طابوا الجنس السياسة …وفي بعض الافلام التلفزية ظواهر اجتماعية وأسرية ثم نسج خيوط قصة غالبا ما تراعي المحددات الثلاثة لرؤية السينمائية لمحمد الشريف الطريبق . هذه التجربة المتميزة في نظري لانها استطاعة الوصول لتأسيس مدرسة سنمائية او لنقل طريقة متفردة او ستيل خاص بلغة الشباب اليوم . والمشاهد لفلم افراح الصغيرة والذي شاهدته من خلال موقع المركز السينمائي المغربي حيث قدم لنا خلال فترة الحجر طبقا من الافلام المختارة يستطيع ان يلاحظ هذه الاستمرارية في نفس الاسس السينمائية لافلام سابقة شكل فضاء مدينة العرائش منطلقها الادبي وفضائها السينمائي اي التصويري الانفتاح على فضاء مدينة تطوان الذي لايختلف في جوهره الاندلسي والاطلسي عن مدينة العرائش لكن يختلف في تفاصيله وفي اتساع الافق الحكائي وكذا يختلف كفضاء سينمائي يغيب فيه مكون البحر الذي شكل اساس تفاصيل الاعمال السينمائية لمحمد الشريف الطريبق في مدينة العرائش . في فلم افراح صغيرة والذي اعتبره كمتتبع لاعمال محمد الشريف طريبق منذ الصبا عملا يشكل عتبة في مسار التجربة حيث شكل الفضاء المغلق النسائي اسسه الادبي والسينمائي حيث اتخذ من وحدة عائلة تطوانية اغلب افرادها من البنات وفي بيت تقليدي لعائلة ميسورة وهنا احسن المخرج وطاقم العمل اختيار دار الشباب القديمة في تطوان كمكان للتصوير وهي الدار التي تحتفي بعبق تاريخي متميز وتؤرخ لمسار جيل في المدينة العتيقة بتطوان واظنني وبعض الاصدقاء سنكون سعداء ان نشاهد الفلم وتعوذ بنا الذاكرة الى ذاك المكان كلما تقدمنا في السن …ناهيك عن حبكة البعد الدرامي الرابع اي العلاقات بين الممثلين التي ضبطها المخرج بشكل خطير مما اعطيت متعة اضافية كوجبة فنية واجبها صنع نوع من اللذة والتشويق الذي يدفع المشاهد لمواصلة الفلم الى نهايته …ناهيك عن الاستغلال الجيد لمكونات الثقافة التطوانية وهي الزي التطواني المتميز للمرأة التطوانية والموسيقى الاندلسية . استحضار الدور الاجتماعي الذي لعبه فضاء السينما خلال فتراة من تاريخ المغرب في القرن 18 كفضاء للعائلة وربما كذلك لحسمه قررات مهمة كالزواج واعطاء فرصة لقاء شريكة العمر في حضور العائلة . كما تطرق ببراعة لموضوع شكل طابوا جنسيا في المجتمع المغربي هو الجنس الممارس بين الفتيات بتقنية حكي تجعل المتفرج ولو كان مع العائلة يتقبل مشاهدة الفلم . مايعجبني في تحربة الاستاذ محمد الشريف طريبق هو الاستمرارية والبحث من اجل تطوير اختياراته الفنية عمل متميز يستحق المشاهدة فرجة ممتعة .