قال المخرج السينمائي محمد الشريف الطريبق إن فيلمه الطويل "أفراح صغيرة" قصة روائية مستلهمة من واقع مدينة تطوان ترصد نمط عيش عينة من النساء التطوانيات في المدينة العتيقة. وصرح الشريف الطريبق، أن الفيلم، الثاني في مسيرته السينمائية بعد "زمن الرفاق"، يتناول أجواء تعايش نساء تطوان مع التقاليد المحافظة في الماضي، والصعوبات التي كن يواجهنها في التعبير عن ذواتهن. وأضاف بالمناسبة أن قصة "أفراح صغيرة" نسائية بامتياز، "تدور في منزل عتيق بمدينة تطوان، لذلك فإن أغلبية الشخوص نساء، لسبب أساسي وهو رغبتي في رصد وقائع تاريخية حقيقية ونقلها من زوايا مختلفة بصور فنية جاذبة". وأشار الطريبق إلى أن طموحه، عبر تصوير هذا الشريط، يتمثل في تقديم اضافة كمية ونوعية، لأعماله السينمائية والتلفزيونية، والتعريف بالموروث الثقافي والحضاري لمدينة تطوان خلال حقبة الخمسينات، معتبرا أن اختياره المتجدد لفضاءات منطقة الشمال لتصوير أعماله، ينبع أصلا من قناعاته الفنية وارتباطه الوجداني بالمنطقة التي يتحدر منها، والتي تستهويه فضاءاتها وتستلهمه، لتقديم أعمال ذات قيمة فنية. وقد شرع الطريبق الأسبوع الماضي في تصوير فيلمه الروائي الثاني الذي يحكي قصة صداقة بين فتاتين ومغامراتهما في رحلة اكتشاف الذات وتحقيق أحلامهما. ويغوص الفيلم من خلال هذه القصة في العوالم الداخلية للنساء داخل المجتمع التطواني التقليدي خلال سنوات الخمسينيات من القرن الماضي. ويقوم بأدوار البطولة لهذا الشريط السينمائي كل من الممثلة فرح الفاسي الفهري وفاطنة لخماري، اللتين سبق لهما المشاركة في الفيلم السابق للطريبق "زمن الرفاق"، إلى جانب مجموعة من الوجوه الجديدة كأنيسة لعناية وماها داوود وسمية أمغار وفاما الفراح. كما تشارك المطربة زينب أفيلال في هذا الشريط من خلال أدائها لمجموعة من الأغاني الشعبية المستلهمة من التراث التطواني الأندلسي رفقة المجموعة الموسيقية لمحمد أمين الأكرمي. وسيستمر تصوير أحداث الفيلم بمدينة تطوان إلى غاية 20 أبريل الجاري، بعدما وقع اختيار الطاقم الفني للشريط على مجموعة من الدور العتيقة والمباني التراثية لمدينة تطوان كالمدرسة الوطنية للصنائع والفنون، كفضاءات للتصوير. يشار إلى أن الشريف الطريبق قدم عدة أعمال تلفزيونية مثل "تسقط الخيل تباعا"، و"ثمن الرحيل"، و"غزل الوقت" و" باب المدينة".