خاطرة أدبية ( العدد الخامس) أفكار قديمة بقلم . فرتوتي عبدالسلام على مسافة منك ، و على مسافة من هذا الذي صار ماضيا بعيدا في لحظات ، في كلمرة كان يتعين علي ان امر بهذا الطريق و ان احذر من كل ردة من الجانب الاخر . كيفكنت هناك الى الان ؟ و كيف امكنك ان تكون على مسافة من كل هذا ؟ لم يقل لي صمتك اي شيء ، فها انا اسبح بعيدا عن السرب . كنت قد وصفتك بمجموع اوصاف ، و كنت اريد ان اكون اقرب فهما اليك . هكذا انقضت كل الايام ، و سار علينا ان نسرع الخطو حتى يكون اللقاء بهيجا كما عهدناه. فانت الان الاقرب الى افكاري . كنت بالقرب من كل هذا ، و كنت تريد ان ننظر من جديد الى ما سار و ما تحول الى افكار قديمة غابرة . فها انت الان و على نفس المسافة ن كل ما قلت لك ، فكيف تسنى لنا ان نكون معك الان ؟ و كيف كان امر هذه الامور جميعا ؟ بالقرب مني كان صوتك ياتي على حين غرة ، و كانت كلماتك تنفذ سريعا الى داخل الفؤاد . و انتظرنا ان ينتهي هذا الذي كنا قد قلناه . ولكنك ظللت على نفس المسافة و لم تقل شيئا ، و لم ينته هذا الذي كان صعبا علينا ان نفهمه على مهل ، و في كل مرة كنا على وشك العودة . اصبحنا على هذه الحال كما ترى ، تاتى لنا ان نكون اقرب من هذه الحقيقة الغائبة انتظرت المزيد من الوقت حتى تنضج كل افكاري ، و حتى يكون لي المزيد من الوقت ، كانت كل هذه الكلمات قد احيت العديد من الافكار القديمة وكان الامر يتطلب مزيدا من الاصرار على المرحلة القادمة ، ولم يكن كلامك الا ذرا للرماد ، و كان في قوتك شيء من الغموض ، فمن انت ؟ و الى اين تتجه و من اين اتيت ؟ و لدي معك المزيد من الوقت حتى تقول شيئا اخر . و سانتظر خرجتك القادمة بفارغ من الصبر و بلهفة كبيرة ، فانت هنا الملاذ و انت بصيص الامل الذي تبقى لنا حتى الان . و انصت لهذه اللحظة الفارقة ، فلعلي على صواب او لعلي قد جانبت لحظة الحقيقة . و سيكون بالامكان معاودة المحاولة من جديد و في اقرب وقت . لقد تاقت نفسي لاخطو من جديد و لاتعلم لغة الكلام البسيط بعيدا عن كل اغواء.