بقلم : فرتوتي عبدالسلام كل هذا العالم كان عالمك وحدك ، و لقد قلت كل شيء في لحظات وجيزة . و كنت ترقب و تريد ان تنهض من سباتك و تريد ان يكون لك وقت اخر ترتاح فيه من متاعبك المتجددة. و ها انت تغيب الان . و لكن كيف امضيت كل تلك الاوقات ؟ و كيف امكنك ان تكون معي و في مواجهتي في نفس الان؟ لقد انتظرت ان تقول شيئا . كما انتظرت ان تكون حاضرا في تلك اللحظة الحرجة . هنا نسيت ما دار بيننا من كلام . و نسيت تلك اللحظة التي كنا فيها نتداول الكلام . لقد كانت لحظات افرغنا فيها ما كان يدور برؤوسنا من تصورات . و كانت اللحظة تظهر ان هناك شيئا يدور في غياب عنا. و لكن كيف سننتظر الى مرحلة قادمة لكي نعيد الى هذه اللحظة وهجها . و استطعت ان استجمع البعض من قواي ، و كنت في تلك اللحظة هناك . كان كل شيء واضحا ، و حتى كلامك كان يبعث على الراحة الابدية . كنت انت ثمة و كنت على نفس المسافة من الجميع . كما كان يقدرك هؤلاء على ما قمت به حتى اللحظة ، و هذه الكلمات كانت في نفس الوقت ايذانا بان الامور معك قد تحسنت و انك واصلت طريقك ذاك بكل هدوء. هكذا انت دائما ، تبتعد لحظة و تقترب لحظة . و في كل مرة تجانب الحقيقة ، كانك بعيد كل البعد ، و كانك تريد قول شيء ما . هذا الذي كنا نريد معرفته هنا ، و هذا الذي كنت توصينا بمعرفته و الارتباط به . ايها الطائر الذي كان للحظات قريبا من هذه السماء الصافية . كيف هي حالك الان و كيف غبت ؟ و صرت في هذا الطريق الى منتصفه و كنت اريد ان اقول شيئا ما ، و كان هذا مبلغ علمي حتى هذه اللحظة ، و هذا ما تعين علي ان اقوله اذاك و هذا كل شيء كان في تلك اللحظة . لقد ايقنت من مدى رؤيتك المتسعة في سبيل فهم هذا الذي دعاك لان تكون الاقرب و الاوثق قربا بالرجل . لقد كنت تبتعد كل مرة عما كان يسود هذا الاتجاه الجديد ، و تحولت الى مرحلة جديدة في طريق يتحول مرة فاخرى الى ان يكون اكثر تشعبا .