بقلم : فرتوتي عبدالسلام لقد لاحظت اني كنت معك ، و تواصلنا حتى هذه اللحظة ، و في كل مرة كنت اقول ان هذا الذي بالغ في الكلام عنك قد جانب الصواب حينا ، او قد يكون وافق حقيقتك ، و بين هذا و ذاك يكون قد ظهر المظهر اللائق بك ، و قد طاول قامتك في سموقها . و قد اظهر حقيقتكما كما هي منبهجة منسجمة مع ما يحيط بها من كائنات. هكذا انت اليوم، لقد انعدم اثرك ولم ار طيف خيالك . ترى اين غبت و كيف كان البارحة وجودك اكثر وضوحا ، و كيف رايت تماهيك مع الزمن ؟ و كيف مررت من غير كلام و كانك تبتعد كل لحظة عن المكان . و كانك قد انفصلت عن محيطك ، او قد بلغك عني الكثير من الكلام. و الان ، ففي غيابك اتوقع وجودك ، و هذا الذي كان بيننا مجرد ثرثرة عابرة ، ماذا عسانا نقول بخصوصه ؟ و كيف لنا ان نقف الان على هذه اللحظة الفارقة؟ كيف يتطور الموقف اكثر ؟ و كيف يكون لنا المزيد من الوقت للفهم اكثر بخصوص هذا الطارىء الجديد . كنت و الى الان على نفس الخط ، و كنت تواصل الليل بالنهار محاولا ان تقول شيئا ما . ولكن ها انت الان لم تصغ الي كما يجب ، و لم تقل اي شيء . فالى اين هي طريقك ايها الطائر الغريب الاطوار ؟ كم ستذرف من الدموع كي تواصل حكيك الناذر ؟ انا الان هنا و قد سمعتك بكل اهتمام ، انتظر ان يكون لك وقع اخر على هذا الطريق الذي يتغير كل لحظة . لم يبق اي شيء ، و تناهى اليه انه هناك في انتظار شيء جديد . هل يكون عاد اليوم ايضا ؟ هكذا توصل الى ان يفهم بقية الحكاية في لحظة ما . انه ينتظرها على احر من الشوق ، و يريد ان ينهي هذا الذي باغته على حين غرة . هذا ما كان من امره تلك اللحظة. غاب هذه المرة ، ولكن طيفه ظل حاضرا . ماذا كان يريد ؟ و الى اين كان يتجه ؟ ظلت اخباره غائبة ، كما ان توجهه الاخير كان قد حوله الى مثار تساؤلات . وفي كل مرة كانت الاجابة غامضة . هذا الواقع الذي وجد نفسه داخله على حين غفلة ، و هذه التصورات التي كانت تصاحبه حول الان و المال. كان ينفصل عنها بالمزيد من الوجوم و الاطراق في التفكير العميق . كانت النظرات من حوله تتجه اليه في استغراب. ماذا دهاه و الى اين يمضي بحاله هذا ؟ كان بعضهم يرمقه باستخفاف لعله اضاع الموعد هذه المرة ايضا .