بقلم : فرتوتي عبدالسلام اذا ما كان لك من بداية ، فكيف صرت على هذه الحال من الضمور؟ و كيف تلاشت بقاياك مع الرياح ؟ هل كنت تنتظر ان تصير في هذا الحجم الصغير ؟ و هل كنت تظن انك ستصير بدون نهاية معروفة ؟ هل كنت تصمم على المضي في مسعاك المرة تلو الاخرى؟ و هل كان لك المزيد من الوقت حتى تنفصل عن اوهامك التي طالتك ؟ كنت حتى تلك اللحظة اسمع بعضا من اقوالك ، كان مضيك الى الميدان الاخر ، كان موضوعا قد كلمناك فيه على مضض ، و انتظرنا ان تقول هذا الكلام الذي تيسر لك على مهل ، كلماتك المعدودة ، مع ما كنا نسمع دائما . و ستكون من الان في حالة ناذرة ، كلامك ظل غامضا ولم افهم منه اي شيء . فالى اين تقودنا هذه الملاحظات هذا اليوم؟ و هل انت معنا و تريد ان تنهض معنا من هذا السبات العميق ؟ هل هناك شيء ما يحيط بهذا الذي تقوله؟ في هذا اليوم ايضا ، كانت تفاصيل كلماتي الدقيقة قد تم ذكرها ، و كنت اريد امتطاء جواد جامح ، اروده و اصير بقدرة رافعا لواء هذا الجموح . كنت في الواقع عند لقائك اتصور هذا الرجوع الى هذه الحالة من الهذيان . على وقع هذا الكلام ، و على وقع هذه الانغام ، كان لي لحظة استفسار لهذا الذي وقع ، و هذا الذي كان لابد ان اتامله ، و لا بد ان امضي في طريقي لاعرفه . كنت اذاك و قد جمعت الكثيرين حولك . و كنت اريد ان انفلت من قبضة و وحشية الزمن و القدر. هذا ما كنت تقوله منذ مدة طويلة ، و لقد كنت معك في تلك اللحظة ، كنت تواري افكارك الى الخلف و كنت تصر على معاكسة هذه الامال و الطموحات ، كانت لك بعض الطموحات و كنت نموذجا للبقية الباقية ، وكانت افكارك نبراسا لمن اخطاوا الطريق.