عرفت مدينة مالقا الإسبانية ما بين 28 و30 نونبر 2018 ، تنظيم الملتقى السادس للحكامة الترابية حول موضوع "الحكامة الترابية : التعمير , المرافق العمومية ، السياحة في المدن العتيقة " من تنظيم ماستر الحكامة وسياسة الجماعة الترابية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان ، وشعبة الاقتصاد التطبيقية بجامعة مالقا والجامعة الأندلسية ، وقد شارك في هذا الملتقى وفد من الطلبة بلغ أزيد من 45 طالب وطالبة ،و هيئة من أساتذة التعليم العالي بجامعة عبد المالك السعدي ، بالإضافة لأكثر من 30 طالب وطالبة من بلد إسبانيا مرفوقين بأساتذة جامعيين . حيث عرف اليوم الاول الافتتاح الرسمي للملتقى السادس ، حضره كل من رئيس بلدية مالقا فرانسيسكو طور برادوس ، الذي نوه بالمجهودات المبدولة من طرف الأساتذة لتمتين العلاقة ما بين البلدين واشراك الطلبة في تبادل الخبرات والتجارب ، ورئيس جماعة واد لو محمد الملاحي ، والاستاد نبيل الشليح نائب رئيس جماعة شفشاون ، الذي اعتبر مشاركته في الملتقى دعم ومساندة لهذه الايام الدراسية والإعلان عن انخراط جماعة الشاون الى جانب جامعة عبد المالك السعدي وجامعة الاندلس في دعم مثل هذه اللقاءات العلمية ، وجماعة الشاون تعرف علاقات متميزة مع بلدية مالقا ، بالاضافة لعدد من المشاريع المشتركة من تمويل الاتحاد الاوروبي . كما تميزت الجلسة الأولى بثلاث تدخلات تمحورت حول المشاكل الأساسية للتعمير بالمغرب ودور تصاميم التهيئة بالمدن العتيقة ، وقد ترأس الجلسة أنطنيو سوريز مدير المعهد العالي للاقتصاد المحلي بالمجلس الإقليمي لمالقا ورئيس معهد التعاون من أجل التنمية ، وبالتالي تدخل الاستاذ روبر هاون وهو أستاذ بجامعة كامبوج وقدم عرضا حول التعمير والتجربة الانجليزية ، بعد ذلك قدم الكاتب العام لبلدية مالقا وهو استاد مرسم معتمد في القانون الاداري بجامعة مالقا الدكتور فيناسيو كورتيز ، عرضا حول التعمير وسياسة السكن السياحي ، وقدم أيضا الدكتور حميد ابولاس منسق ماستر الحكامة وسياسة الجماعة الترابية بجامعة عبد المالك السعدي ونائب رئيس جماعة تطوان ، عرضا حول المشاكل الرئيسية للتمدين وخصوصية التمدن في المدن العتيقة ، واعتبر انها مشاكل يعرفها المغرب ويتقاطع فيها مع اسبانيا فيما يتعلق بتعدد المتدخلين وان كان هناك تدخل يختلف على مستوى الجهات ، وهو مشكل مطروح في التجربة الإسبانية كما هو الحال في المغرب ، كما قام الدكتور ابولاس بتقديم نموذج مشروع مخطط التهيئة بمدينة تطوان ، والذي صادق عليه مجلس مدينة تطوان في احدى دوراته ، هذا المشروع الذي يحمل في طياته العناصر الإيجابية للمدينة ، والتي من خلالها يمكن ان تعرف الاقلاع ، ويضع يده على العديد من المشاكل التي تعاني منها المدينة ، كما تطرق الاستاذ ابولاس للتعمير بالمدن العتيقة التي تعتبر مدن سياحية يجب الحفاظ على معالمها وهذا يرتكز على عدد من القوانين كقانون التعمير وقانون صيانة المباني التاريخية كما تطرق لميثاق حسن التدبير الذي ينظم التعمير على مستوى المدن العتيقة ووضح مجموعة من مقتضياته ، بالإضافة لتطرقه لعدد من الدور التي تم صيانتها وإعادة ترميمها وفق هذه المعايير ووفق ميثاق حسن التدبير ، واعتبر في نهاية مداخلته ان هناك مجموعة من المشاكل يجب التغلب عليها عن طريق توحيد الرؤية وتكثيف الجهود والعمل على التنسيق مع مختلف الفاعلين ، كما طالب بضرورة وضع قانون خاص بالمدن العتيقة ،الذي يضمن حماية هذا الموروث الثقافي الذي يعتبر محركا مهما للسياحة بالمغرب . من جهة أخرى عرف اليوم الثاني جلستين ، تميزت الجلسة الأولى بعرض محور التعمير والسياسات الاجتماعيه في خدمة المواطنين والمدن العتيقة أطرها كل من الدكتور توفيق السعيد والدكتور عبد اللطيف الجبراني ، والدكتور علي الحنودي الذي اعتبر ان اللقاء استمرار لسلسلة من اللقاءات السابقة ، وفرصة لتبادل الخبرات والتجارب بين الجارة الإسبانية، حول مجموعة من القضايا المشتركة فيما يتعلق بتطوير التجربة المغربية ، ركز الأستاذ الحنودي ايضا على سياسة تطوير السكن والسلبيات والواقع الذي يعيشه المغرب ، والسياسات المزدوجة ، والسياسات التي نهجها المغرب ، مند سنة 2004 فيما يخص المدن المغربية بدون صفيح والنماذج التي تم اقتراحها ، وهدم مدن صفيح كثيرة ، لتنتقل مدن الصفيح من نسبة 8%الى 4% ، والغاية الأساسية من الملتقى تطوير اواصر الصداقة بين البلدين والاطلاع على التجربة الإسبانية ثم الخروج بعدد من التوصيات والاستفادة منها وتقديم إيجابات عن عدد من مشاكل السكن والتدبير الترابي . أما الجلسة الثانية من اليوم الثاني فتميزت بعرض محور البنيات التحتية والخدمات العامة في المدن السياحية ، أطرها كل من الدكتور عز الدين الخمريش والدكتورة سميرة بوقويت والدكتور ياسين التباع . هذا وقد عرف اليوم الثالث من الملتقى السادس عرض لمحور التقنيات والتغيرات في السوق والعادات الجديدة للطلب على السياحة ، ثم قام الوفد طلبة وأساتذة بزيارة مقر التعمير التابع لبلدية مالقا ، حيث قدم لهم رئيس مصلحة التعمير" خوسي مارية "عدد من المعلومات وشرح كيفية بناء وترميم الاحياء ، أيضا قدم المهندس المعماري بنفس المصلحة" جبريال كرسيا خوردا" تاريخ المعمار والحقب التاريخية التي عرفها بمالقا . ليسدل الستار على الملتقى السادس بمالقا بتقديم دبلومات المشاركة في الملتقى على الطلبة المغاربة والاسبان , كما قدم وفد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان بعض الهدايا للجنة المنظمة للملتقى وللكاتب العام لبلدية مالقا، واخيرا جولة بالمدينة باهم مزاراتها ومتاحفها وقلاعها للوقوف ميدانيا على عظمة المعمار في فترة حكم الممالك الإسلامية والرومانية وعلى بعض المشاريع التي مزالات في طور الانجاز .