'مناجم' المتهمة باستغلال مياه المنطقة ترفع من رأسمالها لجأت السلطات في منطقة تنغير إلى استعمال مروحية تابعة للدرك الملكي لتخويف سكان المنطقة المعتصمين قرب إحدى الآبار، لتفريق تجمعهم الذي انطلق منذ يوم عيد الأضحى. وتظهر صور فيديو بثها معتصمون على موقع "يوتوب"، مروحة تحلق على علو منخفض فوق رؤوس المعتصمين اللذين كان عددهم بالمئات، لتخويفهم وتفريق اعتصامهم. وأدى اقتراب المروحية من الأرض إلى إثارة الغبار دون أن يحمل المعتصمين على ترك مكان اعتصامهم. ونقل ناشطون من المنطقة أنه بعد إقدام السلطة على هذه الخطوة التي وصفوها ب "غير المسؤولة"، باتوا يتوقعون كل شيء من السلطة، خاصة بعد التهديدات الشفوية التي صدرت عن العامل وقائد الدرك الملكي بالمنطقة، اللذين هددا المعتصمين باللجوء إلى القوة لتفريق اعتصامهم، وذلك بعد فشل الحوار معهم لحملهم على فك اعتصامهم بطرق سلمية، والعودة إلى بيوتهم. ويطالب سكان المنطقة المهمشة بالحصول على حصتهم من الماء الصالح للشرب المستخرج من الفرشاة المائية بصحراء المنطقة والتي يقول السكان إن إحدى شركات المناجم تستغلها بطريقة قد تؤدي إلى استنزاف المياه الباطنية ونضوب مصادرها. ومنذ يوم العيد دخل سكان المنطقة في اعتصام مفتوح بجانب أحد الآبار المتنازع عليها، والتي كان المنجم يستغله بناء على عقد مبرم مع جماعة "امضير"، والذي يقول نشطاء بالمنطقة إن مدة صلاحيته انتهت عام 2009، ولم يتم تجديده، مما يجعل استغلال الشركة التي تدير المنجم للبئر، تعسفي وغير قانوني حسب رأيهم. ويتظاهر سكان المنطقة التي تحوي أكبر منجم للفضة بأفريقيا منذ أكثر من ستة أشهر للمطالبة بحقهم في الماء الصالح للشرب. وكان المعتصمون قد قضوا أزيد من 28 يوماً معتصمين بالقرب من الخزان المزود الرئيس للمدينة بالماء الصالح للشرب، وعندما لم يتم الاستجابة لمطالبهم تم تصعيد احتجاجهم بالنزوح خارج المدينة لمحاصرة البئر الرئيسية التي تستخرج منها المياه التي تستغلها الشركة المستغلة للمنجم بالمنطقة. كما يطالب السكان بتوفير مناصب شغل لأبناء المنطقة بنفس الشركة حتى يستفيدوا من الخيرات التي يقولوون إن باطن أرضهم تحويها. وفي سياق آخر تعتزم مجموعة "مناجم"، التي تعتبر الشركة الأم للشركة التي تستغل مناجم منطقة "امضير" ضخ ما قيمته 878 مليون درهم في رأسمالها لتمويل مشاريعها التوسعية خاصة في مجال استغلال مناجم الفضة والذهب في المغرب ومناجم الذهب في السودان والغابون والكونغو الديمقراطية والكونغو برازافيل. وعلى أثر هذه العملية يتوقع أن ترتفع مساهمة "الشركة الوطنية للاستثمار" في شركة "مناجم"، إلى 81.61% من رأس مالها. وتنتمي شركة "مناجم" إلى الهولدينغ "الشركة الوطنية للاستثمار"، التي توصف في المغرب بكونها "هولدينغ ملكي"، بما أنه يعتقد أن شركة "سيجير" التي تضم المصالح الاقتصادية الرئيسية للأسرة الملكية في المغرب، تملك حصة تبلغ نحو 60 بالمائة في "الشركة الوطنية للاستثمار". وحققت "الشركة الوطنية للاستثمار" أرباحا صافية مجمعة قدرها 8.28 مليار درهم (1.06 مليار دولار) عام 2010، مسجلة ارتفاعا مقارنة مع أرباح 2009، التي قدرت في نحو 2.38 مليار درهم. {youtubejw width="588" height="461" autostart="false"}NIBUmmBaYtE{/youtubejw}