23 سبتمبر, 2018 - 01:59:00 لا حظ تقرير رسمي أن توسع مجال استعمال الفضاء الافتراضي ساهم في تغير موقف وسلوك المواطنين، سيما الشباب، تجاه الفوارق وأشكال الحيف. وسجل التقرير الصادر حديثا عن "المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي"، أن استغلال العالم الرقمي باعتباره فضاء للتعبير الحر والنقاش حول مواضيع تهم المجتمع سيما قضية الفوارق، أصبح يتزايد في سياق يعرف مشاركة سياسية متواضعة، وتراجعا على مستوى الثقة في مؤسسات التأطير والوساطة. وجاء في التقرير الصادر حديثا تحت عنوان "الموضوع الخاص للتقرير السنوي 2017.. الفوارق الاجتماعية والمجالية"، أن ّ الانفتاح المتزايد على الإنترنت والشبكات الاجتماعية والصحافة الإلكترونية ومختلف القنوات التي توفرها تكنولوجيا المعلومات ولاتصال، قد يسر بشكل كبير عملية تحسيس المواطنين وتعبئة الرأي العام. وقال التقرير إن ّ الولوج إلى هذه التكنولوجيات يمكن المواطنين من إجراء مقارنات بين مستويات عيشهم ومستوى عيش فئات أخرى من المجتمع. من جهة أخرى سجل التقرير أن ما ساهم أيضا في الر فض المتزايد للفوارق الاجتماعية والمجالية، هو عدم فعالية آليات الارتقاء الاجتماعي بالنسبة لشرائح واسعة من السكان، مثل ضعف مبدأ الجدارة والاستحقاق، وضعف أشكال الارتقاء الاجتماعي المعتادة، مثل الولوج المنصف إلى الشغل وتكافؤ الفرص ووجود تعليم جيد لفائدة الجميع. كما لاحظ التقرير أن الحكامة تساهم بدورها في استمرار الفوارق. ويتجلى هذا على الخصوص في المواقف المترددة، وضعف التقائية السياسات العمومية، وانتظارية صانعي القرار السياسي، بالإضافة إلى عدم التطبيق الفعِلي للنصوص المعتمدة جراء طول المدة الفاصلة بين إصدار القوانين وبين مراسيم تطبيقها... وهي عوامل تتسبب في استياء السكان تجاه مستوى فعالية المؤسسات، وتخلق نوعا من انعدام الثقة في إرادة توطيد دولة القانون.