المغرب يعتبر نفسه غير معني بتاتا بقرار محكمة العدل الأوروبية بخصوص اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري (وزارة الشؤون الخارجية)    أخنوش يمثل جلالة الملك في القمة التاسعة عشرة للفرنكوفونية    صرف معاشات ما يناهز 7000 من المتقاعدين الجدد في قطاع التربية والتعليم    قرار محكمة العدل الأوروبية حول اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري.. وزير الشؤون الخارجية الإسباني يدافع عن "الشراكة الاستراتيجية" بين الاتحاد الأوروبي والمغرب ويؤكد ارادة الحفاظ عليها    ابتدائية تطوان تصدر حكمها في حق مواطنة جزائرية حرضت على الهجرة    إعطاء انطلاقة خدمات مصالح حيوية بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني ودخول 30 مركزا صحيا حضريا وقرويا حيز الخدمة بجهة فاس مكناس    تسجيل حالة إصابة جديدة ب"كوفيد-19″    بوريس جونسون: اكتشفنا جهاز تنصت بحمامي بعد استخدامه من قبل نتنياهو    عشرات الوقفات الاحتجاجية بالمدن المغربية رفضا للتطبيع وتنديدا بالجرائم الصهيونية في فلسطين ولبنان    المحامون يعلنون "التصعيد" ضدّ وهبي    فون دير لاين وبوريل يجددان التأكيد على التزام الاتحاد الأوروبي لفائدة الحفاظ أكثر على علاقاته الوثيقة مع المغرب وتعزيزها في كافة المجالات    أساتذة الطب يدعون الطلبة إلى العودة للأقسام ويعتبرون تقليص سنوات الدراسة لن يمس جودة التكوين        فيلا رئيس الكاف السابق واستدعاء آيت منا .. مرافعات ساخنة في محاكمة الناصري    باريس تفتتح أشغال "قمة الفرانكفونية" بحضور رئيس الحكومة عزيز أخنوش    تفاصيل تنظيم مهنة المفوضين القضائيين    إيران: خامنئي يؤكد في خطبة الجمعة أن إسرائيل لن تنتصر قط على حزب الله وحماس    وزارة الخارجية: المغرب يعتبر نفسه غير معني بتاتا بقرار محكمة العدل الأوروبية بخصوص اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    الجمع العادي للمنطقة الصناعية بطنجة برئاسة الشماع يصادق بالإجماع على تقريريه الأدبي والمالي.. وإشادة كبيرة بالعمل المنجز        الجماهير العسكرية تطالب إدارة النادي بإنهاء الخلاف مع الحاس بنعبيد وارجاعه للفريق الأول    إيقاعات ناس الغيوان والشاب خالد تلهب جمهور مهرجان "الفن" في الدار البيضاء    محكمة أوروبية تصدم المغرب بقرار إلغاء اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الارتفاع    الدوري الأوروبي.. تألق الكعبي ونجاة مان يونايتد وانتفاضة توتنهام وتصدر لاتسيو    النادي المكناسي يستنكر حرمانه من جماهيره في مباريات البطولة الإحترافية    بعد أيام من لقائه ببوريطة.. دي ميستورا يستأنف مباحثات ملف الصحراء بلقاء مع "البوليساريو" في تندوف    ارتفاع أسعار الدواجن يجر وزير الفلاحة للمساءلة البرلمانية    ارتفاع طفيف في أسعار النفط في ظل ترقب تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط    التصعيد الإيراني الإسرائيلي: هل تتجه المنطقة نحو حرب إقليمية مفتوحة؟    محكمة العدل الأوروبية تصدر قرارا نهائيا بإلغاء اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري مع المغرب    الاتحاد العام لمقاولات المغرب جهة الجديدة - سيدي بنور CGEM يخلق الحدث بمعرض الفرس    لحليمي يكشف عن حصيلة المسروقات خلال إحصاء 2024    آسفي: حرق أزيد من 8 أطنان من الشيرا ومواد مخدرة أخرى    الفيفا تعلن تاريخ تنظيم كأس العالم للسيدات لأقل من 17 سنة بالمغرب    الفيفا يقترح فترة انتقالات ثالثة قبل مونديال الأندية    اختبار صعب للنادي القنيطري أمام الاتحاد الإسلامي الوجدي    دعوة للمشاركة في دوري كرة القدم العمالية لفرق الإتحاد المغربي للشغل بإقليم الجديدة    وزارة الصحة تكشف حقيقة ما يتم تداوله حول مياه "عين أطلس"    عزيز غالي.. "بَلَحَة" المشهد الإعلامي المغربي    آسفي.. حرق أزيد من 8 أطنان من الشيرا ومواد مخدرة أخرى    وزير خارجية إيران يصل إلى مطار بيروت    تقدير موقف: انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وفكرة طرد البوليساريو "مسارات جيوسياسية وتعقيدات قانونية"    محنة النازحين في عاصمة لبنان واحدة    "النملة الانتحارية".. آلية الدفاع الكيميائية في مواجهة خطر الأعداء    فتح باب الترشيح لجائزة المغرب للكتاب 2024    أعترف بأن هوايَ لبناني: الحديقة الخلفية للشهداء!    مقاطع فيديو قديمة تورط جاستن بيبر مع "ديدي" المتهم باعتداءات جنسية    بسبب الحروب .. هل نشهد "سنة بيضاء" في تاريخ جوائز نوبل 2024؟    إطلاق مركز للعلاج الجيني في المملكة المتحدة برئاسة أستاذ من الناظور    الذكاء الاصطناعي والحركات السياسية .. قضايا حيوية بفعاليات موسم أصيلة    مستقبل الصناعات الثقافية والإبداعية يشغل القطاعين العام والخاص بالمغرب    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    موسوعة تفكيك خطاب التطرف.. الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء تطلقان الجزئين الثاني والثالث    اَلْمُحَايِدُونَ..!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ذ. محمد المعاشي يكتب في نظام المعاشات المدنية
نشر في خريبكة أون لاين يوم 02 - 03 - 2015

الموقف الاستشاري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بشأن إصلاح أنظمة التقاعد:
جسر تلاقي وتقاطع بين إكراهات الحكومة وانتظارات النقابات-الجزء الثاني/2
1/2 من الموضوع
******************
رابعا: مضمون تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بشأن نظام المعاشات المدنية
بعد أن أحال رئيس الحكومة، في فاتح غشت 2014 على المحلس الاقتصادي والاجتماعية والبيئي مشروعي القانونين من أجل الدراسة وإبداء الرأي، كل من :
- مشروع القانون رقم 71.14 يغير ويتمم القانون رقم 011.71 الصادر في 12 من ذي القعدة 1391(30 ديسمير 1971) المحدث بموجبه نظام المعاشات المدنية؛
- مشروع القانون رقم 72.14 يغير ويتمم القانون رقم 012.71 الصادر في 12 من ذي القعدة 1391(30 ديسمير 1971) المحددة بموجبه السن التي يجب أن يحال فيها التقاعد موظفو وأعوان الدولة والبلديات والمؤسسات العامة المنخرطون في نظام المعاشات المدنية.
صادقت الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي يوم 30 أكتوبر 2014، أي الموالي للإضراب العام، وذلك بأغلبية أصوات الأعضاء الحاضرين، على مشروعي القانونين السالف ذكرهما، وذلك طبقا للمادة 25 من القانون التنظيم رقم 12-128.
ومباشرة بعد المصادقة، أحال المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي رأيه على رئيس الحكومة حول مشروعي قانونين، طبقا لمقتضيات الفقرة الثانية من المادة السابعة من القانون التنظيمي 12-128 ، تقريرا مفصلا يتوفر على 64 صفحة يحتوي على:
ü ملخص تنفيذي؛
ü تقديم؛
ü المقاربة المنهجية التي اعتمدها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وأهداف الرأي؛
ü عناصر التحليل وخلاصات أعمال المجلس؛
ü مرتكزات إعداد الرأي؛
ü توصيات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
إضافة إلى الملاحق الستة المكونة من :
عناصر التحليل والتقييم؛
تحليل أثر التدابير المقترحة من طرف المجلس في إطار توصيات تتعلق بالتدابير الاستعجالية الخاصة بنظام المعاشات المدنية (على المدى القصير والقصير جدا)؛
تحليل أثر التدابير المقترحة من طرف المجلس في إطار توصيات تتعلق بالتدابير الموازية الخاصة بباقي أنظمة المعاشات على المدى القصير؛
بيبلوغرافيا ووثائق مرجعية؛
يوم دراسي وجلسات إنصات؛
خلاصات اجتماع اللجنة الوطنية المكلفة بإصلاح أنظمة التقاعد المنعقد بتاريخ الأربعاء 30 يناير 2013.
إذا ماهو الإطار المرجعي الذي استند عليه المجلس في إعداد الرأي(أ)، وفي نفس الوقت ماهي المبادئ التي إرتكز عليها في إعداد الرأي(ب)؟ وكذلك ما هو رأي المجلس في المقترح الحكومي(ت)؟ وفي الأخير ما هي التوصيات التي أسفرت عن المجلس بشأن نظام المعاشات المدنية(ث)؟
أ: المجلس والإطار المرجعي المستند عليه في إعداد الرأي
إن المقاربة المنهجية التي اعتمدها المجلس من خلال التقرير الذي أنجزه بشأن المعاشات المدنية، لا تقتصر فقط على التدابير المقياسية لنظام المعاشات التي تقترحها الحكومة، بل يوجه تحليله في اتجاه إغناء رؤية مهيكلة ومتكاملة لإشكالية منظومة التقاعد بالمغرب، عبر دراسة مختلف جوانبها، وذلك في ضوء رهانات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتضامن والإنصاف الاجتماعيين والحفاظ على مصالح الأجيال القادمة.
ونظرا للأهمية الاقتصادية والاجتماعية لقطاع التقاعد بالمغرب، فقد إستند المجلس في إعداده على اطار مرجعي يقوم على:
ü توجهات الدستور المغربي لسنة 2011؛
ü المبادئ والحقوق التي يتضمنها الميثاق الاجتماعي الذي أعده المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي سنة 2011، وتوصياته في هذا الشأن؛
ü المبادئ الموجهة وأهداف الإصلاح الشمولي لمنظومة التقاعد، الذي انطلق سنة 2004 من طرف اللجنتية الوطنية والتقنية المكلفتين باصلاح نظام التقاعد بالمغرب، والذي كان موضوع توافق بين مختلف الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والمؤسساتيين؛
ü الرؤية التي بلورها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بشأن سياسة الحماية الاجتماعية التي تترجمها مختلف توصياته في هذا الصدد، ذات الصلة بمنظومة التقاعد.
وبناء على الاطار المرجعي هذا، تمفصل تحليل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول مجموعة من الرهانات والاكراهات وهي:
- الرهانات الاجتماعية المرتبطة بفعالية منظومة التقاعد بالمغرب، وبتحسين نسبة التغطية الاجتماعية؛
- الرهانات الاقتصادية والمؤسساتية المتصلة بديمومة أنظمة التقاعد واستدامتها المالية؛
- الرهانات المتعلقة باستمرارية وديمومة منظومة التقاعد مع أخذ بعين الاعتبار متطلبات الانصاف فيما بين الأجيال وداخل الجيل الواحد؛
- الرهان المتعلق بتحديث أنظمة التقاعد وإرساء أسس الحكامة الجيدة للقطاع؛
- الاكراهات المتصلة بأفق ديمومة نظام المعاشات المدنية، وما يترتب عنها من ضرورة اتخاذ تدابير استعجالية نحو ضمان استدامة النظام على المدى القصير، في أفق تطبيق الإصلاح الشمولي.
وانطلاقا من هذا العمل، عمل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي على بلورة الرأي حول مشروعي القانونين اللذين اقترحتهما الحكومة بشأن نظام المعاشات المدنية، وبشكل عام الوضعية العامة لأنظمة التقاعد بالمغرب، وذلك بعد وقوف المجلس على وضعية أنظمة التقاعد بالمغرب، وأبرز الاختلالات التي تعاني منها، وبالخصوص نظام المعاشات المدنية، معتمدا في ذلك على أعمال اللجنتين الوطنية والتقنية منذ سنة 2004، بالاضافة إلى التقارير المنجزة من طرف المؤسسات الوطنية والدولية في الموضوع، وخاصة تقرير المجلس الأعلى للحسايات يوليوز 2013، من جهة، ومن جهة أخرى بعد دراسة الآثار المترتبة على التدابير المقياسية المقترحة من طرف الحكومة مع الأخذ بعين الاعتبار الآثار الاقتصادية والاجتماعية ومدى آثارها على التوازنات المالية لنظام المعاشات المدنية، ثم مدى مساهمتها في عملية الاصلاح الشمولي لمنظومة التقاعد، هذا بالاضافة إلى بلورة المجلس لتوصيات تسعى إلى تحسين واستكمال التدابير المقترحة من قبل الحكومة، في اتجاه المساهمة في بناء الإصلاح الشامل في افق زمني معقول.
ب: المجلس والمبادئ التي إرتكز عليها في إعداد الرأي
إن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أكد في تقريره من جهة، على الوعي العام بضرورة الاستعجال باصلاح نظام المعاشات المدنية، ومن جهة أخرى أكد على:
üضرورة إدراج هذه الاجراءات في سياق مقاربة للإصلاح الشمولي لمنظومة التقاعد، مرتكزا على الأعمال المنجزة في هذا الشأن منذ سنة 2004؛
üأهمية الحوار الاجتماعي المسؤل والشفاف بين الفرقاء الاجتماعيين والحكومة ضمانا لإنجاح الإصلاح والإنخراط فيه.
وبناء على ما سبق، نتساءل عن ماهية المبادئ التي إرتكز عليها المجلس في التقرير؟
إرتكز رأي المجلس في هذا التقرير، على ثمانية مبادئ كبرى وهي كالتالي:
- ضرورة إنخراط أي إصلاح في إطار مقاربة شمولية لمنظومة التقاعد، وبصفة عامة في أفق بناء منظومة شمولية للتغطية الاجتنماعية؛
- متطلبات تحقيق العدالة الاجتماعية بين جميع المواطنين، واعادة التوازن لفائدة المواطنين ذوي الدخل المنخفض، والاقتسام المنصف لمجهود المساهة بما يتماشى مع المعايير الدولية (مساهمات تتوزع على اساس الثلث يؤديه المنخرط وزالثلثين يؤديه المشغل، الاتجاه نحو اعتماد نموذج متعدد الأشطر: اساسي وتكميلي وإضافي..)؛
- أهمية مأسسة الحوار الاجتماعي الملزم والمسؤول بين الفرقاء الاجتماعيين والحكومة، لإنجاح أي أصلاح وقاعدة للتعاقدات الاجتماعية الكبرى؛
- ضرورة الحرص المتواصل على ديمومة منظومة التقاعد، وعلى ملاءمتها للتطورات المالية والاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية؛
- الاتجاه نحو احترام مبدأ التسعير العادل؛
- ارساء أسس الحكامة التشاركية، وذلك بالحرص على التمثيلية الفعلية والمشروعة لممثلي الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين في هيئات التوجيه والاستراتيجية لأنظمة التقاعد، وارساء قواعد شفافة لتقديم الحساب؛
- ضرورة توفير رؤية واضحة لمختلف الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين حول كافة الجوانب المتعلقة بتطبيق الاصلاح الشمولي لمنظومة التقاعد وأهم مراحله، مما يعزز مناخ الثقة؛
- الطبيعة الاستعجالية، التي يؤكد عليها الفاعلين، للإنخراط في مرحلة أولى من الإصلاح، ولاسيما بالنسبة لنظام المعاشات المدنية، دون إغفال مساهمته في البعد الشمولي للإصلاح.
ث: رأي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في المقترح الحكومي
بعد القراءة النقدية من طرف المجلس لمشروعي القانونين المقترحين من طرف الحكومة، وذلك انطلاقا من القراءة الأولية للتدابير المقترحة التي لا تهم سوى المنخرطين الناشطين والمستفيدين من النظام في المستقبل، اتضح للمجلس مايلي:
-إن هذه التدابير تنصب على الاستعجالية المتعلقة بالبنية المقياسية لنظام المعاشات المدنية فقط؛
- أنه إذا كان من شأن هذه التدابير ضمان أفق استدامة هذا النظام، فلا يبدو أنها منسجمة فيما بينها لكي تندرج في إطار مقاربة شمولية لمنظومة التقاعد، كما حددتها اللجنة الوطنية المكلفة باصلاح التقاعد؛
- إن اقتراح الحكومة لرفع سن الاحالة على التقاعد إلى 65 سنة وفق وتيرة مفاجئة وغير كافية. فهي تقترح رفع السن مباشرة إلى 62 سنة، أي بسنتين كاملتين دفعة واحدة، الأمر الذي سيؤثر سلبا وبصورة مفاجئة على المنخرطين الذين سيحالون على التقاعد ما بين سنة و3 سنوات القادمة؛
- إن اقتراح الحكومة لرفع نسبة المساهمة من 20 % إلى 28 % مع الابقاء على مبدأ التوزيع العادل بين المشغل والمنخرطين، الأمر الذي لايتلائم مع مبدأ العدالة في اقتسام مجهود المساهمة، ومع المعايير الدولية في هذا الشأن، التي تعتبر، بالنسبة للأنظمة الأساسية، أن يكون مجهود مساهمة المشغل ضعف مساهمة الأجراء (أي الدولة–المشغل تساهم بنسبة الثلثين، بينما يساهم المنخرطون بالثلث).
وفي هذا الاطار اعتبر المجلس أن الاصلاح المقترح لا يشجع على التقائية أنظمة القطب العمومي، ولا تسير في اتجاه بناء مرحلة أولية للإصلاح الشمولي مؤسسة للمراحل القادمة، إذا ما هي التوصيات التي أسفرت عن الجمعية العامة للمجلس في دورته الاستثنائية؟
د: توصيات أسفرت عن الجمعية العامة للمجلس بشأن نظام المعاشات المدنية
أمام الفعاليات المكونة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي من خبراء متخصصين في الميدان ومن ممثلي النقابات الأكثر تمثيلا بالقطاع العام والقطاع الخاص ومن هيئات وجمعيات المهنية التي تمثل المقاولات والمشغلين اضافة إلى الشخصيات التي تمثل المؤسسات والهيئات في الدولة (المادة 11 من القانون التنظيمي للمجلس)، وما عرفه المقترح من نقاشات هامة ومثمرة داخل المجلس، أسفر اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بعد المصادقة بالأغلبية خلال الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للمجلس بتاريخ 30 أكتوبر 2014، على عدة توصيات والتي تتمحور حول:
- توصيات تتعلق بالإطار العام لإصلاح قطاع التقاعد؛
- توصيات تتعلق بالتدابير الإستعجالية الخاصة بنظام المعاشات المدنية (على المدى القصير والقصير جدا)؛
-توصيات تتعلق بالتدابير الموازية الخاصة بباقي أنظمة التقاعد على المدى القصير؛
- توصيات تتعلق بتدابير المواكبة.
- توصيات تتعلق بالإطار العام لإصلاح قطاع التقاعد
استجابة لضرورة إدراج إصلاح نظام المعاشات في نطاق أوسع يهم منظومة الحماية الاجتماعية ككل، أعد المجلس توصياته المتعلقة بالإطار العام للإصلاح:
- إدماج بانتظام أبعاد العدالة الاجتماعية والانصاف بين أعضاء الجيل الواحد وبين الأجيال المختلفة في أية عملية إصلاح أو سياسة تنموية، مع الأخذ يعن الاعتبار التحولات الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية؛
- أخذ بعين الاعتبار القدرات التمويلية للمشغلين(الرهانات التنافسية) والقدرة المساهماتية للمنخرطين (رهانات المحافظة على القدرة الشرائية)؛
- ضمان مستويات دنيا من الدخل والتغطية لكل مواطن، مع وضع الآليات المناسبة التي من شأنها تقويم وإعادة تقييم هذه المستويات بحسب تطورات الاجتماعية والاقتصادية للمغرب، والاكراهات المتعلقة بالقدرة التمويلية؛
-أخذ بعين الاعتبار، في سياق هذا الأفق الجديد للإستدامة الذي يقترحه المجلس بصدد هذه المرحلة الأولى من الإصلاح (ما يتعلق بنظام المعاشات المدنية)، مع ضرورة أن تتم بلورة الخطوة الكبرى الموالية وتطبيقها في حيز زمني أقصاه خمس سنوات.
كما أوصى المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بمايلي:
1. وضع قانون إطار، على اساس مقاربة تشاركية وبمساهمة الأطراف المعنية، وذلك داخل أجل محدد على المدى القصير في أفق يونيو 2015 على أن :
· يرتكز على المبادئ الموجهة للإصلاح الشمولي لقطاع التقاعد بالمغرب والمنظومة المنشودة؛
· يحدد جدولا زمنيا دقيقا ولزم لجميع الأطراف لتنفيذ المراحل الكبرى للأصلاح الشمولي لمنظومة التقاعد؛
· يحدد آليات تقييم وتتبع نتائج التدابير المتخذة لتنفيذ الاصلاح الشمولي؛
· مأسسة آليات حكامة وقيادة فعالة لعملية تنفيذ الاصلاح الشمولي.
2. تسريع وتيرة الأشغال التكميلية المتعلقة بالدراسات التي نصت عليها اللجنة الوطنية (إشكالية العمل الشاق، والأشخاص في وضعية إعاقة، وتوسيع مجال التغطية لتشمل المواطنين غير المتمتعين بالتغطية الاجتماعية)؛
3. توسيع تغطية التقاعد على المدى المتوسط لتشمل المواطنين غير المتمتعين حاليا بتغطية التقاعد، وبصفة أعم توسيع الحماية الاجتماعية، مع اعتماد مقاربة شمولية ومندمجة، والأخذ كذلك بعين الاعتبار متطلبات توسيع مصادر التمويل عن طريق موارد أخرى غير الاقتطاعات الاجتماعية؛
4. وضع آليات لحكامة وقيادة أنظمة التقاعد، بقوة القانون، بهدف الحرص على استدامتها وملاءمتها للتطورات المالية والاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية، على أن تستجيب هذه الآليات لمتطلبات ضمان مستوى من القيادة الشمولية لمجموع الأنظمة على أساس إطار مرجعي احترازي مشترك، واعتماد مقاربة استباقية لتدبير المخاطر، وكذلك إلزامية من جهة، اعتماد آليات للتتبع ووضع الاسقاطات الدقيقية على المدى الطويل والطويل جدا (أفق زماني يمتد إلى ما يزيد عن 40 سنة)، ومن جهة، أخرى إلزامية التقييم المستمر لفعاليات الآليات المستعملة لقيادة وتدبير المخاطر، قصد تحيينها وتحسين نجاعتها؛
5. إرساء مبادئ الحكامة التشاركية والشفافية القائمة على فصل واضح بين صلاحيات التوجيه الاستراتيجي والقيادة، وبين تلك المتعلقة بالتدبير، مع الحرص على التمثيلية الفعلية والمشروعة للشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين، داخل هيئات التوجيه، وقيادة الأنظمة، وتلك الخاصة بوضع وتقييم سياسات الاستثمار وتوظيف الاحتياطيات المالية.
توصيات تتعلق بالتدابير الاستعجالية الخاصة بنظام المعاشات المدنية (على المدى القصير والقصير جدا)
تعتمد توصيات المجلس على المبدأ القاضي بإدراج جميع التدابير في اطار مقاربة الاصلاح الشمولي لأنظمة التقاعد التي انطلقت سنة 2004، وفي هذا الصدد يوصي المجلس بمايلي:
1. بشأن المقترح المتعلق برفع سن الإحالة على التقاعد: ضرورة اعتبار الرفع من مدة المساهمة في احترام لمبادئ التضامن والمستلزمات الاستعجالية المتصلة بنظام المعاشات المدنية، وذلك بالحرص على:
أ‌. اعتماد مقاربة تدريجية (ممتدة على أفق زمني يتراوح بين 8 و 10 سنوات للوصول إلى السن الأقصى المستهدف)، مع الانتباه إلى أثرها على النظام ككل من جهة، ومن جهة أخرى على أجيال الموظفين الذين من المتوقع أن يحالوا على التقاعد في غضون السنوات الأولى. وفي هذا الصدد يقترح المجلس:
ü اعتماد وتيرة جد بطيئة في مرحلة أولى بمعدل 6 أشهر كل سنة خلال الست سنوات الأولى (63 سنة في 2020)؛
ü فتح الباب في وجه أولئك الذين يرغبون في استباق التدرج، مباشرة بعد دخول الاصلاح حبز التنفيذ، والضمان لهم امكانية الإحالة على التقاعد في سن يمكن أن يصل إلى 65 سنة؛
ü تقييم آثار الانخراط الطوعي، بعد سنتين أو ثلاث سنوات، وقياس تأثيرها على ديمومة النظام، وذلك قصد تمكين الأطراف المعنية باتخاذ القرارات للازمة، ولاسيما الرفع من سن التقاعد إلى 65 سنة خلال مرحلة إضافية تمتد من سنة واحدة إلى سنتين (201-2022)؛
ب‌. تعديل المادة 7 من المرسوم رقم 749-95-2 لتطبيق القانون رقم 43.95 القاضي بإعادة تنظيم الصندوق المغربي للتقاعد: نحو تحديد الحد الأدنى للاحتياطات القانونية بما بعادل 5 مرات، عوضا عن مرتين، متوسط النفقات المثبتة خلال الثلاث سنوات الأخيرة؛
ت‌. مواكبة هذا الاجراء بإحداث درجة إضافية داخل الوظيفة العمومية، بحيث يشكل حافزا للانخراط الطوعي في الرفع من سن الاحالة على التقاعد (65 سنة) مما يمكن الموظفين من مواصلة تحسين أجورهم خلال مرحلة العمل الإضافية؛
2. بشأن المقترح المتعلق برفع نسبة المساهمة من 20% إى 28 % حلال الفترة ما بين 2015 و2016: يوصي المجلس بجعل هذه المراجعة فرصة سانحة لوضع مرتكزات المراجل القادمة والضرورية لإرساء قطب عمومي (وفقا لخطاطة الاصلاح الشمولي).
يتبع الجزأ 2/2 من هذا المقال


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.