14 سبتمبر, 2018 - 06:20:00 في مقاله بصحيفة "تايمز" البريطانية، يرى المؤلف والمؤرخ مايكل برلي أن الآمال المعقودة على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في أن يكون مصلحا يداوي أمراض المنطقة ستذهب سدى. وأشار الكاتب الإنجليزي إلى الدعاية الإعلامية التي قامت بها شركات العلاقات العامة وجماعات الضغط الغربية بإهدار ملايين الدولارات هنا وهناك للتصفيق لجولة ابن سلمان العالمية في مارس/آذار الماضي بأنه الرجل القوي المقبل رغم صغر سنه، ولكن بعد ستة أشهر بدأت حقائق صعوده تبدو أكثر غموضا حتى أن والده الملك سلمان بن عبد العزيز بدت عليه علامات الشك. وألمح إلى أن الفجوة بين الدعاية لولي العهد والواقع قد أصبحت واضحة، وبدا ذلك في مشروع مدينة نيوم المتطورة التي كان يسعى لإنشائها على خليج العقبة، وأن هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 80 مليار دولار ومساعي إعادة تشكيل الاقتصاد السعودي وفق "رؤية 2030" اعتمدا على تعويم 5% من شركة أرامكو، وأن قيمة كل هذه المشروعات ستصل تريليوني دولار، وسيغمر الاستثمار الأجنبي قطاعات الترفيه والتكنولوجيا والسياحة. وأضاف الكاتب أن الملك يبدو قد ألغى التعويم لأنه في حال تعويم الشركة في نيويورك قد يؤدي ذلك لمصادرة الأصول السعودية بسبب دعوى قضائية أميركية ضد المملكة بشأن مزاعم عدم الإفصاح بمعلومات عن هجمات 11 سبتمبر. واستطرد بأن مبادرات السياسة الخارجية لأمير السعودية أضرت أيضا بالمملكة، مشيرا إلى أن الحرب في اليمن -التي دخلت عامها الثالث- مستنقع من صنعه، وأن القتال تكلف ما بين خمسة وستة مليارات دولار شهريا من الأجور بتغاض أميركي بريطاني في شكل مبيعات أسلحة ودعم دبلوماسي. ويعتقد الكاتب أن محاولة ابن سلمان لعزل قطر لدعمها المزعوم للإرهاب باءت أيضا بالفشل، وأدت لتدمير مجلس التعاون الخليجي لصالح ثنائي مراوغ (السعودية والإمارات). وهناك الآن حديث يائس عن حفر قناة بطول 68 ميلا بتكلفة 750 مليون دولار لعزل قطر عن شبه الجزيرة العربية. ويضيف أنه لم يبق الكثير من مزاعم ولي عهد السعودية كمجدد. وختمت الصحيفة بأن ابن سلمان ليس مصلحا ولا هو رجل قوي، لأنه بجرة قلم يستطيع والده تغيير وريثه وتجريده من سلطته، وقد يحدث ذلك قريبا بالنظر إلى التذمر المتنامي من الأمراء الغاضبين. ولعل هذا هو السبب في أن هذا الأمير كان ينام في يخت راس قبالة مدينة جدة طوال فصل الصيف تحت حراسة مشددة.