بدأ مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الاثنين، مشاوراته حول أعمال القمع في سوريا في حين يسعى الأمريكيون والأوروبيون إلى إقناع الدول المترددة في إصدار قرار يدين النظام السوري غداة الأحد الدامي الذي أوقع نحو 140 قتيلا. وفي حين تدعو الدول الغربية ممثلة في بريطانيا وألمانيا وفرنسا والبرتغال والولاياتالمتحدة إلى التشدد بوجه النظام السوري، لا تزال روسيا والصين تهددان باستخدام حق الفيتو لمنع صدور أي قرار بهذا المعنى. ويأتي الاجتماع غداة قيام قوات الأمن السورية بمهاجمة مدينة حماة إضافة إلى مدن أخرى ما أدى إلى مقتل 139 شخصا بينهم 100 في حماة. وقصفت الدبابات السورية مدينة حماة وفق ناشطين حقوقيين أفادوا عن سقوط أربعة قتلى في المدينة وثلاثة قتلى في أنحاء أخرى من سوريا تعمها الاحتجاجات. وقالت السفيرة الأمريكية سوزان رايس إنه لم يتم الحسم في شأن إصدار قرار حول سوريا كما من غير المتوقع تسجيل أي تقدم كبير في محادثات الاثنين. وقالت "الأوروبيون يواصلون محادثاتهم في شأن قرار. ندعم بقوة هذه المبادرة، ونريد أن نفهم لماذا لا تريد بلدان أخرى فعل الأمر نفسه" في إشارة إلى الصين وروسيا مدعومتين من البرازيل والهند وجنوب إفريقيا التي تعارض خطوة في مجلس الأمن حول سوريا. وبدورها، حضت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أعضاء مجلس الأمن الدولي المترددين على تغيير موقفهم والانضمام إلى الأوروبيين والأمريكيين. وقالت كلينتون في بيان "ندعو أعضاء مجلس الأمن الدولي الذين أعلنوا حتى الآن موقفا معارضا لأي خطوة في الأممالمتحدة تضغط على الأسد في اتجاه وقف المجزرة، إلى مراجعة مواقفهم". وأضافت "كما ندعو المجتمع الدولي إلى التوحد خلف الشعب السوري في هذه الفترة الحرجة". وتم توزيع مشروع قرار أوروبي على أعضاء مجلس الأمن قبل شهرين إلا أنه لم يتخذ قرار في هذا الصدد بسبب معارضة الصين وروسيا. حتى أن مجلس الأمن لم يتفق على إصدار بيان لإدانة العنف في سوريا. وتصاعدت نبرة الولاياتالمتحدة إزاء النظام في سوريا خلال الأيام القليلة الماضية. واعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن أحداث هذا النهار، في إشارة إلى الأحد، في سوريا "مروعة". في حين أعلن مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة تنوي فرض عقوبات على سوريا تستهدف بشكل خاص "النفط والغاز". من جهتها قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون في بيان الاثنين إن "الوقت حان لكي يتخذ مجلس الأمن قرارا واضحا حول ضرورة إنهاء العنف" في سوريا. كما قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه "إن فرنسا تأمل اليوم أكثر من أي يوم مضى ووسط هذه الأجواء المرعبة، بأن يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته عبر التعبير عن رأيه بشكل قوي وواضح كما فعل الأمين العام للأمم المتحدة مرارا". وقال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن اسمه الاثنين "إن العدد الكبير للقتلى احدث موجة إدانات عارمة حتى أن وزير الخارجية الروسي نفسه أدان هجمات الأحد". وأضاف "إلا أنني لست واثقا بان هذا سيكون كافيا لتغيير دينامية مجلس الأمن". ويربط بعض الدبلوماسيين بين هذا التعثر في الملف السوري وبين ما حصل بشأن ليبيا داخل مجلس الأمن قبل عدة أشهر. فقد أعربت روسيا والصين ومعهما البرازيل والهند وجنوب إفريقيا عن الغضب الشديد إزاء صدور قرار مجلس الأمن الذي أتاح لقوات الحلف الأطلسي قصف ليبيا. واعتبرت هذه الدول أن اعتماد قرار في مجلس الأمن يدين سوريا قد يفتح الباب أمام حملة عسكرية ضد بشار الأسد الأمر الذي حرص مسؤولون أوروبيون ومن حلف الأطلسي على نفيه. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن لصحيفة "ميدي ليبر" الفرنسية "في ليبيا نحن ننفذ عملية بتفويض واضح من الأممالمتحدة ونحظى بدعم دول المنطقة. هذان الشرطان غير متوفرين بالنسبة لسوريا". *أ ف ب