وكالات 03 يونيو, 2018 - 08:12:00 لم تثن دعوات الملك الأردني عبدالله الثاني الأردنيين الغاضبين عن الاستمرار في التظاهر ضد مشروع قانون معدل لضريبة الدخل، فقد خرج عدد من المظاهرات، مساء السبت 2 يونيو، بمختلف أنحاء المملكة، مطالبة بإقالة الحكومة وحل البرلمان. وتصاعدت الاحتجاجات في العاصمة عمان، حتى وصلت لحد الاشتباك مع قوات الأمن قرب مقر رئاسة الوزراء، واعتقال عدد من المحتجين، وذلك بعد فشل اجتماع بين ممثلي النقابات المهنية الأردنية ورئيس الوزراء هاني الملقي، حول مشروع قانون ضريبة الدخل. لم يستمعوا إلى الملك ولم يستمع الأردنيين إلى الملك الذي يتمتع بصلاحية رد القوانين التي يقرها البرلمان أو تقترحها الحكومة،عندما دعا مساء السبت الحكومة ومجلس الأمة (بشقيه مجلس النواب ومجلس الأعيان) إلى "قيادة حوار وطني شامل وعقلاني حول مشروع قانون ضريبة الدخل". وكان الملك الأردني الملك قد قال إنه "ليس من العدل أن يتحمل المواطن وحده تداعيات الإصلاحات المالية"، مطالباً الحكومة والبرلمان بالتوصل ل"صيغةٍ توافقية" لمشروع قانون ضريبة الدخل المعدل "لا ترهق الناس"، الذي أثار احتجاجات شعبية. جاء ذلك خلال ترؤس العاهل الأردني، اجتماع مجلس السياسات الوطني، فور عودته إلى المملكة قادماً من ألبانيا، حسب بيان صدر عن الديوان الملكي. ودعا الملك عبدالله الحكومة ومجلس الأمة (البرلمان) إلى التوصل لصيغة توافقية حول مشروع قانون الضريبة "بحيث لا يرهق الناس، ويحارب التهرب (الضريبي) ويحسّن كفاءة التحصيل". وأكد أنه "لا تهاون مع التقصير في الأداء، خصوصاً في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين من تعليم وصحة ونقل". وشدَّد على أن "الدولة بكل مؤسساتها مطالبة بضبط حقيقي للنفقات وترشيدها"، مع "أهمية أن يكون هناك توازن بين مستوى الضرائب ونوعية الخدمات المقدمة للمواطنين". القانون الذي أدى إلى الإضرابات وبدأت الاحتجاجات، الأربعاء الماضي، بإضراب عام دعت له النقابات، وبإمهال الحكومة أسبوعًا لسحب مشروع القانون من مجلس النواب. وكان مجلس الوزراء أقر، في 21 ماي الماضي، قانونًا معدلًا لضريبة الدخل، وأحاله إلى مجلس النواب لإقراره. وينص مشروع القانون على معاقبة التهرب الضريبي بفرض غرامات مالية وعقوبات بالسجن، تصل إلى عشر سنوات، وإلزام كل من يبلغ ال18 من العمر بالحصول على رقم ضريبي. ويعفي من ضريبة الدخل كل فرد لم يتجاوز دخله السنوي 8 آلاف دينار (نحو 11.3 ألف دولار)، بدلًا من 12 ألفًا (نحو 17 ألف دولار). كما يعفي من ضريبة الدخل كل عائلة يبلغ مجموع الدخل السنوي للزوج والزوجة أو المعيل فيها أقل من 16 ألف دينار (نحو 22.55 ألف دولار)، بدلًا من 24 ألف دينار (33.8 ألف دولار). وتفرض ضريبة بنسبة 5 بالمئة على كل من يتجاوز دخله تلك العتبة (8 آلاف دينار للفرد أو 16 ألف دينار للعائلة)، والتي تتصاعد بشكل تدريجي حتى تصل إلى 25% مع تصاعد شرائح الدخل. كما يزيد مشروع القانون الضرائب المفروضة على شركات التعدين والبنوك والشركات الماليّة وشركات التأمين والاتصالات والكهرباء بنسب تتراوح بين 20 و40 بالمائة. وتُقدر الحكومة أن توفر هذه التعديلات على مشروع القانون لخزينة الدولة قرابة 100 مليون دينار (141 مليون دولار). واتخذت الحكومة إجراءات، خلال السنوات الثلاث الماضية، استجابة لتوجيهات صندوق النقد الدولي الذي يطالب بإصلاحات اقتصادية، تمكنها من الحصول على قروض جديدة، في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة، وتجاوز الدين العام 35 مليار دولار.