03 أبريل, 2018 - 10:57:00 قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في حواره مع مجلة "ذا اتلانتيك" الأمريكية إنه لا يعرف "الوهابية". وجاء تصريح بن سلمان الصحافي عندما سئل "الفئة الأكثر تحفظاً في السعودية كانت تأخذ أموال النفط وتستخدمها من أجل تصدير الأيديولوجية الوهابية التي تعد أكثر تعصباً وتطرفاً في الإسلام، والتي يمكن أن يُنظر إليها على أنها أيديولوجية متوافقة مع فكر (الإخوان)؟..فرد عليه بن سلمان: "قبل كل شيء، هذا المصطلح (الوهابية)، هل يمكنك أن تعرّفه لي؟ أنا لا أعرف أي شيء عنه!". وعندما عبر الصحافي عن اندهاشه من رد بن سلمان قائلا: "ماذا تقصد بأنك لا تعرف أي شيء عن الوهابية.. أنت ولي عهد المملكة العربية السعودية. بالتأكيد أنك تعرف الوهابية.. إنها حركة أسسها ابن عبد الوهاب في القرن الثامن عشر، وهي ذات طبيعة أصولية متطرفة وتفسير متشدد للسلفية". فرد بن سلمان "لا أحد يستطيع تعريف ما تسمونه الوهابية. ليس هُناك ما يسمى بالوهابية. نحن لا نؤمن بأن لدينا وهابية. ولكن لدينا في السعودية مسلمون سُنّةً وكذلك لدينا مسلمون شيعة. ونؤمن بأن لدينا في الإسلام السني أربع مدارس فقهية، كما أن لدينا العلماء الشرعيين المعتبرين ومجلس الإفتاء. نعم، في السعودية واضحٌ أن قوانيننا تأتي من الإسلام والقرآن، ولدينا المذاهب الأربعة (الحنبلية، الحنفية، الشافعية، والمالكية)، وهي مذاهب تختلف في ما بينها في بعض الأمور، وهذا أمر صحي وفيه رحمة". واعتبر بن سلمان أن اسرته آل سعود، التي أسست "الدولة السعودية" استعانت بالشيخ محمد بن عبد الوهاب، مثل آخرين، وأن أساس حكم آل سعود "يستند إلى ولاء الناس ثم تأمين المصالح كافة، ومنها الاقتصادية، وليس المصالح الأيديولوجية التوسعية مثلما لدى ما أسماه (مثلث الشر) (في إشارة إلى إيران والإخوان والجماعات الإرهابية)". وأضاف بنسلمان: "في السعودية جميعنا مسلمون، جميعنا نتحدث العربية، وكلنا لدينا نفس الثقافة ونفس الاهتمام. عندما يتحدث بعضكم عن الوهابية، فهم لا يعرفون بالضبط ما الذي يتحدثون عنه. أصبحت عائلة ابن عبد الوهاب (عائلة آل الشيخ) معروفة اليوم، ومثلها عشرات الآلاف من العائلات المهمة في السعودية اليوم. وستجدون شيعياً في مجلس الوزراء، وستجدون شيعةً في الحكومة، كما أن أهم جامعة في السعودية يرأسها شيعي. لذلك نحن نعتقد أن لدينا مزيجاً من المدارس والطوائف الإسلامية". اللافت أن بن سلمان كان قد اعترف في حوار مع صحيفة "واشنطن بوست" بأن السعودية نشرت "الوهابية" بطلب من الغرب، وهو ما ذكّره به محاوره، فرد ولي العهد السعودي: "عندما تتحدث عن التمويل، وخصوصًا قبل عام 1979، فلنتحدث عن الحرب الباردة. لقد انتشرت الشيوعية في كل مكان، مُهددةً الولاياتالمتحدة وأوروبا وكذلك نحن. وقد تحولت مصر في ذلك الوقت إلى نوع قريب من هذا النظام الشيوعي. ولقد عملنا مع أي شخص يمكن أن نستخدمه للتخلص من الشيوعية بنيّة حسنة. وكان من بين هؤلاء (الإخوان المسلمين)، وتم تمويلهم من السعودية والولاياتالمتحدة.. وقد وصف أحد رؤساء الولاياتالمتحدة هؤلاء الناس بأنهم مقاتلون من أجل الحرية". واستطرد بن سلمان "حاولنا التحكم في حركاتهم وتقويمها (الإخوان المسلمين). ولكن بعد ذلك جاء عام 1979 الذي فجَّر كل شيء. الثورة الإيرانية قامت بخلق نظام قائم على أيديولوجية الشر المحض. نظام لا يعمل من أجل الشعب، لكنه يخدم أيديولوجية متطرفة مُعينة. وفي العالم السني، كان المتطرفون يحاولون استنساخ التجربة ذاتها. شهدنا الهجوم (على المسجد الحرام) في مكة…عانينا الكثير من خلال محاربة الإرهاب، حتى جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر.. هذه هي القصة الحقيقية". غير أن الصحافي المحاور سأل بن سلمان عن تمويل السعودية للمدارس الدينية المتطرفة في باكستان وأفغانستان في التسعينيات، وحتى أوائل عام 2000، فرد بن سلمان قائلا:"تم التعامل معهم في فترة الحرب الباردة. كلانا قام بذلك نحن وأمريكا".