ب 04 مارس, 2018 - 04:14:00 بدأ الايطاليون الأحد الادلاء بأصواتهم في انتخابات تشريعية من المتوقع أن تشهد صعود اليمين برئاسة سيلفيو برلوسكوني والشعبويين الا أنها قد لا تسفر عن تشكيل غالبية واضحة. ودُعي أكثر من 46 مليون ايطالي الى مراكز الاقتراع التي فتحت السابعة صباحاً (6,00 ت غ) وستغلق عند الحادية عشرة مساء (22,00 ت غ)، لانتخاب 630 نائبا فيما يختار الذين تجاوزوا سن ال 25 عاما ل315 عضوا في مجلس الشيوخ. وعند الساعة 12,00 (11,00 ت غ)، بلغت نسبة المشاركة نحو 19,4% بحسب وزارة الداخلية، أي أربع نقاط أكثر من عام 2013، لكن حينها كانت الانتخابات جرت على مدى يومين. ونظراً لتعقيدات النظام الانتخابي الجديد الذي يمزج بين النسبي والاكثري، سيتعين الانتظار حتى وقت متأخر من الليل لمعرفة تشكيلة البرلمان المقبل. ولدى خروجهم من مراكز الاقتراع، عبّر عدد من الناخبين عن خيبتهم، بعد حملة تخللها أحيانا كلام عنيف وهيمنت عليها مسائل الهجرة والامن والانتعاش الاقتصادي. وقال ميركو كانالي، وهو مصفف شعر يبلغ 24 عاما انتخب الحزب الديموقراطي من يسار الوسط في الحكومة المنتهية ولايتها، "هذه الحملة كانت معقدة ودنيئة، بما فيها حملة الحزب الذي اؤيده". لكن في حال تصدر تحالف اليمين واليمين المتطرف نتائج الانتخابات، فمن المستبعد أن يكون قادرا على الحكم. ويقول الخبراء أن عتبة الحصول على غالبية المقاعد هي 40 إلى 45% بموجب النظام الانتخابي الجديد. وتمنح الاستطلاعات الأخيرة التي سمح بإجرائها قبل أسبوعين من موعد الانتخابات، تحالف اليمين واليمين المتطرف المركز الأول مع 37% من نوايا التصويت، بينها 17% لفورتسا ايطاليا، حزب برلوسكوني و13% لرابطة الشمال برئاسة ماتيو سالفيني (يمين متطرف). وتأتي حركة خمسة نجوم في المرتبة الثانية مع 28% من نوايا التصويت، يليها تحالف اليسار مع نسبة 27%. "عدم استقرار دائم" وبدت الصحافة الايطالية مستسلمة أمام احتمال تشكيل أكثرية نيابية. وكتب كلاوديو تيتو في افتتاحية صحيفة "لا ريبوبليكا"، "الحكم على ايطاليا هو دائما نفسه: البلد يعيش حالة عدم استقرار دائم. انعدام القدرة على الحكم أصبحت مرضا مزمنا". وفي حين أدلى معظم المسؤولين السياسيين بأصواتهم بهدوء، فاجأت ناشطة نسائية برلوسكوني عندما وقفت على طاولة في المركز حيث كان يدلي بصوته وكتبت على صدرها العاري "لقد انتهت مدة صلاحيتك يا برلوسكوني". واختار الملياردير البالغ 81 عاما والممنوع من تولي أي منصب رسمي حتى عام 2019 بسبب إدانته بالتهرب الضريبي، رئيس البرلمان الاوروبي انطونيو تاجاني ليتولى رئاسة الحكومة في حال فاز تحالفه في الانتخابات. أما سالفيني الذي يتخذ موقع القوي بعد حملة انتخابية صاخبة حمل خلالها على بروكسل والمهاجرين، فيسعى الى تقدم الرابطة على فورتسا ايطاليا وتسلم الحكم شخصيا. وندد زعيم الحزب الديموقراطي ماتيو رينزي، مساء الجمعة بالتحالف بين برلوسكوني وسالفيني، الأول من نوعه في الاتحاد الاوروبي. واعلن مخاطبا جمهورا مؤيدا للحزب إنما ليس لزعيمه "أقولها لناخبي اليسار الراديكالي وكذلك للمعتدلين: وحده التصويت للحزب الديموقراطي يضمن عدم ترك البلاد بأيدي ماتيو سالفيني"، محذرا من قيام تحالف "متطرفين" بعد الانتخابات بين الرابطة وحركة خمسة نجوم. واختتمت حركة خمسة نجوم حملتها بتجمع كبير مساء الجمعة في روما بحضور آلاف المؤيدين. وأكد مرشح الحركة الشاب لرئاسة الحكومة لويجي دي مايو "هذا المساء نشهد نهاية حقبة المعارضة، وبداية حقبة حكم" حركته. وقد حققت الحركة التي أسسها الممثل الهزلي بيبي غريلو عام 2009، مفاجاة كبرى في انتخابات 2013 بحصولها على ربع الأصوات وقد تحتل المركز الأول في البلاد، ولو أنها قد تضطر الى اللجوء لتحالفات من أجل الحكم. وقال ماسيميليانو، خبير مجوهرات يبلغ 48 عاما بعد أن أدلى بصوته لصالح حركة النجوم الخمس في روما، "المشكلة الأساسية في هذا البلد، هي فساد الطبقة السياسية وتواطؤها مع مجموعات الضغط القوية والمصارف وعالم الأعمال، انه شرّ منتشر في كل العالم لكنه متجذر بعمق في ايطاليا". وبعد حملة طبعها صعود الحركات الفاشية الجديدة ومواجهات متكررة بين قوان النظام وناشطين من اليسار المتطرف، ظهرت ملصقات مهددة السبت أمام عشرات المنازل في منطقة بافيا في جنوبميلانو كتب عليها "هنا يقطن مناهض للفاشية". وشهدت العملية الانتخابية بضعة صعوبات. ففي باليرمو، تطلب الأمر اعادة طباعة 200 ألف بطاقة انتخابية بشكل طارئ لأن أسماء المرشحين التي كانت مسجلة في البداية لم تكن صحيحة. وحصلت اضطرابات في بعض مراكز الاقتراع خصوصا في روما عندما تم اكتشاف أخطاء في البطاقات. وبشكل عام، شهدت العملية الانتخابية بطئا شديدا بسبب قيام مراقبين بالكشف على بطاقات التصويت بموجب قسائم للتأكد من عدم وجود تزوير، ما تسبب بطوابير طويلة في جميع أنحاء البلاد. في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية أن عميلة تصويت أربعة ملايين ناخب يقطنون في الخارج حصلت من دون عقبات.