يتوجه الناخبون الإيطاليون غداً الأحد، إلى مراكز الاقتراع لانتخاب برلمان جديد، وسط تنافس شديد بين الأحزاب الرئيسية والتي تتكون من "الحزب الديمقراطي" وحزب "حركة الخمس نجوم" وحزب "العصبة" و "إلى الأمام إيطاليا" "والحرية والمساواة" و"إخوة إيطاليا". وتتميز هذه التشريعيات بغياب الملصقات التي كانت تغص بها شوارع المدن في الانتخابات، والتي حلت بدلها تدوينات وتغريدات على مواقع التواصل الإجتماعي، هذه الأخيرة غير مكلفة مادياً وتصل بيوت الناخبين الذين يلج 40 في المائة منهم الانترنيت يومياً. ملف الهجرة: وتتمحور القضايا الرئيسية في هذه الانتخابات حول الهجرة والانقسامات الجيلية بين الشباب الذين يعملون في وظائف مؤقتة والذي يعاني من البطالة، وبين الجيل الأكبر الذي يعمل في مهن بعقود عمل دائمة، بالإضافة إلى ظاهرة الفساد في أوساط الطبقة السياسية. و تتصدر قضية الهجرة هذه القائمة، وتتبادل مختلف القوى السياسية الاتهامات بشأن هذه النقطة، بحكم كون إيطاليا نقطة وصول آلاف المهاجرين واللاجئين الذين ينطلقون من الأراضي الليبية. وكان حادث إصابة خمسة مهاجرين في بداية شهر فبراير الماضي، بعدما أطلق عليهم شاب عنصري النار، قد صب المزيد من البنزين على نار الخلاف بين القوى السياسية المتصارعة، ففي الوقت الذي اتهم فيه اليمين، وعلى رأسه ماتيو سالفيني زعيم الحزب الرابطة المعادي للمهاجرين، اليسار "بإغراق البلاد بالمهاجرين السريين"، رد اليسار واتهم سالفيني بزرع الحقد والكراهية والعنصرية وبتأجيج الضغائن ضد المهاجرين. عودة العجوز برلسكوني: وتتسم هذه الانتخابات بعودة قوية للعجوز المثير للجدل سيلفيو بيرلسكوني (81 عاماً)، أحد الفاعلين الرئيسيين في تحالف "يمين الوسط" الذي يشمل حزب "إلى الامام إيطاليا" و "إخوة إيطاليا" و "الرابطة"، هذا التحالف يعول على السياسي برلسكوني لاستمالة الناخبين بسبب تجربته ومعرفته الجيدة لعقلية وانتظارات الناخب الإيطالي الذي يتشكل غالبيته من كبار السن. وعلى الرغم من أن برلسكوني ممنوع من تولي مناصب عامة بسبب إدانته في قضية تهرب ضريبي، إلا أنه خاض حملة انتخابية قوية ظهر خلالها في برامج حوارية تلفزية، متفادياً التجمعات الانتخابية العمومية التي تتطلب إجهاداً جسديا لكونه خضع لعملية جراحية على قلبه سنة 2016، و وعد الناخبين بأن من سيترأس الحكومة في حالة فوز تحالفه هو رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني. وعلى النقيض من الشيخ برلسكوني يخوض الشاب دي مايو، مرشح رئاسة الوزراء في حركة الخمس نجوم هذه الانتخابات، بعزم وإرادة قويين، رغم أن التجربة تعوزه، كما أن خصومه يسخرون منه بسبب عدم توفره على شهادات أكاديمية ويترصدون أخطاءه النحوية، وقد قدم للناخبين لائحة بأسماء وزراء حكومته في حالة فوز حزبه بالأغلبية. وتوارى الكوميدي ومؤسس حركة الخمس نجوم إلى الوراء مكتفياً بدور الأب الروحي للحركة، غير أنه سيحضر مع السياسي الشاب لويجي دي مايو (31 سنة)، مرشح الحركة لرئاسة الوزراء، في آخر تجمع للحملة الانتخابية مساء اليوم بالعاصمة الإيطالية روما. أما ماتيو رينزي رئيس الوزراء السابق، وزعيم "الحزب الديمقراطي"، فقد أغضبت بعض قراراته زعماء تاريخيين في حزبه، فانشقوا عنه من مثل "بييترو غراسو" و "ماسيمو داليما" وآخرون أسسوا حزب "أحرار ومتساوون". ومن شأن هذا التشردم أ ن يضعف حزب ماتيو رينزي. حكومة ائتلافية وتفيد استطلاعات الرأي بتقدم تحالف "يمين الوسط" بقيادة برلسكوني، متبوعاً بحزب "حركة الخمس نجوم"، ثم الحزب الديمقراطي. والمرجح أن هذه الانتخابات لن تفرز أغلبية مطلقة وهو ما سيعني الدخول في مفاوضات كما حدث سنة 2013، لتشكيل ائتلاف حكومي، أو العودة إلى صناديق الاقتراع مجدداً. ومن بين الائتلافات المحتملة تحالف "يمين الوسط " بقيادة برلسكوني مع "يسار الوسط" بقيادة ماتيو رينزي، وفي حالة تصدر حركة "الخمس نجوم" لهذه الانتخابات فإن التيار الأقرب إلى التحالف معها هو حزب "الرابطة" بقيادة ماتيو سالفيني، بحكم اشتراك برامجهما في بعض النقاط.