ألقى سياسيون يساريون في إيطاليا يوم أمس الأحد باللوم في حادث إطلاق نار بدافع عنصري في وسط البلاد على حزب الرابطة اليميني المتطرف مع احتدام الجدل في البلاد حول قضية الهجرة. وتشير التوقعات إلى احتمال تحقيق حزب الرابطة مكاسب كبيرة في الانتخابات العامة المقررة يوم الرابع من مارس. وأصيب ستة مهاجرين أفارقة أول أمس السبت حينما أطلق إيطالي يدعى لوكا ترايني النار عليهم في مدينة ماتشيراتا بوسط إيطاليا. وكان ترايني مرشح حزب الرابطة في انتخابات محلية العام الماضي لكنه أخفق في الحصول على أي أصوات. وكشفت الشرطة أن ترايني اعترف بإطلاق النار من سيارة ولم يبد أي ندم، بينما نأى ماتيو سالفيني رئيس حزب الرابطة، الذي أبرم اتفاقا انتخابيا مع رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني، بنفسه عن الهجوم لكنه قال إن العنف نتيجة مباشرة لتدفق المهاجرين على إيطاليا في السنوات الأخيرة. وقال سالفيني لصحيفة لا ستامبا "إن كان أحد يستحق اللوم فهي الحكومة التي سمحت لمئات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين بدخول البلاد دون أي قيود"، في وقت اتهم سياسيون يساريون رئيس حزب الرابطة بإثارة مشاعر خطيرة في بلد يسعى جاهدا للتخلص من إرث الدكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني الذي حكم إيطاليا من 1922 إلى 1943. لورا بولدريني رئيسة مجلس النواب الإيطالي وأحد أهم قيادات حزب الحرية والمساواة اليساري أفادت بإن سالفيني "أشاع الخوف والفوضى ويجب أن يعتذر أمام الشعب الإيطالي"، كما انضم برلسكوني إلى الجدل المحتدم حول هذه القضية وقال إن حكومة يسار الوسط سمحت بدخول 630 ألف مهاجر إلى إيطاليا على مدى السنوات الأربع الماضية بينهم 30 ألفا فقط لهم حق اللجوء. وقال برلسكوني في برنامج إخباري على شبكة تلفزيون ميدياسيت التي تملكها أسرته "الباقون وعددهم 600 ألف مهاجر يمثلون قنبلة اجتماعية موقوتة قابلة للانفجار لأنهم يعيشون على الصدقات والجريمة". وتعهد رئيس الوزراء السابق بأن يجعل الأمن على أحد أولوياته إذا وصل ائتلافه إلى السلطة الشهر القادم. ودعا الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إلى يسار الوسط إلى الهدوء وقال ماتيو رينتسي زعيم الحزب "سيكون من السهل إثارة الجدل حول من يغذون مشاعر الكراهية ضدنا كل يوم لكن هذا سيكون خطأ". رويترز*