في أعمال الأديب فيصل عبد الحسن خاصية غمس الذات في الاجتماعي، لينتج عن ذلك ما يوصل إلى النفسي. فها هو الشرط الاجتماعي للوعي الخارجي: أقيموا بني أمي... وها هو ما عاشه الفرد ينتهي إلى النفسي: لمن خاف القلى متعزل.. يلتقيان معا في اللامية، ليكون الوعي بالذات، هوالخلاص النهائي من الشرط الاجتماعي، إنه انفلات الذات من عقال الاجتماعي، للخلاص النهائي الذي يتحقق عبر الوعي بالذات : في المعلقات نلتقي بعنترة، وهو يتحدث عن وعيه بالقبيلة، ووعيه بخلاص الذات من القهر: لا تجزعي إن لج قومك في دمي / مالي بعد الهجر لحم و لا دم .. ما يحيل على توفر عاملين، هما، مواكبة الإبداع للحياة التي تعتمد على السياق الخارجي، والانتهاء إلى خصوصية الذات، حيث تتفاعل أعماله الروائية و مجاميعه القصصية مع هذين الشرطين المتلازمين: الوعي بانفكاك الذات / المجتمع وما يجري فيه، وما يطرح من تساؤلات، وكل ذلك يرتبط بالسياق التاريخي للمنطقة، و المرحلة، والميثالوجيا، وطبيعة النفس البشرية، فهو يعزف على روح الفكاهة والمفارقة، التي تعيشها شخصياته القصصية أو الروائية، ومنها يأتي باستنتاجاته الخطيرة أو أسئلته الأبدية: كيف يعيش هؤلاء الناس؟ وهل هم سعداء حقا ام تعساء حد السخرية من أنفسهم؟ وهذا ما تكشف عنه قصص مجموعته القصصية أيضا "أعمامي اللصوص" الصادرة عام 2002، والتي سبقت روايته الجديدة "سنوات كازابلانكا" أو "سيرة دينار في بلاد الدراهم" التي صدرت قبل أيام قليلة عن دار نشر بريطانية بداية يونيو 2011. نعم ها هي القبيلة أو المجتمع: أعمام...... و هاهي الذات الواعية: ياء المتكلم التي شيء لها أن تغمس في الأعمام اللصوص، و شيء لها أن تنفك عنها بوعي الذات المحمول على ياء المتكلم نفس المتلازمة عمل عليها الأديب في روايته الصادرة عام 1999: "عراقيون أجناب " عراقي في شرطه الاجتماعي ....... وأجنبي عند ما ينزع نفسه من لجاجة القوم، ومن فهم القبيلة، إلى خلاص الذات ووعيها الخاص ...... عبر هذا الحوار سنقف على المعادل الرياضي، لطبيعة الإبداع، وكيف يشتغل عليه الروائي فيصل عبد الحسن في عمله الأدبي: * تحكي روايتك الجديدة "سنوات كازابلانكا" عن حياة العراقيين في دول اللجوء العربية والأجنبية . - نعم حياة العراقيين في دول اللجوء حياة مفعمة بالحكايات والقصص النادرة، التي تغري بالكتابة عنها، فقد تحول العراقيون في خارج بلدهم العراق إلى شعب كامل مشرد تعداده 4.5 مليون عراقي، وقد حمل هذا الجزء من الشعب العراقي إلى منافيه، ثقافته وفنونه، وميثلوجاه وتاريخه، وصار من البديهي التعبير عن هموم هؤلاء الناس، وفهم حقيقة ما يفكرون به في لحظتهم الحالية، والواقع من حولهم شديد الالتباس، يحلمون في منافيهم بالوطن المضيع وحلمهم بالعودة إليه، لكنهم لا يعودون، وينتظرون تحقيق هذا الحلم وبعضهم يموت دون تحقيقه، وبعض العراقيين الذين أضطرتهم ظروف الهجرة من بلدهم ضاعوا في الصحراء الكبرى وحين وجدتهم بعض القوافل السيارة عبر الصحراء وجدوهم ولكنهم فقدوا حريتهم و صاروا عبيدا يباعون ويشترون، فنظام الرق لا يزال ساريا في تلك المناطق، وتحتم بعض الأنظمة في بعض جزر ماليزيا أن يدفن العراقي حين يموت واقفا حفاظا على مساحات الأرض ، ولكي تستوعب المقبرة أكبر عدد من الميتين وهذا الموضوع يؤرق العجائز العراقيات اللاجئات في هذه المناطق، ويقض مضجعهن، وقد صرح بعض الشيوخ العراقيين أنهم بهذا الوضع من الدفن ربما سيؤذون موتاهم بعذاب لا ينتهي إلى يوم القيامة، ويجعل الميت قلقا في قبره، لا يجد الراحة الأبدية التي يتمناها الناس بعد موتهم عادة، وفي "سنوات كازابلانكا" روايتي الجديدة حرصت على تسجيل مفارقات ما واجهه دينار العراقي في عمله الجديد في شركة نقل الميتين، التي فرضت عليه ان يصنع التوابيت بطريقة تجعل أكبر مقدار من الأوكسجين يمر على جثة الميت لكي تتحلل الجثة بسرعة، وتصير ترابا بزمن قصير، وليتم دفن ميت جديد بدل الذي فتته الأوكسجين، كتابة العمل الروائي عن هؤلاء الناس يحمل وجهين الأول لا حد لفكاهته، والآخر لا حد لدراميته، والبنيات الروائية التي أعتمدتها في عملي أوضحت الوجهين، ورسمت صورة لا هي بالمتشائمة ولا المتفائلة، أنها صورة العراقي في منفاه، بوجه ضاحك وباك في الوقت عينه، وحتى حين تناولت العراقيين في وطنهم بعد كل الخراب الذي واجهوه وجدتهم من خلال التداعيات يبكون ويضحكون. خراب العراق من الداخل يذكرنا بما رواه التأريخ لنا عن عهد دولة الخروف الأسود والخروف الأبيض في العصور الوسطى، التي مرت على حكم العراق في فترته المظلمة، دولة الخروف الأسود التي حكمت العراق خلال الفترة ( 1375 - 1468 ( قره قوينلو ودولة الخروف الابيض) 1468 -1508) م والتي حكم العراق فيها من قبل قبائل تركمانية متخلفة جدا، عاثت في الارض فسادا، وحكمت العراقيين بمنتهى القسوة، وتردت البلاد أثناء فترة حكمهم إلى أسفل سافلين، لقد أبتلى وطننا العراق خلال فترات ضعف الدولة أو فسادها بلصوص وشذاذ أفاق، وغير متعلمين، لا يتقنون غير فنون السرقة والنصب والاحتيال والتزوير، وأغلبهم أتي للعراق من خارجه، ليدمر ما تبقى من حضارته وعمرانه وسرقة تراثه وثرواته، ونقلها الى دول مجاورة كإيران والإمارات وبريطانيا وقطر، وغيرها. * أنك تضع تعادلية تقوم على الروائي والدولة، سلطة الضمير مقابل سلطة الحكم؟ نعم، شيء مفزع ما رواه أهلنا عما حصل لهم في العراق في ظل حكم الحكومات التي تعاقبت بعد احتلال العراق في أبريل 2003، والتي للأسف لم تخدم في معظم ما تقوم به سوى مصالح أحزاب وجماعات، وقبائل، بدت مهيمنة على الفعل السياسي، وفي هذه الأجواء من الآثرة نشط اللصوص، والقتلة وكل ذلك يصب في مصلحة المحتل الأجنبي، ولا يربط هذه المجاميع المستفيدة من أوضاع البلاد السيئة بتراب العراق، وأهله غير نوايا الانتقام، والقتل ونهب الثروات، ومجنون أو مغفل من ينتظر من حكومات تعيش في هكذا تجاذبات شيئا إيجابيا مهما، مهما بقيت من السنوات تحكم العراق، لأنها تمثل مصالح أفراد وأحزاب متعارضة ولا تمثل أماني الشعب العراقي، فمن يهمه أن تصل الكهرباء للناس أو الماء الصالح للشرب، يقابله من يمنع هذا بكل ما يمكنه من قوة التخريب، ظنا منه أنه بهذا التخريب سيمنع خصمه من أن ينال شعبية لدى الناس، وفي أحيان كثيرة بعض هذه الجماعات والأحزاب تمثل مصالح أجندة دول من مصلحتها أن يبقى العراقيون يسبحون في دمائهم، بل وتتمنى بعضها للأسف إزالة شعبه من الوجود، ومن أهدافها الإستراتيجية الأخرى تقسيمه إلى سبع دول متطاحنة، ومن هذا فإن لدى الروائي العراقي ما يقوله عن هكذا ظروف، وأحداث محتدمة، فالروائي هو ضمير شعبه، والمتلقي الأول لكل ما يحيط بهم من ظروف سيئة وأخطار محتملة، ومن توقعاته تصاغ أحلام الناس وأمانيهم، ان الكثيرين من المسؤولين الحكوميين في العراق هذه الايام تراهم حاليا يقدمون أنفسهم للناس على أنهم سيصلحون أوضاع الناس، ومعظمهم يكذبون وقد أمتطوا العمل السياسي بدوافع أنانية غايتها الاستفادة إلى أقصى حد من ظروف البلاد السيئة، وسرقة أموال الدولة، وفي النتيجة فهم أولا وأخيرا سيقدمون إلى المحاكم قريبا، خصوصا بعدما ينهض الشعب ويقول كلمته بحقهم، ومن المؤكد ستتم محاسبتهم على جرائمهم، وهذا اليوم ليس بعيدا على الإطلاق. * سنوات كازبلانكا هي وجه آخر لروايتك السابقة "عراقيون أجناب" الصادرة عام 1999 في الدارالبيضاء وأثارت ضجة كبيرة في حينها مما جعل النظام السابق يعتبرك كأحد الكتاب المرتدين عليه وقتها؟ - الكاتب الذي يتوقف عن معارضة السلطة السياسية الغاشمة سيجف نهر إبداعه سريعا، و الغريب اني كتبت في متن رواية "عراقيون أجناب" عن قبيلة عربية، هي قبيلة بني مالك التي يعيش قسمها الأكبر في نواحي محافظة البصرة وحولها، التي عانت من الحكومات الدكتاتورية، مع بقية أبناء الجنوب بسبب وجود أراضيها قريبا من الحدود الإيرانية، مما جعلها عرضة للريبة الدائمة من سلطات الحكومة العراقية السابقة، وهذه القبيلة التي سكنت على ضفاف نهر دجلة في منطقة تسمى منطقة الجوابر، وقرية حريبة، وهذه القبيلة يأتي من ينتمي إليها، من فخذ يعيش أبناؤه في منطقة سدة الهندية على أطراف مدينة كربلاء ليصير رئيسا للوزراء، وهو يحكم العراق منذ ست سنوات هو السيد نوري المالكي، لكن للأسف لا يزال الموت المجاني يحصدهم من خلال الإرهاب والمرض والجهل، والجوع والعطش "الأراضي الزراعية لهذه القبيلة الكبيرة تعرضت قبل شهور قليلة، لمياه البزل المالحة بعد أن فتح المسؤولون الإيرانيون مياه البزل المالح المتجمعة في مستنقعات في أراضيهم، وتم توجيهها صوب أراضي العراق في منطقة هذه القبيلة، مما تسبب في ملوحة مياه السقي، والاستعمال للناس، وأدى ذلك إلى موت آلاف المواشي ودمار المحاصيل الزراعية، وانتشار الأمراض بين الناس، وتسبب بهجرة آلاف العائلات إلى المدن ليزيدوا أعداد المهجرين داخل العراق والعاطلين عن العمل، وأدى ذلك أيضا إلى كارثة بيئية ستبقى مؤثرة في خصوبة الأراضي، التي تعرضت لغمر هذه المياه لعدة مئات من السنوات، وساهمت أطراف كثيرة مسؤولة في حكومات الاحتلال السابقة، والحالية بنهب منظم لثروات البلاد، وغرقت بفضائح لا عد لها، ولن نتحدث هنا في هذا الحوار عن آثار العراق المسروقة، لقد سرقت من المتحف العراقي أكثر من 120 ألف قطعة أثرية، لم يسترجع منها سوى 10% وقد سرقت أروع الكنوز الأثرية، مما خلفه الأجداد في قبور الأميرات الآشوريات في نينوى من جواهر، وقلائد ومصوغات ذهبية، وأحجار كريمة، وسرقة آثار العراق موضوع يدمي القلب حقا، ويحتاج إلى وقفة أخرى متأنية. كل هذه الأمور تجعل مسلسل كتابة الروائيين العراقيين عن أوضاع بلدهم لن تتوقف، ولن تتوقف عين كاميرا الأدب عن تسجيل معاناة هؤلاء الناس، وتؤشر مآثرهم في طلب الحياة والكفاح من أجل أن تكون أفضل. * الروايتان مختلفتان جدا، وهذا واضح تماما، فالشخصيات في العملين شخصيات مختلفة، والتقنيات الروائية المستخدمة مختلفة تماما ... - بالطبع تختلف "سنوات كازابلانكا" عن "عراقيون أجناب" كون الأخيرة تحكي قصص العراقيين في داخل العراق بينما ترصد الأولى حياة المنفيين العراقيين في مدن عربية وأجنبية كبرى كالدارالبيضاء في المغرب، وحياة العراقيين في الخارج ليس أقل كابوسية من حياة أخوانهم في داخل الوطن أولئك الذين يواجهون قرف المرتشين من أهل السلطة الجدد في العراق، الذين يظهر الكثيرون منهم على شاشات التلفزيون، ليفتنوا الناس بكلامهم المنمق عن الوطنية والأمانة والإخلاص والوطنية، و بعض هؤلاء تسلطوا حاليا على إمكانيات وثقافة بلد كالعراق، وكلما انفردت مع نفسي صرخت: يا إلهي متى تعود العافية لوطننا، وتعود الطمأنينة لأكثر شعوب الأرض حضارة ؟ فننعم بالسلام في منافينا !! لقد عمدت إلى تقنيات المنولوغ الداخلي للشخصيات عبر الحلم، والخيال المحلق في عالم الجنوب العراقي ولم أستخدم الديالوغ، الحوار بين الشخصيات إلى حين أضطر إلى ذلك، فبنية العمل الروائي لنقل ما يحصل في أهوار العراق وفي ريفه هي غير البنيات البنائية للنص، حين أتحدث عن عراقي يقف حائرا أمام دار لبائعات الهوى خارج العراق ؟ ولا يعرف حتى اللغة التي يعبر فيها عما يريد أن يفعله بوقوفه أمام تلك الدار، التي تحولت في الخارج إلى مؤسسات، وضع مختلف والتقنيات الروائية يجب أن تكون مختلفة، ففي الأولى إسهاب في الوصف والأحداث، وحوارات متأزمة قصيرة معبرة، ورسم دقيق لشخصيات، دون فصلها عن واقعها الطبقي أو فهمها الميثالوجي والتأريخي، بينما تمتاز روايتي الجديدة، بالإشارة والاستعارة والتلميح، والوصف النثري القريب من الشعر، ويملك روحه من دون أن ينفعل بتهويماته، التقنيات التي استخدمتها في رواية " سنوات كازابلانكا " تقنيات حديثة ولم أستخدمها من قبل في أي عمل آخر، فهي ليست تقنيات كتابة السيرة ولا هي تقنيات روائية بالشكل القديم لتلك التقنيات، روايتي " سنوات كازابلانكا " هي قفزة اللاجئ العراقي الأخيرة في الهواء !! لتعريف العالم بأحواله السيئة، ولقول المسكوت عنه مما يعيشه العراقيون في المنافي المختلفة، من صنوف الظلم والظروف الصعبة، التي تدمي القلوب وتدمع العيون لأحوالهم الغير إنسانية، والتي تتطلب حلولا عاجلة من بلدهم العراق، ومن العالم كمشرعن لاحتلال بلدهم، فهو يتحمل مسؤولية قانونية وأخلاقية لمعالجة أوضاعهم، وأغاثتهم مما يعانونه خارج وطنهم وداخلها . * أنت تؤمن بنوع من كتابة الرواية المتفاعلة مع الأحداث، والمعبرة عن مجاميع بشرية كبيرة؟ -بالتأكيد للرواية هدف، فهي تتحدث عن الناس وعن قصصهم، وأشكال الحياة التي يعيشونها، والعمل الروائي يجب أن يكون نابعا من خصوصيات أي أمة ليجد الناس فيه حيواتهم، وإجابات عما يشغل أذهانهم من أسئلة، أنها عالم كبير من الصدق والنبل، وشجاعة الموقف أثناء مواجهة المصير، والكفاح الدؤوب من أجل غد أفضل، والحديث الشجاع عن الحياة الرافضة لكل أنواع الظلم، فلم يعد الروائي ذلك الحكاء الذي لا يملك هدفا من وراء ما يروي من قصص وحكايات، الرواية جنس ادبي شعبي يحبه الناس، ويأمل متابعوه أن يجدوا فيه إجابات عما يدور في أذهانهم من أسئلة، كما أن رواية اليوم هي سليلة الملحمة، فهي تغامر لتكون سليلة ملحمة جلجامش، الإلياذة، الأنياذة، الأوديسة، والشاهنامه الفارسية، وغيرها من الملاحم الإنسانية، لأنها ورثت عنها كونها ترصد جيلا أو عدة أجيال، وتحكي كل ما يتعلق بهم، لتبقه وثيقة مرئية بالخيال عن حياة من عاشوا، ولمن سيأتي من الأجيال اللاحقة، لذلك فعلى الروائي أن لا يخيب أمل قرائه، وعليه أن يقدم لهم شيئا جديدا نابعا من معاناتهم، ومفردات حياتهم اليومية بأساليب مبتكرة. * لماذا النشر الالكتروني وفي هذه الأيام بالذات؟ - النشر الالكتروني تجربة جديدة، وهي وسيلة الكاتب الحر اليوم، الذي لا يجد مؤسسة تتبنى عمله، أومن يدفع عنه أجور طبع روايته على الورق، التي صارت بفعل غلاء مستلزمات النشر تتعدى ألوف الدولارات، كما أن النشر الالكتروني يوفر فرصة للكتاب للمرور عبر الحدود من دون رقيب، وكذلك فبالإمكان إعادة نشر الكتاب، كطبعة ورقية حين يحقق الشهرة الكافية عبر نشره الالكتروني، لان حقوق نشره تبقى مع المؤلف، ولا يعطيها لناشره، وبالمناسبة دار النشر " e-kutub " هي التي نشرت "سنوات كازابلانكا" وهي دار نشر بريطانية رائدة في هذا النوع من النشر الحديث . *كاتبة وقاصة من المغرب --- تعليق الصورة: فيصل عبد الحسن وغلاف الرواية