احتجزت الشرطة الإسرائيلية لفترة قصيرة حاخاما بارزا، أمس الأحد، في إطار تحقيقات موسعة في كتاب يحرض على قتل العرب. ويمثل هذا التحقيق تصادما بين السلطات في إسرائيل والمستوطنين المنتمين لأقصى اليمين في الضفة الغربية وأدى إلى اشتباكات بالأيدي خارج مؤسسات حكومية بالقدس واعتصام خنق الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى تل أبيب. وقال شهود إن مخبرين ألقوا القبض على الحاخام ياكوف يوسف وهو في طريق العودة من صلوات الصباح بطريقة مماثلة لإلقاء القبض على حاخام بارز آخر في الضفة الغربية في الأسبوع الماضي وكان رد فعل مؤيديه هو الاحتجاجات في الشوارع. وقال يوناتان ابن الحاخام يوسف لراديو إسرائيل «سيطروا على السيارة وأخذوها.. ومعهم والدي إلى مكان غير معلوم». وذكرت الشرطة أنه تم الإفراج عن الحاخام بعد ساعة. وكان الحاخامان تجاهلا استدعاء الشرطة لهما لاستجوابهما بشأن تأييدهما لكتاب «توراة الملك» الذي ألفه حاخام من المستوطنين ويبرر قتل الأبرياء من غير اليهود خلال حروب دينية استنادا إلى نصوص في التوراة. ويقول الكتاب طبقا لما أذاعته أبرز قناة إخبارية في إسرائيل «الانتقام بما في ذلك ضرب الأبرياء والرضع ضروري ومهم في القتال ومحاربة الشر». ويخشى مسؤولو أمن إسرائيليون أن تشعل مثل تلك الفتاوى هجمات يشنها يهود بهدف القضاء على حملات لإجلاء المستوطنين من الأرض المحتلة التي يعتبرونها أرضهم ولهم حقوق توراتية فيها في حين يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة فلسطينية عليها. وقال متحدث باسم الشرطة إن يوسف استجوب في مسألة «التحريض على العنصرية والعنف» قبل إطلاق سراحه. كما استجوب دوف ليور وهو كبير الحاخامين في مستوطنة كريات أربع وأفرج عنه في الأسبوع الماضي. وقال دان مريدور نائب رئيس الوزراء لراديو الجيش الإسرائيلي «لابد أن نوضح تماما أننا دولة قانون وأنه ما من أحد فوق القانون». وأضاف أن كتاب «توراة الملك» هو «كتاب يسمح فيما يبدو بشكل قبيح وعنصري بقتل شخص لأنه ليس يهوديا بطرق معينة وفي ظل ظروف معينة... هذا مثير للغصب ويتطلب رد فعل». وفي التصريحات التي نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية لم يدع الحاخامون وممثلوهم إلى عنف طائفي. لكنهم يرفضون سلطة إسرائيل في كبح جماحهم ودفع هذا الأمر إلى جانب ما تقوم به الشرطة من إجراءات بعض المعلقين السياسيين إلى التحذير من انقسام خطير بين الدولة ورجال الدين. ووالد يوسف هو الحاخام عوفاديا يوسف الزعيم الروحي لحزب شاس الديني وهو شريك أصغر في الحكومة الائتلافية المحافظة التي يتزعمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقال امرام يوسف وهو ابن آخر للحاخام ياكوف يوسف إن والده رفض أن يذهب طواعية للشرطة لاستجوابه لأنه «لن يسمح باستجواب الكتاب المقدس». وأضاف «كان يريد أن يكون مجبرا على ذلك. كان هادئا. توقع هذا... أعتقد أننا سنشهد احتجاجات خلال اليوم». وقال يوناتان إن على الشرطة أن تركز بدلا من ذلك على «كل هؤلاء من أساتذة الجامعات والأطباء» في إشارة إلى منتقدي اليمين الديني من الأغلبية العلمانية في إسرائيل. *رويترز