11 نوفمبر, 2017 - 04:53:00 إن ''التشفير'' هو مجال جدال آخر في الفضاء الرّقمي. فهو أداة مُفيدة للحكومات والشّركات لتأمين ونقل البيانات الحسّاسة ولكنه يمكنُ للمعارضة أيضا من التحايل على رقابة الدول من خلال إخفاء هوياتهم (مستخدم مجهول). شبكة الكمبيوتر اللامركزية "تور" التي تستخدم أجهزة الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم لإعادة إرسال الربط والمعلومات عدة مرات لإخفاء أصلها ( تحميلها مجانيا torproject.org). هذه الشّبكة تحمي مثلا العديد من النشطاء الصينيين من أجل الديمقراطية وحقوق العمال عبْر تمكينهم منْ إخفاء هويتهم الحقيقية، خاصة أولئك الذين ينشرون معلومات معادية وآراء ثورية. "تور" بحَوالي 2.5 مليون مسْتخدم يوميا، وصفته وكالة الأمن القومي NSA ب "ملك إخفاء الهوية في الإنترنت، بطيء قليلا، لكنّه آمنٌ للغاية". وتكره الحكومات، بطبيعة الحال، برامج حماية الهوية هذه، وتحاول الحد منها، لكن الجماهير وجدت في الشركات الكبيرة حليفا قويا. ويبقى حقهم، بالفعل، في استخدام التشفير، محور صراع بين شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "أبل" و"مايكروسوفت"و"غوغل" و"الأمن القومي ونظرائه" الذي يُتَّهَمُ جواسيسه بالتسلل إلى أبناك بيانات لا تُقدر بثمن خاصة بهذه الشّركات[1]. كل الحكومات لديها أسرار، وغنيٌّ عن القول، أن السّرية هي السمة المميزة للدول السلطوية. إن المفارقة التي تطبع "دولة الأمن القومي" العظمى الولاياتالمتحدةالأمريكية، هو أن لديها الكثير من الأسرار وفي نفس الوقت يمكن للكثير من البيروقراطيين الوصُول إليها. هاجسُ السّعي للسّرية، ذي النتيجة العكسية، والذي إنطلق خلال الهستيريا المعادية للشيوعية خلال الحَرب الباردة، وصل إلى حدود أصبحت معها، جميع الوثائق، باسْتثناء القائمة اليومية المقدمة لأعْضاء مَجلس الشّيوخ الأمْريكي، تحمل ختم "سري للغاية". قد يتصوّر المرء أن الحُكومة سَوف تعتمد التّشفير لإخفاء أسْرارها المُحرجة. هذا مستحيل على ما يبدو. هناك الكثير من الأسْرار، ويستطيع الكثير من الناس الوصُول إليها. المبلغون وصحفيو التحقيق والمواقع مثل و"يكيليكس" قادرون على عرض أقبح أسرار الدولة القديمة والحديثة، على جمهور واسع، من خلال التشفير ( هويات مجهولة) ونشرها عبر الإنترنت. سبّبت هذه الشّفافية غير المرغُوب فيها الذعر في النظام القائم. وبالتالي، اعتقل "باراك أوباما"، وهو أستاذ سابق في القانون الدستوري ومدافع عن الحريات المدنية، "المبلغين" أكثر من كل أسلافه مجتمعين، وأخرج من الأدراج قانون التجسس ل 1917 من أجل محاكمتهم بتهمة الخيانة (جريمة يعاقب عليها بالإعدام). هذا القمع الوحشي نابع من الشعور بالخوف والضعف، وليس القوة. ولم يأتي بمحض الصدفة، ومن دون أي سبب. إذا كان هناك جندي متواضع من الدرجة الأولى مثل "مانين" يمكنه الوصول إلى آلاف الوثائق السرية، وأن يقوم بنسخها، فإن الدولة الوطنية الأمنية سفينة تغرق! كم عدد الموظفين الحكوميين المثَاليين الآخرين، مثل مانينغ وسنودن، يختبئون في الظل، وعلى استعداد لإطلاق الإنذار؟[2] إن القراصنة هم الأعداء الطبيعيين للرقابة ونقاد "الملكية الفكرية". كان الهاكرز الأوائل من شباب رواد المعلوميات يلوثون البرامج لحل المشاكل. الهايكنج[3]هي، منذ بداية تكنولوجيا الإنترنت، مظهر أسَاسيّ من روح مرحة، متمردة ومبتكرة لبرامج الكمبيوتر. يعمل الهاكرز في شبكات غير رسمية ولحسابهم الخاص. الهاكرز كانوا وراء معظم الابتكارات التي قامت الشركات في ما بعد بتسجيلها والتي كسبوا معها المليارات. براءات الاختراع هي في الواقع أبواب مغلقة، تقف وراءها كنوزا تقنية لم يعد بوسع المبدعين الوصول إليها. المثل الأعلى للهاكر هو ما يسمى التكنولوجيا مفتوحة المصدر، كنظام التشغيل "لينكس" Linux ، ولد من اللقاء بين حركة البرمجيات الحرة ونموذج التنمية التعاوني واللامركزي عبر الإنترنت. يتم تحديثه باستمرار من قبل هاكرز متطوعين، هذا النظام ينافس الآن نظام التشغيل مايكروسوفت للشركة العملاقة ويندوز. وتستند أخلاقيات الهاكرز على التعاون، ضد الهيمنة ومناهضة الرأسمالية. بل لعلها من طبيعة اشتراكية. ضاربين بعرض الحائط قوانين "الملكية الفكرية"، يستمتع القراصنة بالالتفاف على الجدران النارية للحماية (pare-feu de sécurité)، في بعض الأحيان لمجرد أن يثبتوا لمنافسيهم العاملين لصالح الدول والشركات متعددة الجنسيات كيف أنهم يعدون أذكى منهم. إنه انتقام المهوسون (Geeks)! الحَركة المعروفة تحت اسْم "أنونيموس" هي الواجهة السّياسية للثقافة الفرعية للقرصنة. في أواخر عام 2010، منعت شركات "فيزا" و"ماستر كارد" و"باي بال" التبرعات لصالح "ويكيليكس" القادمة من حاملي البطاقات الخاصة. للاحتجاج على ذلك، قام الآلاف من النشطاء القراصنة من مجموعة "أنونيموس" بهجوم رقمي كبير على مواقع هذه الشركات. وشملت أهداف أخرى لمواقع مثل SONY، قناة التلفزيون الأمريكية فوكس FOX وكنيسة السيانتولوجيا، تم اختراقها، تغييرها وإحراج أصحابها. رسالة أنونيموس كانت: "لا أحد محصّن". وقد تم نشْر الآلاف من بروفايلات مستخدمي المواقع الإباحية، بما في ذلك موظفي الحكومة والعسكريين...[4] بالطبع، ليس كل القراصنة رَائعين ك "روبن هود". في الجانب المظلم، جَنّد مكتب التحقيقات الفدرالي "قراصنة بقبعة سوداء" (حرفيا قراصنة بقبعة سوداء : قراصنة خبيثين) ليصبحوا عملاء مزدوجين، مثل "الصديق" الذي اوشى ب "مانينغ". الاحتيال عبر الإنترنت وسرقة الهوية هي قطاعات تقدر بملايين الدولارات ونفس الشركات والحكومات التي كانت ضحية القراصنة أصحاب "القبعة البيضاء" (قراصنة بقبعة بيضاء، قراصنة بنية حسنة) قاموا في الماضي بتوظيف، ودفع مبالغ ضخمة، لفُرق كاملة من القراصنَة من ذوي المهارات العَالية ورفعُوا الحَرب الرّقمية إلى مستوى أعلى. وسيتم الكشف عن ذلك في يونيو 2015، على سبيل المثال، إن البيانات الشخصية لما لا يقل عن 21 مليون من موظفي الحكومة الأمريكية قد تعرضت للقرصنة، وربما من قبل الصين. المخابرات ليس لديها أدنى فكرة عن هوية الهاكرز، متى وقعت القرصنة، وما هي البيانات الأخرى التي يمكن أن تكون مسروقة. أما بالنسبة للحرب الرقمية التي تخوضها الدول، فإن الهجوم المشترك للولايات المتحدة وإسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية سنة 2010 يعطينا نظرة مرعبة عن نوع الدمار الكبير لوسائل الاتصالات وشبكات الطاقة التي يمكن أن تؤدي إليها حرب مستقبلية بين الدول. ومن ناحية أخرى، فالحرب الرقمية هي لعبة كمبيوتر حقيقية يتشابك فيها داوود وجولييت على أرضية متساوية: الانترنت. العبقرية والمبادرة هي كل ما يهم في هذه اللعبة. والثقافة الفرعية لمبرمجي الكمبيوتر، المشبعة بالعقلية التحررية للقراصنة، تعاونية أناركية، لديها ما يكفي من العبقرية والمبادرة. التسويق في الأصل، تم تصميم الانترنت كوسيلة للطلاب لتبادل أبحاثهم - ونكتهم. وقد أصبح اليوم منصة في صَالح الشّركات الكبيرة. وفي غضون جيل واحد، أصبحت شركات مثل موقع "ئي باي"، "فيسبوك"، "يوتيوب"، و"الأمازون" و"جروبون" - الأكيد أن بَعضهم خلق في مرآب - تُقاس بمليارات الدولارات. وأضحَت التجارة، والترفيه، والاتصالات، والشبكات الاجتماعية على الإنترنت هي القطاعات الأكثر جاذبية اليوم ومحركا لاقتصاد منكّس منذ 2008. وبعدد المستخدمين المتنامي بشكل كبير، أصْبح الانترنت يربط الشركات مباشرة مع بطاقات الائتمان الخاصة لاحتياطي لما لا نهاية له من المستهلكين. ولأن الإنترنت مجاني، يختار، يخترق، ويستخدم الإشْباع الفوري السّريع ويشجع الإدمان على الألعَاب والمضَامين الإباحية. للاقتصار فقط على مثالين. يستهدف الأنترنيت الزبناءَ المُحتملينَ عن طَريق خَوارزمْياتٍ قادرةٍ على تَحليل الكّم الهائل من المعلومات الشّخصية على شَبكة الإنترنت. يمكن أن يكون ذلك غير ضار في مجمله. عندما تحدد لك "أمازون" على سبيل المثال "الزبائن الذين اشتروا هذا البند قد اشتروا مجددا". ولكن، في المقابل، تعمل شركة الاتصالات الجوالة على معرفة أين كنت ومع من. مقتنياتك على الانترنت يتم تسجيلها وتبين إن كنت عاطلا عن العمل، مريضا أو تنتظر مولودا جديدا. رسائل البريد الإلكتروني والرسائل القصيرة الخاصة بك تكشف من هم أصدقائك المقربين ومن هم مجرد معرفة. غوغل يعرف ما هي آراؤك لأنه يحفظ في ذاكرته البحوثات الخاصة بك. الفيسبوك يمكنه تحديد ميولاتك الجنسية دون الحاجة حتى لذكرها. (بروس شنير، البيانات وغوليات، 2015) كل يوم، تفكك الشركات متعددة الجنسيات السلوك الخاص بنا، تفحص بعناية وبهدوء كل القرائن التي تركتها عاداتنا المهنية واستخدامنا للإنترنت. البيانات التي تم جمعها والبروفايلات التي خلقت مفصلة بشكل لا يصدق، لدرجة أنها تصبح تطفلية. يمكن للخوارزميات الخفية بناء (أو تدمير) سمعات، تقرير مستقبل رجال الأعمال، يمكنها حتى أن تمحو الاقتصاد بأكمله (دولة بأكملها(فرانك باسكوال، مجتمع الصندوق الأسود، 2015) الثقافة وثمة خطر آخر يكمن في أن الخَوارزميات المُستخدمة من قِبل الفَيسْبوك وغيرها من المواقع لتميز صفَحات أعضائها قد تؤدي لنقل المعلومات التي يعتقد الجهاز أنهم يريدونها فقط، مما يعزز الأحكام المسبقة لديهم ويبعد المعلومات غير السارة - ظاهرة الاحتباس الحراري، على سبيل المثال. ضيق الأفق ليس شيئا جديدا: حتى قبل وصول الإنترنت، يتابع الليبراليين والمحافظين والمتطرفون من اليمين واليسار المنشورات التي يتوافقون معها. الإنترنت له تأثير مضاعف. والأسْوأ من ذلك، تميل شبكة الإنترنت إلى تخدير الجمهور. عناوين الكتب الأخيرة تعبر عن هذا الواقع المحزن. على سبيل المثال: الانترنت ينمي الغباء؟ نيكولاس كار (2011)؛ أغبى الأجيال: كيف يبلّه العصر الرقمي الشباب الأمريكي ويهدد مستقبلنا لمارك برولين (2009)؛ Technopoly: استسلام للثقافة والتكنولوجيا (1992) ؛ التسلية حتى الموت (2005)، وهذا الأخير هو إعادة إصدار لكلاسيكيات النقد الثقافي والنظري لوسائل الإعلام لكاتبه "نيل بوستمان". ومرة أخرى، يضاعف الأنترنت من الآثار السلبية للثقافة الجماهيرية التي تم تسويقها عبر الأجيال السابقة في وسائل البث مثل الراديو والتلفزيون (تم تميزها في عام 1961 باسم "التصريف الواسع" من قبل رئيس اللجنة الحكومية للتواصل، "نيوتن مينو".)
وفي يخص السمعي البصري، كان للجمهور الأميركي الاختيار بين عدة نسخ من نفس الغَباء التي تقترحها القنوات الكبرى NBC, CBS et ABC (وإن كانت هناك بعض الاستثناءات). على النقيض من ذلك في فرنسا، كما في الاتحاد السوفيتي، سَيطرت الحُكومة على التلفزْيون منذ البداية. مع الإنترنت، أصبح للجمهور عددا كبيرا من الخيارات والمستخدم أصبح انتقائيا (للأفضل أو للأسوء). و أصبحت المعلومات والترفيه تحت الطلب. تبعا لذلك، على الرغم من أن المواد الإباحية هي الأكثر مشاهدة على شبكة الإنترنت، وأن المحتوى العنيف ليس بعيدا وراءها، لمستخدمي الانترنت اليوم إمكانية الوصول الفوري لشكسبير، دروس الجامعات، لندوات تيد (Ted Talks)، نعوم تشومسكي، ويكيبيديا، Marxists.org وغيرها..، وجميع المواقع التي تشير إليها. العزلة.. الوجُود المطْلق للشّبكات الاجْتماعية يطرح خطرا آخرًا. يتعلق بتتراجع المؤانسة أكثر. ويصبح الناس معزولين أمام شاشاتهم أكثر فأكثر، وحتى عندما يتواجدون بين الأصدقاء، يتركز اهتمامهم على أجهتزهم المتصلة، ويعطون الأولوية لحياتهم الرقمية على حياتهم الحقيقية - لدرجة مستفزة. ووفقا لأستاذ الدراسات الاجتماعية للعلوم والتكنولوجيا "شيري تاركل"، ف "لقد أصبحت التكنولوجيا مهندس خصوصيتنا".في كتابها "وحيدين معا" (غير مترجم، 2013)، تدافع عن أطروحة أن تقول إن "الاتصال المستمر يؤدي إلى عزلة جديدة". ليس هناك شك في أن الإنترنت يمكن أن يؤدي للعزلة. لكنه يسمح أيضا بلقاء أشخاص جدد، ولشعور أقل بالوحدة، الوصول إلى المعلومات وربما للتعبئة للعمل جماعيا.
ومن المؤكد أنه ليس "الأصدقاء" على الفيسبوك هم من سيقوم برعايتنا في حالة مرضنا، لكنهم مع ذلك تعبير عن حاجة الإنسان العالمية لمشاعر مثل التعاطف والاهتمام والتفهم والإعجاب - على الرغم من الجانب التجاري عديم الحساسية للفايسبوك-. وفقا لخبير الاقتصاد والمنظر الاجتماعي "جيريمي ريفكين" فإن "علاقات التعاطف هي مكونة أكثر للطبيعة البشرية من العدوان والمنافسة" - عكس ما يعتقده منذ وقت طويل. في كتابه وعي جديد لعالم في أزمة: نحو ثقافة التعاطف (2011)، يؤكد أن تقنيات "الويب" تمثل "الثورة الصناعية الثالثة" التي من شأنها أن تجمع بين الناس على أساس من التعاطف، وبالتالي يمكن إنقاذ العالم من كارثة بيئية.[5] استيلاء رأسمالي على الإنترنت؟ في الحَقيقة إن التّجميع الضخم للبيانات، واقْتحام الخُصوصيّة، وتجهيل عامّة النّاس من خلال بثِ المحتويات الغبية، تغدية العزلة، ومحاولات خصخصة الإنترنت، وتسويقها من قبل شركات متعددة الجنسيات، تمثل تهديدًا حقيقيًا للحُرية الفردية والمُثل الدّيمقراطية. يُمكننا هنا أن نسأل شرعيا: هل تُحكم الشركات الكبيرة والحُكومات السّيطرة على الإنترنت؟ الجواب هو لا، لسبب بسيط، إن الإنترنت لا نهاية له. لا أحد يمكنه أن يحتل المكان بأكمله. بما أن جميع الأفْراد على حد سَواء، يُمكنهم الرّد على مُدونة أو إنشاء حساب تويتر، يبقى الفضاء الالكتروني ملعب متكافئ. المواقع الغير مكلفة مثل ويكيليكس (كما هو الحال لمنصات الاستقطاب للدولة الإسلامية) ثبتا أنهما أكثر تأثيرا من آلة الدعاية الأمريكية ووسائل الإعلام التي تتبع "الخط" الحكومي. بغض النظر عن عدد المواقع التجارية المتألقة والجذابة التي تسعى إلى اختراق محفضات نقودنا، وقلوبنا وعقولنا، تبقى حرية الوصول، وإمكانية تواصل المجموعات، هي المفتاح إلى الديمقراطية عن طريق شبكة الإنترنت. هذا الحق الأسَاسي في حُرية الوصُول إلى الإنترنت، المعروف باسم "حيادية الانترنت"، يَعْرِف منذ فترة طويلة هجوما من طرف الشركات الكبرى ولوبي الاتصالات في الولاياتالمتحدة، في محاولة منها لوضع حد لهذا "الحياد" وإقامة إنترنت بسرعتين، حيث يستفيد المعلنون الكبار من الخط السريع ويهمش المستخدمين البسطاء. جهودهم هذه تبقى، لحد الآن، ضَائعة. في فبراير 2015، اعترفت FCC (لجنة الاتصالات الفيدرالية) بالإنترنت الأمريكية ك "سلعة عامة"، بعد موجة احتجاج حاشدة من المستخدمين. ولكن يمكننا أن نكون على يقين من أن جماعات الضغط والاحتكاريين سيعودون للهجوم. وخلق أراضي نزاع أخرى. ولدت الشبكة العنكبوتية حرة. هكذا، سيكون صعبا على أولئك الذين يريدون احتكار الفضاء الالكتروني تحقيق ذلك. ومنذ نشأتها، تبقى شبكة الإنترنت منطقة مشتركة وتدخل ضمن المجال العام (مفتوح المصدر). عندما خلق "تيم بيرنرز لي" (الآن Sir Tim) ال WWW ، وضع اختراعه ليتاح بالمجان، خال من جميع حقوق الطبع وشهادات الاختراع. وفي سنة 1994، جمع العديد من الشركات وخلق W3C، كشراكة دولية للإشراف على الشبكة، مبنية على معايير مشتركة وتكنولوجيا حرة الحقوق يمكن استخدامها بسهولة من قبل أي شخص. ما وراء هذه البروتوكولات التقنية هو الرؤية الاشتراكية للفضاء الإلكتروني بأنه فضاء "عمومي". فهو يعتبر سلعة عامة - كما هو الشأن بالنسبة للأرض، الهواء والمحيطات- وكجزء من التراث المشترك للبشرية. في الوقت الذي يتصارع فيه السكان الأصليون للحفاظ على ما تبقى من آثار السلع المشتركة من الاحتكار والخصخصة والتلوث الرأسمالي، يبقى الانترنت فضاءً متنازعا عليه بالتأكيد ولكن يمكن الوصول إليه أيضا، حرا ومفتوحا للجميع. من WWW إلى ويكيبيديا، مرورا بنظام التشغيل الحر لينكس، والبرمجيات الحرة التي تتحدى تسليع الإبداع البشري. وكما هي عقلية القراصنة، الذين يعارضون الخصخصة لأغراض ربحية، وفقا لقوانين "الملكية الفكرية" التي تمليها الرأسمالية الاحتكارية، وتقنيات مطورة بشكل جماعي، سواء تعلق الأمر بالبرمجيات أو النباتات الطبية المزروعة من قبل الهنود الحمر. فإنه ليس من المستغرب أن المبادرين إليها، أب علم التحكم الآلي "نوربرت وينر"، إلى "سير تيم"، يعتبرون أنفسهم اشتراكيين. يتبع ترجمة: عبد الصمد أيت عيشة، هشام منصوري، قدس لفناتسا --- [1] http://www.nytimes.com/2015/07/08/technology/code-specialists-oppose-us-and-british-government-access-to-encrypted-communication.html?ref=todayspaper [2] ملاحظة: تصريحات مانينغ كانت محمية من قبل البرامج عدم الكشف عن الهوية. انه تعرضت للوشاية فقط، لأنه وحيد ومعزول، تباهى بعمله أمام زميل مقرصن وأوشى به. [3] القرصنة " في اللغة الإنجليزية مصطلح" Hacking around "، وهذا يعني متعة/ استمتاع. [4] Parmy Olson, We Are Anonymous: Inside the Hacker World of LulzSec, Anonymous, and the Global Cybeكr Insurgency, Little, Brown and Company, 2012. غير مترجم. [5] مفهوم نظري "الوعي الكوكبي" يتداخل مع "الوعي الشامل" لريفكين كالرافعة اللازمة لرفع العالم. والفرق هو أن ريفكين يتجاهل مقاومة أنشئت من مليارديرات اليوم الذين سيقاتلون بضراوة للحفاظ على سيطرتهم، مهما كانت التكلفة البشرية والطبيعة.